«جبهة النصرة» في رأس بعلبك: خطف 3 لبنانيين و5 سوريين

syria - kalamoun

بدت لافتة أمس المساحة الواسعة التي تحرك فيها مسلحو «جبهة النصرة» في البقاع. اقتحموا كسّارة، وخطفوا منها عمالاً لبنانيين وسوريين وأتراكاً، وسرقوا آليات ومعدات، وعادوا أدراجهم.

فبعيداً جداً عن جرود السلسلة الشرقية، ولمسافة تزيد على عشرين كيلومتراً من الطرقات الوعرة، توجهت مجموعة مسلحة إلى محلة أدنى من منطقة الزمراني، شمالي بلدة عرسال، لتنفيذ عمليات خطف وسلب. وهي المنطقة نفسها التي هاجم فيها المسلحون منذ أسابيع قليلة قطيع أغنام وخطفوا ثلاثة شبان من بلدة عرسال مع أكثر من مئة رأس من الأغنام.

أمس أغار مسلحو «النصرة» على كسارة عند مشارف بلدة رأس بعلبك من الجهة الغربية، تعود ملكيتها لابن البلدة رفعت مشرف، وخطفوا منها لبنانيين هما مخايل مراد من رأس بعلبك والعرسالي محمد الحجيري، في حين تضاربت المعلومات بشأن خطف عرسالي آخر، إضافة إلى خمسة سوريين. ولم يكتف المسلحون بخطف عمال الكسارة، بل لجأوا إلى سرقة جرافة وثلاث شاحنات وسيارة بيك أب، بحسب ما أكد رئيس بلدية رأس بعلبك ميشال العرجا لـ«الأخبار».

ثلاثة عمال أتراك ممن كانوا يعملون في الكسارة تمكنوا من التواري خلف بعض الصخور لدى رؤيتهم المسلحين الذين يعتمرون شالات سوداء، بحسب ما يؤكد أحد أبناء رأس بعلبك الذي التقى العمال الثلاثة قبل أن تتسلمهم مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني للتحقيق معهم. وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أن المسلحين خلّفوا وراءهم الجرافة التي سرقوها من الكسارة، في مكان بين أراضي رأس بعلبك وعرسال، في حين كشفت المعلومات الأمنية عن وجود المجموعة المسلحة في منطقة خربة داوود في جرود بلدة عرسال.

موجة استياء عارمة سادت بلدة رأس بعلبك بعد شيوع خبر خطف العمال وسرقة الآليات. وتوجه عدد من أبناء البلدة إلى موقع الكسارة، لكن سرعان ما عملت قوة من الجيش اللبناني على إعادة الأهالي إلى البلدة على مقربة من حاجز الجيش عند أطراف البلدة، في وقت تولت فيه قوة أخرى ملاحقة المسلحين في جرود المنطقة.

العرجا أكد لـ«الأخبار» أن الاعتداء الذي حصل أمس ليس الأول، وهذه «المرة الخامسة التي يسطو فيها مسلحون على كسارات ومزارع في بلدة رأس بعلبك، فيسرقون ويخطفون من دون أي رادع».

ورأى أن «على الدولة اللبنانية، إزاء عمليات السطو والخطف المتكررة على منطقتنا، أن تتخذ الإجراءات الأمنية الكفيلة بدرء تلك الأعمال، والتي من خلالها نتمكن من حماية أبنائنا وأرزاقهم». وأكد أن أبناء بلدة رأس بعلبك سيلجأون، في حال «تقاعس الدولة عن القيام بواجبات حماية مواطنيها وعدم إطلاق المخطوفين ووضع حد للاعتداءات المتكررة، إلى النزول إلى الشارع وقطع الطرقات، فالوضع لم يعد يطاق».

وفي وقت لاحق، علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أنه وبنتيجة الإتصالات التي حصلت بين فعاليات من بلدة رأس بعلبك وأحد فعاليات بلدة عرسال، الذي تبين أنه له «مونة» عند المسلحين وتواصلا معهم، حيث أفرج عن السوريين الخمسة واللبنانيين، في حين أبقى المسلحون على مخايل مراد ابن بلدة رأس بعلبك مخطوفا، وسط ترجيحات بطلب فدية مقابل الإفراج عنه.
تجدر الاشارة الى أن مسلحين من «جبهة النصرة» خطفوا في شباط الفائت ثلاثة عمال من كسارة جورج نصرالله في رأس بعلبك، وأمعنوا في تكسير معدات فيها، ليعودوا ويفرجوا عن العمال بعد عشرة أيام.

رامح حمية – صحيفة الأخبار اللبنانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.