خطاب المراهقة لسامي الجميّل!

جريدة البناء اللبنانية-

عمر عبد القادر غندور:

في خطاب غلبت عليه المراهقة، قرع رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل جرس الإنذار الأخير، وقال إنه هو من سيعطل انتخاب رئيس الجمهورية إذا ما استمرّت مسرحية تعطيل النصاب، موضحاً أنه هو من سيعطل النصاب !
ربما غاب عن باله انّ عدد أعضاء كتلته النيابية لا يتجاوز الأربعة بينهم سامي نفسه وابن عمه نديم، وهي كتلة لا تشكل إلا 1.1% من مجموع أعضاء البرلمان! ولم يأتِ خطابه بجديد لجهة الضائقة المدمّرة التي يعيشها الشعب بفضل الطبقة السياسية الفاسدة، مؤكداً انّ سلاح المقاومة هو في طليعة المتسبّبين في هذه الضائقة المدمّرة، والتي ضمّ إليها انفجار المرفأ، مدّعياً انّ حزب الله هو المسبّب والمتسبّب، متجاهلاً انّ لبنان فُطر منذ نشأته على مثل حاله اليوم.
وقد أعجبني تعليق الصحافي الأستاذ علي يوسف يقول في فقرة منه: المشكلة الحقيقية هي أنّ وحدة لبنان هي وحدة تشكيلية وهمية وانّ حكومات الكيان غير متفقة على الأمن القومي، والعروبة في لبنان عروبتان واحدة خليجية مع امتداد غربي وواحدة سورية فلسطينية على امتداد شرقي، والمشكلة أننا لسنا دولة بل دويلات في دولة حتى أصبح الحاكم بأمره رياض سلامة وعصابته المصرفية أقوى من كلّ الدول المجتمعة حولها.
ويمضي سامي الجميّل ويقول انّ الجمهورية سقطت تحت سيطرة حزب الله وأصبح دور الرئيس ان يدافع عن سلاح حزب الله، ولا يقبل ان «نخضع» للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتوجه الى سماحة السيد بالقول: الخيار لكم انْ كنتم تريدون العيش مع الشعب اللبناني او إنْ كنتم تريدون فرض حياة الذلّ التي نعيشها، وستتحمّلون الطلاق مع كلّ اللبنانيين؟
من حق سامي الجميّل ان يتحدث بحرية عن أحلامه وخياراته وهو حر في اختيار الرئيس الذي يفضله، وله حرية تعطيل النصاب إذا أمكنه ذلك، أو رفضه العيش تحت مظلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن يقول ما يحلو له.
أما أن يهدّد بالطلاق مع كلّ المكونات اللبنانية! فهذه ليست مراهقة وقصر نظر وولدنة، بل جهل بالواقع اللبناني وحاجته الى التبصّر في غياب رجل رشيد يتعلم منه الحكمة والصدق، إذ ليس من حقه ان يتحدث عن الطلاق مع حزب يمثل الأكثرية من المسلمين والمسيحيين اللبنانيين المؤيدين والمتعاطفين على كافة مساحة الوطن، ومنهم من قدّم الشهداء دفاعاً عن لبنان في مواجهة العدو الصهيوني، والجحافل التكفيرية على حدودنا الشرقية، هذه الأكثرية من اللبنانيين ما زالت مؤمنة بفرادة التنوّع الحضاري والثقافي والتعايش الأكيد بين جميع المكونات التي لا يمكن العيش بغياب ايّ منها على كلّ ذرة من التراب اللبناني «قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِىِّ وَمَنِ اهْتَدَى»

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.