خاص: “خطر” الكيميائي السوري الى الواجهة… لماذا؟؟

Syrian-Chemical-Weapon

موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد شعيتو:

لوحظ منذ أيام أن الإعلام الغربي يركز بشكل كبير على “الكيميائي السوري”، و تطالعنا الـ”بي بي سي” والـ”سي أن أن” في عناوينها الاخبارية وفي عناوين صفحاتها الإلكترونية الرئيسية بالحديث حول هذا الموضوع، بموازاة “أدلة استخبارتية” يروّج لها مسؤولون أمريكيون وبريطانيون رفضوا كشف هوياتهم بأن سوريا تحرّك الأسلحة الكيميائية، حتى وصل مسؤول أميركي رفيع إلى القول إن النظام يقوم بتجهيز مركبات كيميائية تدخل في إعداد غاز السارين القاتل.

وقد كتب موقع “بي بي سي” عن تحذيرات غربية للنظام السوري من مغبة اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية أو نقلها، في ظل تقارير ـ بحسب الموقع ـ عن تحريك هذه الأسلحة واستعدادات لتحميلها في وسائل قتالية. ويلاحظ أن وسائل الإعلام أميركية منها شبكة “أن بي سي” الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين أن الجيش السوري زوّد قنابل بالمواد الكيميائية تحضيراً لتلقّي أوامر إلقائها.

إذاً الكيميائي السوري المفترض قفز إلى واجهة الصورة من جديد “بفعل فاعل” غربي سياسي واعلامي.. لكن فجأة، ما حصل خلال الساعات الماضية أن كلام كلينتون وهيغ والخبراء ناقضه تصريح نائب رئيس الحكومة الاسرائيلي يعالون ثم تبعه وزير “الدفاع” الاميركي بانيتا حيث قالا أن لا مؤشرات على مخاطر قريبة من الكيميائي السوري..

ما سبب هذه الايحاءات ثم التخفيف منها؟

يبدو أن الجو العام الاسرائيلي تلقف هذه الايحاءات بشكل سلبي ومتخوف جداً، ما حدا بالأميركيين والإسرائيليين إلى التحفيف من وطأتها، دون أن يتخلوا عن “الخط الأحمر” الذي أشارت إليه كلينتون في تحذيرها النظام السوري من استخدام هذه الأسلحة..
إذاً أميركا وإسرائيل تخشيان من استخدام الكيميائي ضد إسرائيل بما يعنيه من إخلالٍ بالموازين الإستراتيجية الإقليمية وإيقاع خسائر بشرية ضخمة، لذا كان التهويل والتحذير ضد النظام السوري لردعه تحت عنوان “لا تستخدم الكيمائي وإلا” .

رون بن يشاي في يديعوت أحرونوت قال في إطار هذا الموضوع إن السلاح الكيماوي السوري يصيب قادتنا بالرعب، وقال إن الحملة الإعلامية الكثيفة التي تشنها الولايات المتحدة من أجل نزع فكرة استخدام السلاح الكيماوي من رأس الأسد وأنصاره تجري بالتنسيق مع حكومات فرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا والأردن.

توحي اسرائيل “أننا نراقب الوضع عن كثب”، وتم تسريب اسرائيلي الى صحيفة “صنداي تايمز” بأن هناك “كومندوس” إسرائيلي يراقب “حركات وسكنات” الكيميائي على الأرض السورية. كل ذلك للقول للرئيس السوري إن أي تحرك سيكون مراقباً وسنرد عليه وذلك في إطار الردع المذكور، خوفاً من ضرب إسرائيل أو من ضرب النظام للمجموعات المسلحة به، رغم نفي دمشق نيتها استخدامه في الداخل.

يبدو الأمر مختلفاً عن قضية أسلحة الدمار الشامل في العراق، التي كانت حجة مزعومة للغزو. فروسيا سارعت إلى إيصال الرسائل المناسبة التي تؤكد أنها غير مقتنعة بأن الكيميائي السوري يستوجب تدخلاً عسكرياً فورياً، وذلك عبر تصريحات الخارجية الروسية التي أكدت أن سوريا لن تستخدم الكيميائي، وقطعت الطريق على محاولات تغيير الموقف السوري في مجلس الأمن من التدخل العسكري.

لكن السؤال: ماذا لو تم إيصال أسلحة كيميائية إلى المجموعات المسلحة واستخدمتها وجرى اتهام دمشق بذلك؟
لهذا الأمر احتمالات واردة، خاصة أن معلومات صحفية أشارت إلى أن واشنطن بدأت تزويد المعارضة السورية بالسلاح سراً، بعد أن كان الرئيس الأميركي وقع في آب/ أغسطس الماضي على أمر “سري” يجيز تقديم دعم لمقاتلي المعارضة السورية، دون أن يُعرف ما اذا كان المقصود السلاح أو دعم بأشكال أخرى. فقد اتخذت الحكومة الأميركية قراراً بالبدء في توريدات سرية للأسلحة إلى وحدات وفصائل  المعارضة  السورية، حسبما ذكرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية الاحد 9 كانون الأول/ ديسمبر. وتقوم الولايات المتحدة حالياً للمرة الأولى بمثل هذه العملية الخاصة بتسليم أسلحة.

قد يكون أحد أهداف إثارة موضوع الكيماوي السوري التحضير لاحتمال سيطرة القاعدة في سورية على جزء من هذه الاسلحة بما يبرر التدخل الأطلسي بقيادة أميركية دون تفويض من مجلس الأمن، لكي تضع اميركا قدمها مباشرة على الارض ولا تتفلت منها المجموعات المسلحة في المستقبل..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.