على الهامش: أوباما لوثر كينغ

ala-alhamesh1

 

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:

يخطب رجل أميركي “أسود” في ذكرى تتعلق برجل أميركي “أسود”.

الأول هو رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما  والثاني داعية حقوق الإنسان الأميركي مارتن لوثر كينغ.

نعم، إنها حقوق الإنسان التي ناضل الثاني من أجلها، ويعمل الأول على اضطهادها في دول كثيرة، بدايةً بأفغانسستان وليس انتهاءً بسوريا.
وُلد مارتن لوثر كينغ في العام 1929 من أصول إفريقية، واغتيل في العام 1968. وقد بدأت رحلة نضاله الشاقة منذ لحظة رفض سيدة أميركية سوداء التخلي عن مقعدها في الحافلة لرجل أبيض، ما أدى إلى إلقاء القبض عليها بتهمة مخالفة القانون. عندها دعا مارتن لوثر إلى مقاطعة شركة الحافلات واستمرت المقاطعة عاماً كاملاً ما أثّر كثيراً على إيراداتها.

نضال هذا الرجل الأميركي تُوّجَ بالخطاب الذي ألقاه عند نصب لنكولن التذكاري في 28 آب 1963 بحضور مئتين وخمسين ألفاً من مناصري الحقوق المدنية، معبّراً عن رغبته في رؤية مستقبل يتعايش فيه السود والبيض بحرية ومساواة وتجانس، وقد عُرف هذا الخطاب بخطاب «لديّ حلم».

وقد تحقق حلم مارتن لوثر، أو بعض حلمه، حين صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1964.
لكن أفكار هذا الرجل لم تعجب المتطرفين اليمينيين الأميركيين فقام أحدهم باغتياله حين كان يستعد للخروج إلى أنصاره في الرابع من نيسان من العام 1968، بعد مرور أربع سنوات على منحه جائزة نوبل للسلام في العام 1964 .

لا أدري ما وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأميركية في هذه الأيام، وإن كان الظاهر ينبئ بأنها بخير، ولا أدري مدى حسن العلاقة بين الجنسين الأميركيين الأبيض والأسود، لكن المؤكد أن حقوق الإنسان على صعيد السياسة الخارجية الأميركية مصابة بأزمة أخلاقية كبيرة، يشهد على ذلك سجن أبي غريب والممارسات اللاإنسانية للجنود الأميركيين التي مارسوها في العراق، ويشهد على ذلك العدوان المستمر على أفغانستان، والعشرات من الأمثلة المشابهة في كثير من بلاد الله الواسعة.

ربما تحتاج الولايات المتحدة إلى بعض المناضلين كمارتن لوثر كينغ من أجل زرع بذرة الأخلاق لدى الإدارة الأميركية، لترفع شرها وعدوانها عن شعوب العالم، لكن من هو هذا الأميركي الذي سيتحدى جيش الإعلام والمال واللوبيات المسيطرة حالياً على هذه الإدارة؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.