سيناريوهات العدو لما بعد الطوفان: ثرثرة تلغيها وقائع الميدان

موقع العهد الإخباري-

إيهاب شوقي:

تتسارع التحليلات بخصوص الوضع في غزة والمنطقة بشكل عام فيما بعد الطوفان وانتهاء الجولة الراهنة من الصراع.
والملاحظ أن هناك تصادما بين التصورات والتحليلات الاستباقية لبعض الدول ووسائل الإعلام مع التصورات وربما المؤامرات المسبقة لأمريكا وما يبدو أن معها بعض الأنظمة العربية.

والفارق هنا بين التحليلات الاستباقية والخطط المسبقة، هو أن التحليلات تضع سيناريوهات مختلفة، بينما الخطط المسبقة تضع سيناريو وحيدا خاليا من المقاومة.
ويبدو أن من كان يقود البيان الختامي للقمة العربية الاسلامية، كان على علم بالسيناريو الوحيد الذي يخطط الأمريكي له، لذلك دفع باتجاه بيان يضم بندا يتحدث عن منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية.

وهنا يجب أن يتم التقاط بعض الدلالات، وقبل ذلك ينبغي ذكر أن ايران اعلنت تحفظها على هذه النقطة، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في بيان إن “البيان الختامي الذي أقرّته قمة الرياض، رغم قوة نصه، إلا أنه في الوقت نفسه يتضمن عدة بنود طالما تحفظت عليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الماضي.. الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُبدي تحفظها مجددًا على بعض البنود التي تشير على وجه التحديد إلى حلّ الدولتين وحدود عام 1967 وخطة السلام العربية… وتتحفظ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على موقف المجموعة العربية الوارد في القرار، بشأن كون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل القانوني الوحيد للشعب الفلسطيني، وترى أن جميع الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية هم ممثلو الشعب الفلسطيني”.

بيان القمة حرص على حل الدولتين المزعوم وأشارت إلى خطة الرياض التي تشتهر بلقب “مبادرة السلام العربية”، وهو حرص آخر على ابقاء التطبيع حلا مطروحا عبر ابراز ان السبب المانع فقط هو عدم تجاوب العدو مع حل الدولتين!

وهنا يمكننا الولوج إلى صلب التصور الصهيو أمريكي لغزة بعد الطوفان:

1- بملاحظة كلام نتنياهو وتصريحات أمريكا، فإن عزة يجب أن تبقى خالية من خيار المقاومة وأن سلطة غزة المقبولة هي سلطة على نمط السلطة الفلسطينية في الضفة، اي باختصار سلطة تابعة مرتهنة وتعمل في إطار المسموح لها اقتصاديا وسياسيا وفي إطار ما يوجه لها من أوامر أمنية بحيث تكون بمثابة جهاز أمني مضاف لأجهزة العدو البوليسية والاستخباراتية.

2- تطرح ببعض التوصيات المرفوعة للادارة الامريكية أفكارًا من نوعية ائتلاف حاكم يضم في مكوناته ممثلين عن حركة “حماس”، أي أن حماس تبقى عضوا بائتلاف وليس حاكما للقطاع، وبالتالي تصبح المقاومة مجرد رأي أو موقف وليس خيارا.

3- تطرح مرحلة انتقالية من قوات دولية وعربية من ضمنها السعودية ومصر كمرحلة انتقالية تقوم بتسليم الإدارة لائتلاف حاكم جديد وربما يكون هو منظمة التحرير بهيئتها الواردة ببيان القمة العربية والاسلامية.

والملاحظ أن اردوغان وفي كلمته امام قمة العشرين وبعد ترحيبه بالهدنة، قال نصا: إن “تركيا مستعدة لتولي المسؤولية مع دول أخرى في الهيكل الأمني الجديد الذي سيتم إنشاؤه بعد انتهاء الحرب في غزة، بما في ذلك آلية الضامنين”.

فهل هي زلة لسان تركية فضحت المخطط أم تسريب متعمد من أردوغان؟

أيا كان الأمر، فإن ملامح الخطط الصهيو أمريكية تظهر في محاولة “اسرائيل” تشكيل منطقة أمنية عازلة في شمال القطاع لإعادة الحياة لمستوطنات “غلاف غزة”، وماضية في خطط التهجير من الشمال للجنوب وتعوض فشلها في اقتحام غزة وهزيمتها في القتال رجلا لرجل مع المقاومة بسياسة الارض المحروقة والابادة الجماعية وتحويل غزة إلى أرض غير صالحة للعيش.

ربما تفترض أمريكا أن تلاعبها السياسي بهدنة لحفظ ماء وجه العدو وانقاذ وضعه الداخلي يمكن استغلالها لخلق أوضاع جديدة على الارض سيمر في غفلة من محور المقاومة.

ولكن المحور أعلن أن يده على الزناد ولن يسمح بسيناريوهات متعددة كما يرد بالتحليلات الاستباقية التي تفترض أن المعركة انتهت، كما لن يسمح بتمرير التصور المبق الذي يفترض أنها هدنة خادعة كغيرها مثل هدنات سابقة اشهرها هدنات حرب 1948 والتي مرر بها الغرب نكبة فلسطين.
المتغير هنا هو وجود محور يقظ وشجاع وقد أعد العدة لجميع الاحتمالات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.