تل أبيب: التفجيرات ستستمر في لبنان

 

توقعت نشرة «انيسات» العبرية، الصادرة عن مركز أبحاث الامن القومي في تل ابيب، ان تشهد الساحة اللبنانية مزيداً من الهجمات والعمليات التفجيرية، على غرار التفجيرين الانتحاريين ضد السفارة الايرانية في بيروت الثلاثاء الماضي. وحذّرت من ان الحرب في سوريا لن تقتصر على هذا البلد، بل ستتمدد الى خارجه، وتحديداً الى لبنان.

واشارت النشرة الى ان التفجيرين يشيران الى مستوى جديد ومتعاظم من التحدي موجه الى حزب الله وحلفائه، والى ان الجماعات السلفية الجهادية قررت الانتقام من الحزب لمشاركته الفاعلة في الحرب الدائرة في سوريا، ولمنعه من الاستمرار في تقديم الدعم العسكري للرئيس السوري بشار الاسد.

وشددت النشرة على ان «الجهاديين»، من خلال التفجيرين والهجمات الاخرى التي سبقتهما في الضاحية الجنوبية وفي سهل البقاع، يريدون التأكيد أن بيئة حزب الله الحاضنة ليست منيعة امام الهجمات، وكذلك رعاته الايرانيون. واستبعدت نجاح ما سمته «استراتيجية حزب الله المزدوجة»: استمرار التدخل العسكري في سوريا، وفي الوقت نفسه الدعوة والعمل على الهدوء والاستقرار الامني في لبنان، مشيرة الى ان «المعسكر السلفي زاد من انتقاداته للحزب في الفترة الاخيرة. ويبدو ان الجهاديين قرروا خوض حرب مباشرة معه في هذه الفترة بالذات، خوفاً من تكرار سابقة مدينة القصير الاستراتيجية في منطقة القلمون، التي يرى السلفيون ان سقوطها سيمثل نقطة تحول في الحرب الدائرة في سوريا».

ورأت النشرة ان تطور الصراع في سوريا، على مدى العامين الماضيين، من تظاهرات سياسية لا عنفية الى حرب اهلية طائفية طويلة الامد، مع تدخل خارجي هائل، ادى الى تحول الصراع الى حرب اقليمية بالوكالة، تدور رحاها في سوريا، وباتت خطرا يهدد استقرار كل المنطقة. ومن هنا فان «التفجيرين الاخيرين ضد السفارة الايرانية في بيروت، ليسا الا دليلاً على زيادة الاثمان المدفوعة اقليمياً جراء الحرب، وهما اشارة ايضا الى تحطّم الاسطورة القائلة ان الجهات الخارجية الفاعلة والمؤثرة في الساحة، يمكن ان تنشط في الحرب، وتبقى بعيدة عن تداعياتها».

اما لجهة التداعيات على العلاقات الداخلية في لبنان، فرأت النشرة ان التفجيرين يشيران الى مستوى مرتفع من التطرف الخطير، الذي يرافقه توتر في العلاقات بين نسيج المجتمع اللبناني. وفي المستقبل القريب، قد يوصل ذلك لبنان الى وضع حرج للغاية. مع خطر شلل البلد لفترات طويلة، مصحوباً بأزمة اجتماعية واقتصادية مدمّرة. وأيضاً الى تآكل النسيج الاجتماعي الهشّ في البلد.

ورأت النشرة أن اسباب التطرف، وتحديداً لدى الطائفة السنية في لبنان، تعود اساساً الى ان «السنة غاضبون وساخطون مما يجري من حولهم، وتحديدا في سوريا، ومع غياب زعيم الطائفة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فيزيائياً عن لبنان، تعاظم دور الوعاظ من السلفيين والجهاديين، وتزايد عدد الشبان السنة المنخرطين في الحرب الدائرة في سوريا».

مع ذلك، رأت النشرة ان حرباً اهلية شاملة في لبنان، ليست في مصلحة اي من الجهات الرئيسية في بلاد الارز، بما في ذلك حزب الله، الا ان «المعركة التي يخوضها المتطرفون ضمن تنظيم القاعدة، قد تدفع لبنان الى دوامة جديدة من العنف الداخلي».

وحذرت النشرة اسرائيل من تداعيات التوتر المتزايد بين ايران وحزب الله من جهة، وشبكة الجهات «الجهادية» العابرة للحدود، من جهة اخرى، اذ إن «تطوراً كهذا ليس بالضرورة اشارة ايجابية لاسرائيل». فالهجمة على السفارة الايرانية تشير، ايضاً، الى امكان تصدير عدم الاستقرار والتطرف، والى ان تنامي المعسكر السلفي الجهادي، الاكثر نشاطاً وتنظيماً وعزماً، من شأنه ان يخلق مشاكل لاسرائيل على المدى الطويل.

 

المصدر: صحيفة الأخبار اللبنانية

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.