عندما تعيد المؤامرات إنتاج نفسها..!!

ghouta-massacre

صحيفة الوطن العمانية ـ
رأي الوطن:
لم يهدأ يومًا غزل ونسج الأكاذيب واختلاق الادعاءات وتصنُّع المواقف من قبل قوى معسكر التآمر والتخريب والتدمير على سوريا، بل إن الأزمة السورية منذ نشوبها تكاد تسير خلف القضية الفلسطينية نعلًا بنعل في عتمة طريق مليء بالادعاءات والأكاذيب والفبركات والتدليس، والتي من البديهي القول إنها تُساق لتبرير الممارسات غير الأخلاقية لقوى الغطرسة الاستعمارية، وصولًا إلى الأهداف المنشودة التي تتستر خلف تلك الادعاءات والأكاذيب، وفي تاريخنا القريب شواهد حية على صدق هكذا سيناريوهات.
لقد شكلت المجازر والأسلحة الكيميائية ـ ولا تزال ـ حضورًا لافتًا في السياق الزمني للأزمة باعتبارها ـ حسب الواقفين وراءها ـ يمكن أن تكون مدخلًا للتدويل ومن ثم التدخل العسكري المباشر، وبالتالي التعجيل بتدمير سوريا وفق السيناريوهات المعدة لذلك والتي سبق تجربتها في كل من العراق وليبيا، وأتت بنتائج كارثية وكاشفة لحجم المؤامرات والفخاخ التي أعدت لهذين البلدين العربيين.
بات واضحًا أن المؤامرة على سوريا لم تقتصر على جانب واحد وهو العمل الإرهابي، والقتل والتدمير الممنهجين، وإنما امتدت للإعلام والاقتصاد والسياسة والدبلوماسية، وشكلت فيما بينها تكاملًا حقيقيًّا لإحكام طوق المؤامرة، لكن المعلم البارز في هذا السياق هو دور الإعلام المشبوه والذي لا يزال اللاعب الحقيقي في التحريض والفبركة وسرد الأساطير والروايات في صورة مشاهد تمثيلية تتنوع بين المسرحي والدرامي، وحين تدخل الإعلام السوري ليفند تلك المشاهد، ويرد الافتراءات التي تكال لسوريا، تم وقف بث القنوات الفضائية السورية.
مع مباشرة خبراء الأمم المتحدة في مجال الأسلحة الكيمائية مهمتهم في سوريا بالتحقيق في استخدام العصابات الإرهابية أسلحة كيميائية في خان العسل بريف حلب، وسط وإصرار سوري رسمي وبتنسيق بين الحكومة السورية والأمم المتحدة، ليقدم بادرة حسن نية تدحض الاتهامات التي تسوقها ما تسمى المعارضة السورية وداعموها ضد الجيش العربي السوري جملةً وتفصيلًا، وكذلك ما يشهده المشهد العسكري السوري من تقدم الجيش العربي في اللاذقية واستعادته مناطق حيوية واستراتيجية، كان لا بد من أدوات الإرهاب وداعميها التدخل للتشويش على مهمة المفتشين الأمميين ونتائجها، وعلى تقدم الجيش العربي السوري، عبر اللجوء إلى الوسائل ذاتها التي عادة ما تلجأ إليها العصابات الإرهابية حين تتلقى ضربات ساحقة وتخسر مناطق سيطرتها، وهي ارتكاب المجازر للتستر على فشلها وهزائمها ولإحداث ارتباك كبير.
فهل تسهو الذاكرة عن هذا المخطط المكشوف، والذي يتشابه مع سوابق في المشهد السوري، سواء في مجزرة الغوطة التي راح ضحيتها أبرياء، في سيناريو مكرر حين هجمت تلك العصابات بالآلاف على مدنيين وجنود سوريين يتولون تأمين الحماية في قرية خان العسل مرتكبة مجزرة بحقهم أثارت استنكارًا واسعًا وشهدت إدانة شديدة، وذلك بهدف ستر جريمتها السابقة التي استخدمت فيها سلاحًا كيماويًّا راح ضحيته ستة وعشرون سوريًّا بينهم ستة عشر جنديًّا، ومثلما ارتكبت مجزرة خان العسل ضد المدنيين والعسكريين السوريين بالتزامن مع وصول مفتشي الأمم المتحدة لبحث آليات العمل مع الحكومة السورية، ترتكب مجزرة الغوطة بالتزامن مع بدء المفتشين الأمميين مهمتهم.
الخلاصة، هي أن هناك من لديه مصلحة في مواصلة الإرهاب ونقل الموت المجاني إلى الشعب السوري، وتعطيل الجهود الدولية لحل الأزمة سياسيًّا، واستمرار أمد الأزمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.