جسر كريمة ورد روسي قاسي محتمل

صحيفة الوفاق الإيرانية-

حميد مهدوي راد:

جسر كريميا، الذي يعتبر حلقة وصل بين روسيا وكريميا، تعرض يوم السبت للتدمير بواسطة شاحنة ملغومة في عمل ارهابي نفذه مقاتلون اوكرانيون. ويقع هذا الجسر على مضيق كراج، وهو واحد من اهم سبل الاتصال بين روسيا وكريميا والذي افتتحه فلاديمير بوتين في العام 2018م بعد ضم كريميا الى بلاده.

والآن ينتظر الجميع الرد الروسي على هذا العمل الارهابي الاوكراني الذي حصل في وقت ازداد حجم الانسحابات العسكرية الروسية من مناطق اوكرانية علاوة على عزل قائد الجيش الروسي في اوكرانيا وتعيين الجنرال سيرغي سورفيكني محله.

في هذه الاثناء فان الامر الأبرز هو التصرفات والمعايير المزدوجة الغربية و الامريكية على وجه الخصوص، ففي حين ان واشنطن والعديد من البلدان الأوروبية ابدوا خلال الأشهر الثمانية الماضية تأييداً ودعماً شاملين لاوكرانيا، لكنهم التزموا جانب الصمت حيال هذا الفعل الأرهابي. وبينما زعمت امريكا لسنوات انها رافعة راية محاربة الأرهاب والأعمال التخريبية، فانها مع ذلك دائماً ما تصرفت في العالم وفقاً لمعايير مزدوجة.

في هذا الاطار، يمكن تخمين رد الفعل الروسي طبقاً لعدد من الاحتمالات:

اللجوء الى حرب غير نظامية عن طريق تشكيل وحدات مدربّة ومستفيدة من تجارب حروب سوريا ولبنان والعراق وايران والتي يمكنها توفير المساعدة والمشورة الميدانية الكبيرة.

الاحتمال التالي هو استخدام روسيا لاسلحة نووية لوضع حد لتقدم الجيش الاوكراني خاصة في المناطق الاربع التي ضمتها روسيا اليها مؤخراً.

الاحتمال الآخر هو شن روسيا عمليات عسكرية واسعة جواً وبراً وبحراً لاستهداف البنى التحتية الاوكرانية، الامر الذي يجعل اوضاع الحرب اكثر سوءاً بكثير ويصعّب الوضع لحكومة كييف.

ان الاحتمالين الاول والثاني ليسا بعيدين عن واقع ما يمكن ان يحصل، لكن الثاني، الذي هو الأكثر الذي تتوقعه وسائل الاعلام الغربية، لن يترجم الى الواقع في الساحة العملية.

وما القصف الروسي يوم امس الأثنين سوى جانب بسيط من هذا الرد وعلى كييف انتظار عواقب اشد وطأة.

في المدى القصير، ربما تسعى البلدان الغربية من خلال العقوبات على موسكو ان تثير استياء الروس والاحتجاجات الداخلية في روسيا لكي تتصعب الامور على بوتين، لكن في الامد البعيد، ربما ستكون روسيا هي الرابح في هذه المجابهة، لانه مع الاخذ بالاعتبار قرب حلول فصل الشتاء البارد وأزمة الطاقة في اوروبا وتصميم (اوبك بلس) على حفظ انتاج النفط في الاشهر المقبلة وحاجة اوروبا الماسة للوقود والطاقة، فستتغير قواعد اللعبة لصالح روسيا.

بالنسبة للولايات المتحدة التي لم تنال النتيجة المرجوة من العقوبات على موسكو، فهي لا تزال في طريقها للهزيمة، ولا تزال معاييرها المزدوجة في التعاطي مع البلدان الاخرى ماثلة لكل ذي عينين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.