عمليتا سلواد وجنين: الكيان المؤقت كلبٌ ينبح ولا يعض

موقع الخنادق:

لم يعد أمام جنود جيش الاحتلال من خيار، في مواجهة تصاعد حركة المقاومة في الضفة، إلا إطلاق الشتائم للكيان المؤقت، في أعقاب العمليتين النوعيتين الأخيرتين، في مخيم جنين وفي مدينة سلواد، اللتين وصفتهما أوساط الاحتلال الإسرائيلي بالتطور الخطير، الذي يُنذر بتكرار تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان، خصوصاً لناحية العبوات الناسفة.

ففي الأمس الثلاثاء، نفذ الشهيدان في كتائب القسام خالد صباح ومهند شحادة عملية نوعية في مستوطنة عيلي جنوبي نابلس، أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين. وانعكست تخبطاً لدى سلطات القرار في الكيان، سواءً السياسية أو الأمنية أو العسكرية. فقد عكست هذه العملية دقة في اختيار الزمان والمكان والتنفيذ والوصول للهدف بشكل جيدا، لدرجة أن أحد الشهيد صباح استطاع الانسحاب من موقع الحدث إلى مدينة طوباس شمالا (بما يبعد أكثر من 50 كيلومترا)، قبل أن تستطع القوات الأمنية الإسرائيلية اغتياله.

أما صبيحة الإثنين الماضي، فقد نفذت المقاومة الفلسطينية عملية نوعية في مخيم جنين، أثناء قيام مجموعات خاصة في جيش الاحتلال بمحاولة اعتقال أحد نشطاء المقاومة، عبر استهدافها لإحدى آليات الاحتلال بعبوة ناسفة تزن حوالي 40 كيلوغرام من المتفجرات، ذكّرت قادة الاحتلال بعبوات المقاومة في لبنان، خلال مرحلة ما قبل التحرير في لبنان عام 2000.

وبحسب أوساط الاحتلال، أصيب ما لا يقل عن ثمانية جنود إسرائيليين خلال العملية، والتي استمرت لعدة ساعات. وقامت المقاومة بتفجير عبوة “التامر”، التي استطاعت تحوَّيل ناقلة الجند المدرعة “النمر” إلى كتلة من الخردة في ثوانٍ معدودة. وقد استطاع عصف العبوة أن يرفع المدرعة التي تزن 10 أطنان حوالي متر واحد في الهواء، فسقطت بكل وزنها على الأرض. ولم يستطع الإسرائيليون سحب آلياتهم المعطوبة، إلا بعد ساعات من المواجهات، ومشاركة حوالي 120 آلية عسكرية وطائرات أباتشي تُستخدم لأول مرة منذ 21 عاماً.

وكان لافتاً قرار قيادة جيش الاحتلال، باستخدام مروحية أباتشي لتنفيذ مهام مختلفة دعما لقوات الكوماندوس الإسرائيلية، لأول مرة منذ العام 2002، بما ذكّر سكان مخيم جنين بأيام الانتفاضة الثانية.

وقد شنت هذه الطائرة غارة صباح الإثنين على المخيم، مما أسفر عن استشهاد 5 مدنيين فلسطينيين على الأقل وإصابة 91 آخرين بجروح.

لذلك فإن استخدام المروحيات الهجومية في منطقة سكنية، هو علامة بارزة حول تدهور الوضع الميداني حينها بالنسبة للجيش الإسرائيلي.

انتقام المستوطنين الإسرائيليين

وفي محاولة انتقام فاشلة، قام عشرات المستوطنين بشن هجمات على قرى في نابلس ورام الله مثل ترمسعيا وبيت فوريك وعورتا وحوارة واللبن الشرقية والساوية وزعترة وياسوف ودير شرف. وقاموا بحرق مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية، بالإضافة 140 سيارة وغيرها من الممتلكات. وقد تسببت هذه الهجمات بإصابة 34 فلسطينياً بالجراح.

تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية: ضربة قوية لليمين المتطرف الإسرائيلي

يعدّ تصاعد مسار عمليات المقاومة في منطقة الضفة، كماً ونوعاً، خاصةً التي حصلت خلال هذا العام، والتي حصدت حتى الآن أكثر 28 قتيل إسرائيلي (خلال العام 2022 كلًه سقط 30 قتيلاً)، هي ضربة كبيرة لمعسكر اليمين المتطرف، الذي لطالما ادعى زعماؤه قبل انتخابات العام 2022، مثل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، من أنهم حين يصلون الى السلطة سيستطيعون منع عمليات المقاومة، إلّا أن عكس ذلك هو الذي حصل.

لذلك قد يكون أبلغ ما قيل في هذا السياق، هو عبّر به وزراء في حزب الليكود خلال استبعاد بن غفير من الاجتماع الأمني بأنّ: “الكلب الذي ينبح لا يعض”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.