علامة فارقة

صحيفة تشرين السورية-

هيثم صالح:

يبدو أن العدوان الإسرائيلي الأخير على الشعب الفلسطيني وحجم الإرهاب الذي مارسه كيان الاحتلال من خلال استخدام قواته أعتى أسلحة الدمار التي هدمت أبراج قطاع غزة السكنية على ما فيها من أطفال ونساء وشيوخ قد أيقظ الضمير العالمي النائم منذ احتلال هذا الكيان لأرض فلسطين وطرد معظم سكانها منها وممارسة أبشع صور القمع والتنكيل بمن تبقى منهم على أرضها.

ويبدو أيضاً أن حجم الجرائم الصهيونية بحق هذا الشعب المقاوم فاقت قدرة المجتمع الغربي على إشاحة الطرف عما يجري، وفضحت منظومة القيم التي يتشدّق بها حول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ويلقي من خلالها التهم يميناً ويساراً على هذه الدولة أو تلك حول انتهاك حقوق الإنسان فيها وقمع الحريات لمواطنيها.

العلامة الفارقة في ردود الفعل الغربية على العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة تجلّت في انتقادات علنية ومباشرة للتعتيم الإعلامي الغربي على جرائم الاحتلال من خلال الإعلاميين أنفسهم الذين يعملون في هذا الإعلام والذين هالهم حجم الدمار للمنازل والأبنية والأبراج السكنية وعدد الضحايا من الأطفال والنساء الذين لم يتح الاحتلال الفرصة لهم لمغادرتها جراء استهدافها من دون إنذار مسبق.

ما يؤكد هذه الحقيقة قيام 514 صحفياً أمريكياً بنشر رسالة مشتركة تحت عنوان «رسالة مفتوحة حول تعامل وسائل الإعلام الأمريكية مع فلسطين» طالبوا بأن تعكس الأخبار في بلادهم حقائق الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وإنهاء إخفاء الاحتلال والقمع الممنهج للفلسطينيين في إنتاج الأخبار.

هؤلاء الصحفيين الذين يعمل بعضهم في وسائل إعلام أمريكية شهيرة مثل «واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال» و«لوس أنجلس تايمز» قالوها صراحة بما يشبه صحوة الضمير «لقد خذلنا قراءنا» بحجب الجوانب الأساسية للقصة «الاحتلال العسكري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري»، وقالوا أيضاً «محاسبة الأقوياء من المبادئ الأساسية للصحافة ولكن على مدى عقود تخلت صناعة الأخبار لدينا عن هذه القيم».

رسالة هؤلاء الصحفيين وخاصة من قلب الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول لهذا الكيان الاستيطاني المحتل والمعتدي شهادة يجب البناء عليها لفضح ممارسات هذا الكيان أمام العالم ولصفع ذوي القربى المطبعين معه واللاهثين لبيع فلسطين مقابل ضمان كراسيهم في التسلط على شعوبهم، والأهم من هذا وذاك أنها بداية مشجعة لإنصاف الشعب الفلسطيني وكل من يدعمه، سواء أكانوا أصدقاء أم محوراً مقاوماً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.