كوريا الشمالية تلوح مجددا بحرب نووية

لوحت كوريا الشمالية مجددا الثلاثاء بحرب “نووية حرارية” في شبه الجزيرة الكورية وحثت الاجانب المقيمين في كوريا الجنوبية على اتخاذ اجراءات للمغادرة.

من جهتها نشرت اليابان صواريخ باتريوت في قلب طوكيو للتصدي لاي صاروخ قد تطلقه كوريا الشمالية بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع اليابانية الثلاثاء.وقال مسؤول في الوزارة لوكالة فرانس برس ان قاذفتي صواريخ باتريوت نصبتا في وزارة الدفاع في قلب العاصمة اليابانية قبل الفجر للتصدي لاي صاروخ كوري شمالي محتمل.وحسب الصحف اليابانية، فان صواريخ باتريوت سوف تنشر ايضا في موقعين اخرين بمنطقة طوكيو.واعلن وزير الدفاع الياباني اتسونوري اونوديرا الاثنين نصب بطاريات اعتراض في جزيرة اوكيناوا (جنوب اليابان).

وقالت اللجنة الكورية الشمالية للسلام في اسيا-المحيط الهادئ في بيان نشرته الوكالة الرسمية الشمالية ان “شبه الجزيرة الكورية تتجه الى حرب حرارية-نووية”. وتابع البيان “في حال اندلاع حرب لا نريد تعريض الاجانب المقيمين في كوريا الجنوبية”، وحث جميع المنظمات الاجنبية والشركات والسياح على اتخاذ اجراءات للمغادرة.

واتى هذا الاعلان غداة تحذير مشابه وجهته بيونغ يانغ الى السفارات الاجنبية في العاصمة الكورية الشمالية اكدت فيه عدم قدرتها على ضمان سلامة موظفيها بعد 10 نيسان/ابريل في حال اندلاع حرب. لكن لم يعتبر اي من الدول التي لديها بعثات دبلوماسية في بيونغ يانغ انه من الضروري حتى الساعة اخلاء سفارته.

يأتي ذلك في وقت خلا موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين من اي موظف كوري جنوبي الثلاثاء، غداة اعلان بيونغ يانغ سحب مواطنيها الـ53 الفا من المنطقة واغلاق المجمع على خلفية التوتر المتزايد مع سيول وواشنطن.

وكانت هذه “المنطقة الادارية الخاصة الكورية الشمالية” التي توصف في غالب الاحيان على انها تجربة نموذجية للتقارب بين الكوريتين، انشئت عام 2004 في كايسونغ وتحولت الى عنصر استراتيجي على الساحة الكورية التي تشهد صراعا بالغ الخطورة.

ويمنع الشمال منذ الاربعاء الموظفين الكوريين الجنوبيين وشاحنات الامداد من الوصول الى كايسونغ. واضطرت حتى الان 13 من الشركات الكورية الجنوبية الـ123 الناشطة في الموقع الى تعليق انتاجها لنفاد المواد الاولية لديها، غير ان سحب العمال الكوريين الشماليين سيشل المجمع بكامله.

ويشكل مجمع كايسونغ مصدرا ثمينا للعملات الاجنبية التي تحتاج اليها كوريا الشمالية بشكل ملح، وظل مفتوحا رغم الازمات المتكررة باستثناء يوم واحد في 2009، عندما عرقلت بيونغ يانغ الوصول اليه احتجاجا على مناورات عسكرية مشتركة اميركية وكورية جنوبية.

واعربت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غون هيه الثلاثاء عن “خيبة املها الكبيرة” وتعهدت وزارة التوحيد “ضمان امن المواطنين وحماية املاكهم”.

من جهتها اعتبرت واشنطن التي قررت تهدئة الوضع بالتخلي عن القيام بتجربة صاروخ بالستي عابر للقارات كان مقررا هذا الاسبوع في كاليفورنيا، ان الاجراء الكوري الشمالي “مؤسف”.

وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الذي تولى قيادة البلاد بعد وفاة والده كيم جونغ ايل في كانون الاول/ديسمبر 2011 اعلن مطلع كانون الثاني/يناير عن “منعطف جذري” للنهوض باقتصاد البلاد المنهار، مؤكدا في الوقت نفسه على الطموحات العسكرية لنظامه.

وقال “علينا ان نسلك منعطفا جذريا لبناء عملاق اقتصادي عملا بالذهنية والشجاعة اللذين كنا نتحلى بهما لغزو الفضاء” مضيفا ان “الشعب لن يضطر بعد الان الى ان يعرف العوز”.

وتشهد كوريا الشمالية نقصا مزمنا في المواد الغذائية بسبب سوء الادارة الزراعية وسوء الاحوال الجوية وتباطؤ المساعدة الدولية وارتفاع النفقات العسكرية. وفي منتصف التسعينيات شهدت البلاد مجاعة تسببت بوفاة ما يصل الى مليوني شخص، بحسب الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.