خيار فنزويلا اليوم

venzeulla-map

صحيفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:
سيقدم الفنزويليون اليوم عرضا متمسكا بالحياة عند ذهابهم إلى صناديق الاقتراع. فالذين اجتازوا تقبل وفاة رئيسهم تشافيز برحابة صدر لكنهم لم ينسوه، سيقبلون على تقديم التحية إليه والعرفان له بإعادة انتخابه عبر نائبه مادورو الذي يقال انه يتقدم على منافسه المعارض، وخصوصا في الظروف السياسية الجديدة لفنزويلا.
لن نقول ان الفنزويليين سيثأرون من الموت الذي ذهب بعزيزهم تشافيز .. بل التقدم إلى الصناديق التي ارتسم في كل ورقة منها صورة رئيسهم الراحل، دون نسيان صوته ووصاياه بأن خير ما يقدمونه لفنزويلا اعادته إلى الحياة على يد نائبه مادورو الذي ارتأى ان يبقيه مثال الرئيس الموهوب بلا منازع، وصاحب الفكر والمواقف التي تجعل من فنزويلا نموذجها الخاص.
كل الافتراضات قد تصح اذا اعتبرنا ان مادورو ذاهب لحكم فنزويلا الذي تعهد أمام رئيسه قبل وفاته بأن يظل وفيا لمبادئه.. والوفاء رغم صعوبته حيث الفروق بين الرجال مثبتة، فإن الالتزام على الاقل بمبادئ تشافيز الوطنية والعالمية تكفي وحدها للتعبير عن الإيمان بأنه ما زال حيًّا ومعطاء.
لكن الأهم أيضا، ذلك الوفاء التشافيزي لفلسطين وللقضايا العربية .. فقد كان الرئيس الذي قدم للعرب ما لم يقدمه بعض القادة العرب، وخصوصا في القضية المركزية فلسطين وما تبعها من قضايا ان كانت تخصها أو محسوبة عليها أو مستتبعة لها.
وبقدر ما كان تشافيز حيويا بالنسبة لبلاده اتجاه الاميركي، فإن بعض من يعرف مادورو يقدر امكانياته في الحفاظ على هذا الاتجاه الذي يحافظ على استقلال فنزويلا وعلى نصيبها في وطنية صادقة بدون تبعية.
كما أن اهمية وحدة الموقف في اميركا اللاتينية إضافة إلى مشروع فنزويلا بوحدة تلك القارة، كانت هاجس تشافيز وقلقه الدائم. ومثلما ظلت كوبا عصية على الولايات المتحدة رغم الحصار الذي مارسته عليها لمدة نصف قرن وأكثر، فإن المدرسة الكوبية في هذا المضمار لم تكن غريبة عن تفكير تشافيز، لأن المهم بالنسبة إليه، وحدة قارته، واستقلالها، ونجاحها في مغالبة الهيمنة الاميركية التي فرضت عليها طويلا والتي أدت في الكثير من الأحيان إلى فرض حكامها وحتى طبيعة الحكم ونظامه.
يعتقد الفنزويليون ان هذا كله المؤشر المنطقي الذي يدفعهم لاختيار مادورو ايمانا بأنه الوجه الآخر للعملة الواحدة التي تمثلها التشافيزية عبر رئيسها المميز الذي ثمة من يؤكد أن هنالك من زرع المرض في جسده، وان هذا الاعتقاد ليس خاطئا، طالما ان معظم زعماء اميركا اللاتينية الحاليين باتوا مصابين بالسرطان ايضا .. وذلك ما دعا الرئيس البوليفي موراليس إلى اطلاق صرخة التنبيه لجميع قادة اميركا الجنوبية بالانتباه جيدا مما يهيأ لهم استخباراتيا من اجل تصفيتهم على الطريقة التي انتهى بها تشافيز.
نفترض اذن ان يكون تشافيز حاضرا اليوم في قلوب وعقول الفنزويليين الذين ارتضوه رئيسا مميزا لهم في زمن تحتاجه فنزويلا لتحقيق وثبتها الوطنية والقارة امريكو ـ لاتينية والمزيد للعربية وخاصة فلسطين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.