تفجير لبنان لعبة في إطار الشبكة الإرهابيّة الدولية… زاسبكين لـ«السفير»: الأسد لن يسقط بضغط خارجي

 zasbakin

 

صحيفة السفير اللبنانية:

قطعت الحوادث المتسارعة في المنطقة وتفجير منطقة «الرويس» الإرهابي، العطلة الهادئة التي كان السفير الروسي ألكسندر زاسبكين يمضيها في منزله في «بادولسك» جنوبي روسيا، حيث يسهب في الحديث عن طبيعتها ومناخها ورذاذها المنعش. ها هو اليوم منغمس في متابعة الملفّ السوري الذي سخّنه الأميركيون فجأة عبر إعلانهم عن ضربة جوية ضدّ مواقع سوريّة محدّدة الأهداف.

ولعلّ تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الإثنين الفائت بأن روسيا لن تقوم بأي ردّة فعل عسكرية حيال أيّ تدخّل عسكري أميركي في سوريا كان «التصريح النجم» في هذا الأسبوع.

في بيروت يلاقي زاسبكين كلام رئيس الديبلوماسية في بلاده متعجّبا من اعتقاد البعض بأن روسيا ستدخل حربا مع الولايات المتحدة الأميركية تزعزع استقرار العالم لأعوام طويلة كما حصل إبّان الحرب الباردة، مكررا مواقف بلاده المتشبثة بعدم تجاوز مجلس الأمن الدولي، متوقعا أن تؤدي «المغامرة» الأميركية الجديدة الى توسيع رقعة النّزاع في المنطقة، كما هي العادة الأميركية من العراق الى ليبيا. يبدو زاسبكين متأكدا من تفوق الجيش العربي السوري، وهو يحذّر من ردود فعل الدول الحليفة لهذا النّظام غامزا من قناة إيران.

يتهم زاسبكين «مسلحي المعارضة السورية» باستخدام الغازات السامة ضدّ المدنيين، وينصح اللبنانيين بحكومة جامعة في هذه الظروف لا تستثني أي طرف لبناني ممثّل في البرلمان.

 

في ما يأتي نصّ الحوار:

– ماذا يعني انكفاء روسيا عن القيام بأيّة ردّة فعل عسكرية حيال أي تدخّل عسكري أميركي في سوريا، وهل ستقبل موسكو بتكرار التّجربة الليبيّة؟
نحن لن نقبل بتكرار التجربة الليبية عن طريق اتخاذ القرار عبر مجلس الأمن الدولي. معروف أننا استخدمنا حق «الفيتو» 3 مرات لمنع اتخاذ قرار غير متوازن في الواقع السوري. نريد استبعاد أية إجراءات خارج مجلس الأمن الدولي، وإذا لجأوا الى الضربة العسكرية فسوف تكون انتهاكا للقانون الدولي.

– هل تكتفي روسيا بتوصيف الحالة وتقبل بالانضواء الأميركي المباشر في منطقة نفوذ لها؟

نعتبر أنّنا نتخذ موقفا سياسيّا قويا مما يجري، وتمسّكنا بالشرعية الدولية يعني أننا لن نقبل أيّة محاولات للتدخّل الخارجي المباشر في سوريا. نعتقد أنّ هذا أقوى شيء ممكن أن تقوم به روسيا في هذه الظروف. ربما يريد البعض أن نستخدم الأساليب الأميركية ذاتها التي يهددون بها مع حلفائهم، لكننا لن نقع في هذا الفخّ وسوف نتابع النضال السياسي. في الوقت ذاته حذّرنا من أن هذا العدوان لن يكون سهلا وسيكون ردّ فعل من سوريا، ونحن ندرك مواقف بعض الأطراف الدولية الأخرى الحليفة لها.

– فسّر البعض كلام وزير الخارجية سيرغي لافرروف بأن روسيا سحبت دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد؟

ما يحدث في موضوع السلاح الكيميائي والتهديدات يدلّ على أنّ نهجنا سليم وسنواصله. لن نقبل محاولات فرض تنحي الرئيس السوري من الخارج، واليوم كما في السابق نؤكد أن هذا الموضوع هو بيد الشعب السوري وليس بيد أطراف خارجية، بغض النظر عن الأساليب التي يستخدمونها لتحقيق هذا الهدف.

– لكن ألا يغيّر هذا التدخل العسكري الأميركي المحتمل موازين القوى قبل الذهاب الى «جنيف 2»؟

هذا الحديث قديم، منذ عدة أشهر ونحن نسمع بأنّهم يريدون فترة زمنية لتغيير موازين القوى لتكوين ظروف أنسب للتفاوض، نحن لا نقبل هذا المنطق، نعتقد أنه كان يجب إجراء التفاوض منذ زمن بعيد. أما الوقائع فتشير الى أن الأوضاع كانت تتطور ميدانيا لمصلحة الجيش النظامي. إذا حصلت ضربة فستكون آثارها متعدّدة ولا نستطيع تقييم انعكاساتها بدقة، الشيء الأكيد أنها ستؤدي الى تصعيد الأوضاع وتوسيع رقعة النزاع.

– هل فاتح الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز الرئيس فلاديمير بوتين في زيارته له بهذا التبدّل الأميركي المفاجئ؟ وكيف كانت أجواء اللقاء الروسي السعودي؟

نعتقد أنّ اللقاء كان مفيدا لأنّه منح فرصة للحديث مباشرة مع الجانب السعودي وشرح الموقف الروسي وثوابته الجيوسياسيّة، وأودّ أن أؤكّد أنّ الشائعات حول مساومات بخصوص قضايا المنطقة غير صحيحة.

– اعتبرت إيران أن الأميركيين قد يملكون إشارة بدء الحرب ولكن لا يتحكمون بنهايتها، فهل دخلنا في حرب إقليمية؟

خلال العقود الأخيرة قام الأميركيون مرات عدّة بمغامرات، كما فعلوا في العراق أو في عملية «الناتو» في ليبيا، تدخّلهم يؤدي دوما الى الفوضى والى نتائج مأسوية للجميع، بما في ذلك لأنفسهم، لذا نحذّر من السيناريو نفسه في حال وقعت ضربة ضدّ سوريا، وخصوصا أنها دولة محوريّة في المنطقة. من الواجب الآن تقديم تأييد المجتمع الدّولي للتسوية السياسيّة في سوريا عبر التفاوض بين الحكومة والمعارضة وفقا لبيان جنيف، وهذا يتطلّب التعامل مع أطراف النّزاع والتحضير لمؤتمر «جنيف 2».

 

اتهام روسي للمعارضة السورية

– ما هو التقييم السياسي الرّوسي لمجزرة الغوطة الشرقية والغربية بالغازات السامة؟ وهل صحيح أن روسيا فشلت في ضبط استخدام هذا السلاح؟

ليست المرة الأولى التي يستخدمون فيها أسلحة الدمار الشامل للقيام بمغامرات عسكرية، كما حصل في العراق، وبحسب معلوماتنا أن الطرف الذي استخدم السلاح الكيمياوي في سوريا هم مسلحو المعارضة وليس النظام السوري، لقد سلّمنا الملفّ الكامل الخاص بالحادث في «خان العسل» الى مجلس الأمن الدّولي، ويجب انتظار نتائج تحقيقات الخبراء والنقاشات في مجلس الأمن.

– ماذا إذا تمّ تجاوز مجلس الأمن الدولي كما دعت بعض الأطراف ومنهم الوزير البريطاني وليم هيغ، وحتى تركيا؟

نحن نتمسك بمجلس الأمن الدولي على الرّغم من محاولات تعطيل دوره، وهذا هو الموقف المتميز لروسيا في المجتمع الدّولي، ونحن نفتخر به، وسنواصل تطبيق التزاماتنا الدولية بهذا الخصوص، فعلى أولئك الذين يتصرفون خارج نطاق مجلس الأمن أن يتحملوا المسؤولية، لأن التاريخ لا ينتهي اليوم.

– ماذا سيحصل في اليوم التالي للضربة الأميركية المحتملة؟

سيكبر حجم النزاع وتتوسّع رقعته، وبرأينا أنّ النظام السوري قادر على المقاومة.

 

لبنان والإرهاب الدولي والحكومة

– ما رأي روسيا بما يجري في لبنان أخيرا من تفخيخ سيارات حصد مئات الأبرياء بين الضاحية الجنوبية وطرابلس؟

نحن ندين هذه الأعمال بشدّة، ونسعى الى الحفاظ على الإجماع الدولي حول الأمن والاستقرار في لبنان، بغضّ النظر عما يحصل في المنطقة.

– هل دخل لبنان بدائرة «العرقنة»؟

أعتقد أن الثوابت الدولية لا تزال قائمة، لكن ثمّة محاولات من الأطراف التخريبية لتصعيد الأوضاع، لذا علينا ان نتضامن مع لبنان.

– هل ستساعد روسيا لبنان بتجهيزات للوقاية من الإرهاب؟

إذا تطلب الأمر فنحن مستعدّون.

– من له مصلحة بتفجير لبنان؟ وهل تقنعك فرضية التكفيريين التي تحدّث عنها السيّد حسن نصر الله؟

هنالك لعبة في إطار الشبكة الإرهابيّة الدّولية. كطرف خارجي لا أستطيع الإشارة الى أية تكتلات داخل لبنان، من ارتكب الجريمة يجب أن يكشفه التحقيق والنتائج القضائية.

– ماذا عن الأفكار حول الحكومة العتيدة وهل تقبل روسيا بحكومة لا تضمّ «حزب الله»؟

هذا موضوع داخلي، لكننا ندعو دوما الى الحوار الوطني، ونعتبر أنّ أفضل نوع من الحكومات هو الذي يشمل جميع القوى الأساسية اللبنانية دون استثناء، هذا أفضل خيار للبنان، وفي الظروف الاستثنائيّة التي نمرّ بها في المنطقة يجب أن تكون حكومة لبنان قويّة، وأن تكون قادرة على إدارة الأمور في البلد، وخصوصا في ما يتعلّق بالأمن والاقتصاد والمسائل الاجتماعيّة، أمّا التمثيل وتقسيم الحصص فيعود للتشاور بين الأطراف اللبنانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.