فوكوشيما.. تهديد نووي لآسيا والمحيط الهادئ

صحيفة البعث السورية-

هناء شروف: (ترجمة)

قررت اليابان البدء في تصريف مياه الصرف المشعة من محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية في المحيط الهادئ قريباً جداً، حيث بدأ مشغل المحطة قبل أيام اختبارات المنشآت التي تم تشييدها حديثاً لتصريف المياه في البحر. انتشرت العديد من الخرافات والأكاذيب حول المياه الملوثة بالأسلحة النووية، على سبيل المثال قالت الحكومة اليابانية إنه وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية والصناعة النووية العالمية وبعض العلماء، لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن تأثيرات مياه الصرف المشعة.

تدعي الحكومة اليابانية أيضاً أنه سيتم إزالة جميع المواد المشعة تقريباً من مياه الصرف باستخدام نظام المعالجة السائلة المتقدم (أيه إل بي أس) مع بقاء التريتيوم فقط قبل إطلاقه في المحيط الهادئ. يُذكر باستمرار أنه لا يمكن إزالة التريتيوم من مياه الصرف الصحي، ولكنه سيصدر إشعاعاً ضعيفاً جداً، وبالتالي لن يكون له أي تأثير على البيئة البحرية، أو صحة الإنسان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخارجها.

أما بالنسبة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية، المالكة لمحطة فوكوشيما النووية، فإنها تدعي أن تصريف المياه العادمة ضروري، بسبب عدم كفاية المساحة لمزيد من صهاريج التخزين.

في الواقع ما يجري أسوأ بكثير وأكثر تعقيداً مما تدعي شركة تيبكو، والحكومة اليابانية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية. لقد فشلت (أيه إل بي أس ) فشلاً ذريعاً مع وجود شكوك كبيرة حول فعاليتها. بالإضافة إلى التريتيوم، سيتم إطلاق كل الكربون المشع (سي 14) الموجود في مياه الصرف الصحي في المحيط مع العديد من النويدات المشعة الأخرى (نظائر البلوتونيوم، اليود 129، السترونشيوم 90). ولكن على الرغم من تخطيط الحكومة اليابانية و شركة تيبكو لإبقائها دون الحد النظامي، إلا إنها ستظل مهمة.

لا توجد عتبة أمان للنشاط الإشعاعي الاصطناعي في البيئة، وبالرغم من وجود تقنية لمعالجة التريتيوم من مياه الخزانات، إلا أن شركة تيبكو والحكومة اليابانية لا ترغبان في إنفاق مبالغ ضخمة من الأموال اللازمة للقيام بذلك. التريتيوم هو بالفعل مادة مشعة منخفضة الطاقة، ولكن هذا لا يعني أن تأثيره ضعيف إذا تم تناوله، فمن المحتمل أن يلحق الضرر بالنباتات والحيوانات والبشر.

أظهرت الأبحاث الحديثة التي نشرها عالم بيولوجي إشعاعي رائد أن الأدبيات العلمية على مدار الستين عاماً الماضية واضحة، وهي أن التريتيوم ضار بيولوجياً لجميع أشكال الحياة، فهو أكثر خطورة مما كان يعتقد سابقاً.

حقيقةً، لا تأخذ أي من اللوائح الحالية في اليابان (أو في جميع أنحاء العالم) في الاعتبار طبيعة الأشكال العضوية للتريتيوم. إن وجود أشكال عضوية من التريتيوم تتراكم بيولوجياً في العوالق النباتية، وهي قاعدة السلسلة الغذائية البحرية، وهذا أمر مقلق للغاية. في الواقع لم يكن هناك تقييم شامل للأثر البيئي لهذه القضايا والعديد من القضايا الأخرى، وهذا أمر شائن ويشير إلى أن هناك تقصيراً متعمداً في تقدير التراكم، والتأثيرات السامة المحتملة للتريتيوم على البيئة.

وبنفس القدر من الأهمية، فإن العديد من المواد المشعة الأخرى في مياه الصرف الصحي في فوكوشيما لديها القدرة على إحداث أضرار بالبيئة وصحة الإنسان. في الواقع تمتلك اليابان سعة تخزين كافية، بما في ذلك في المناطق المحيطة بمصنع فوكوشيما بدلاً من إطلاق المياه العادمة في البحر الذي ينتهك القانون الدولي، وتحديداً اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.