دمشق تتفتح الباب أمام الاستثمارات الصينية

موقع العهد الإخباري-

محمد عيد:

تتمدد الصين من بوابة انحسار الدور الأمريكي في المنطقة العربية مع فارق أن بكين تدير بذكاء قوتها الناعمة التي تفرض احترامها على الشعوب وقياداتها، ولعل هذا ما فسر اهتمام الرئيس بشار الأسد بالدور الصيني الذي يتصاعد بشكل هادئ ومتوازن أثناء استقباله تشاي جون المبعوث الخاص للحكومة السورية إلى الشرق الأوسط.

فيما شرعت الصين بإنجاز عدة مشاريع اقتصادية كبرى في سوريا كخطوة أولى قبيل استتباب الأمن داخلها وفي المنطقة والذي تطلع فيه بكين بدور كبير على قاعدة أن الأمان يستجلب التنمية.

الاستثمار في الليرة السورية

يرى الخبير الاقتصادي وعضو مجلس السوري عاطف طيفور أن التحركات الصينية اقتصادية بالدرجة الأولى، والصين هي من أذكى اللاعبين في هذا الملف بداية من مبادرة الحزام والطريق مروراً بتفعيل اتحاد البريكس بشكل ملحوظ ونهاية بمنظومة العملات المحلية، والهدف منها إنهاء هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي وتحرير الشعوب من قرصنة الغرب.

وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري، أشار طيفور إلى أن الدور الذي تلعبه الصين في الوساطة بملف الشرق الأوسط عامة والوساطة العربية_ السورية خاصة هو استكمال لإعادة هيكلة الاقتصاد ونتائجه واضحة باستبدال هيمنة الدولار وتفعيل العملات المحليه بالتبادل التجاري الدولي وانعكاسه كذلك واضح سياسياً واقتصادياً على الانحدار التدريجي بالتضخم بالغرب والولايات المتحدة والقيمة السوقية للدولار عالمياً.

وأضاف الخبير الاقتصادي إلى أن سوريا اليوم بحاجة إلى استثمارات من أجل إنجاح هذا الملف الذي تعمل عليه الصين في الشرق الأوسط وسوريا حلقة هامة جدا في هذا المحور وهي اليوم بحاجة إلى ضخ كتل نقدية في هذه الاستثمارات بمعنى أنها ليست بحاجة للمال بل بحاجة إلى ضخ كتل نقدية كبيرة في الزراعة والصناعة والتجارة وبالطاقة في الدرجة الأولى.

وأشار عضو مجلس الشعب السوري إلى أنه إذا عمدت الصين اليوم إلى الاستثمار في هذا المجال وفعلت دورها كحليف بشكل أقوى من السابق فإن الأمور ستتغير بشكل كبير نحو الانفراج في الاقتصاد السوري مع حفاظ الصين على مصالحها الاقتصادية المشروعة.

ولفت عضو مجلس الشعب السوري إلى أنه اليوم وبالصيغة الاستثمارية تبحث الدول عن مادة أو منتج جيد ورخيص ويتمتع بالجودة ورابح وهذه أهم عوامل الاستثمار للدول، واليوم لدينا منتج اسمه الليرة السورية وهو منتج متوفر ورخيص وقابل للاستثمار بشكل ضخم بمعادلة هي كالتالي: إعادة الإعمار بشكل عام بحاجة إلى مستوردات واستثمارات خارجية بقيمة ٦٠ و٤٠ أي ستون بالمئة وسطيا مستوردات خارجية ومعدات وآليات ومواد اولية الخ، وأربعون في المئة هي المصروفات الداخلية وهي بالليرة السورية مثل العمالة والمواد الداخلية والانشاءات والأعمال المدنية الخ، وهذه الأربعون في المئة إذا تم حسابها على قيمة إعادة الإعمار فهي مبلغ ضخم جدا واليوم أي دولة قادرة إن كانت الصين أو روسيا أو دول الخليج الداخلة في عملية دعم سوريا أو تريد أن تستثمر في إعادة الإعمار قادرة على شراء الليرة السورية حتى تدخل في عملية إعادة الإعمار لأن هذه الكتلة النقدية سوف تلزمها آجلا أم عاجلاً”.

وردًا على سؤال “كيف تدعم هذه الدول سوريا؟”، وأجاب بأن ذلك يتم عبر شراء الليرة السورية بدعم سعر الصرف بالقطع الأجنبي وبدعم استقرار التوريدات وبدعم الاستثمارات المحلية التي تعمل بها الحكومة.

مشاريع صينية عملاقة في سوريا

رئيس تحرير مرصد “طريق الحرير” يعرب خير بيك أشار إلى أنه قد لا يكون من قبيل المبالغة ربط زيارة المبعوث الصيني إلى سوريا بزيارة الرئيس الصيني إلى السعودية خصوصًا لما حملته تلك الزيارة من إعادة بعث مشروع سلام جديد وهو مشروع تنموي أكثر منه مشروع سياسي حمل عدة اتفاقيات اقتصادية واتفاقيات تعاون حتى على مستوى ثقافي وغيره فضلاً عن إتفاقيات كبيرة في كافة المجالات لم تكن حكرًا على السعودية وعدة دول عربية وخصوصًا الخليجية التي حضرت كذلك.

وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري أشار خير بيك إلى أنه ومنذ ذلك الاجتماع وحتى اليوم بدأت الأحداث تشهد تسارعا كبيراً في المنطقة ابتداءً من المصالحة السعودية الإيرانية وصولاً إلى المصالحة السعودية السورية وبالتالي فإن زيارة المبعوث الصيني إلى المنطقة تأتي كبداية ظهور فعالية الصين في المنطقة بشكل واضح كمشروع تعاون كبير يمكن ربطه بقرارات المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني ومخرجات الدورتين السنويتين اللتين أكدتا على إعادة تفعيل مبادرة الحزام والطريق والتركيز على أن قضية السلام هي المعيق الأساسي للتنمية التي يتم رسمها على هذا المسار. وكانت هناك إشارات واضحة ومهمة ابتداءً من إيران وصولاً إلى لبنان وسوريا بأن هذا الخط بحاجة إلى أن يكون أكثر أمنًا واستقرارًا لنجاح هذه المشاريع.

وأوضح أن الصين تبحث عن مشاريع كبيرة:

أولًا: مشروع يربط بين طرطوس والبوكمال. وهو مشروع هام جدًا تم الإتفاق عليه مع الحكومة السورية منذ مدة ويحتاج إلى الكثير من البنى التحتية والمنشآت الصناعية وغيرها.
ثانيًا: هناك أهم معمل للطاقة البديلة الذي تم توقيعه أيضًا مع وزارة الكهرباء السورية والذي تم إنهاء كل مخططاته وهو بانتظار الإنطلاق.

وهناك أربعة مشاريع أخرى إثنان منها للطاقة ومشروع للبنى التحتية ومشروع للمعامل وخصوصاً في منطقة عدرا التي كانت فيها منطقة خاصة للمدينة الصناعية الصينية وهذه المشاريع تنتظر أن يكون هناك استقرار حتى تستطيع أن تنطلق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.