كيف يرى الإسرائيليون الحرب المقبلة معهم؟

وكالة أنباء أسيا-

زينة أرزوني:

إلى جانب الحرب الاستخباراتية والامنية التي يحاول فيها كيان العدو الحصول على اية معلومة صغيرة عن حزب ال له وامينه العام، باتت الحرب النفسية تأخذ حيزًا كبيرًا من اهتمام العدو، لذلك ترصد قنواته ومحليله اي اشارة او حركة تصدر عن السيد حسن نصر ال له في خطاباته، وبعد حادثة اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، والتصعيد الاخير على الجبهة الشمالية، أجرى المحللون الاسرائيليون مسحاً دقيقاً لحركات وإيماءات نصرال له خلال خطاب يوم القدس العالمي، قبل أن يبدأوا بتحليل كلماته، فعندما يتحدث شخص مثله يجب اخذه بجدية، يقول اللواء يوسي بيلين الرئيس الأسبق لحزب ميريتس الاسرائيلي، ووزير سابق في حكومة اسحق رابين، خلال تعليقه على الخطاب عبر قناة كان العبرية، فتجيب مراسلة الشؤون العسكرية للقناة كارميلا مناشيه، انه “في السنوات الأخيرة على الأقل، المؤسسة الأمنية والعسكرية تأخذه بجدية كبيرة جدًا وفي الكثير من المرات لم يكذب، حيث قال أموراً وبعد ذلك جرى فحصها وتبين انها صحيحة”، فيما يعتبر بيلين ان “ما يجري هو جزء من مسار كامل، وأنا أرى أن طريقة تصرفهم هي مع هدف والهدف هو نحن، هدف طويل الأمد حيث يبنون هنا دوائر، واذكر من خلال منصبي كقائد المنطقة الشمالية كيف يبني حزب ال له، حيث يبني كل شيء للمدى الطويل”.
ما تخشاه إسرائيل هي الثقة الزائدة بأن الحرب المقبلة ستكون بمثابة زوال إسرائيل، حيث علقت العقيد احتياط تاليا لانكري، وهي مسؤولة كبيرة في مجلس الأمن القومي سابقاً، بالقول على القناة 13: “لست قلقة لكن يمكن ان نرى في هذا الخطاب ثقة بالنفس أكبر مما رأينا في الماضي، وهذا ينبع من 3 تغيرات، أولاً الوضع في إسرائيل، والحساسية والهشاشة والشرخ داخل إسرائيل ووضع الحكومة، ثانياً جاهزيته، فقد مرت 17 سنة منذ حرب لبنان الثانية وقد راكم قوة ووسائل قتالية، وثالثاً هو الدعم القوي جداً من إيران، هذه التغيرات الثلاثة تدل على قدرته وجاهزيته للمواجهة، فهو لا يخاف من اي مواجهة وهذا تقديري”.
وعن الحرب المقبلة، يشير الناطق باسم جيش الاحتلال سابقاً رونين منيليس على قناة “كان”، الى ان “إسرائيل تعتمد سياسة أمنية ضعيفة مقابل نصر ال له فهي تخاف منه، وهو مختلف عما عرفناه، يتحدّث عن فقدان الردع الإسرائيلي الذي كانت قد حذرت منه شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان)، وارتفاع أرجحية الحرب، ويتحدث بكل ثقة انه ليس هناك المزيد من فصل الساحات، فهو يقرأ أنّ اللاعب الإسرائيلي، يضعف موقفه في المحور السني، ويضعف موقفه في مقابل الأميركيين، ويرى الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي الذي لا يمكّنه من الخروج بقرار حرب دون اتفاق واسع، وهو يعرف هذا ونتنياهو كذلك، لذلك نصر ال له اليوم مختلف عما عرفناه”.
في غضون ذلك، ترى المصادر ان القبة الحديدة التي اعترضت الصواريخ التي اطلقت من جنوب لبنان، لا يمكنها اعتراض “صاروخاً نفسياً متطوراً”، مشيرة الى ان فيديو “وعد الاخرة”، الذي ركز على وحدة الساحات ينطوي على رسائل نفسية تستهدف الفكرة الدينية التي يتحصّن بها الإسرائيلي بحقه في فلسطين، بفكرة دينية مقابلة تنسف هذا التحصين، بأنه زائل لا محالة.
وتشرح المصادر ان الصورة التي تم تعليقها في اخر الفيديو، تُظهر برجMatcal هو مبنى مرتفع مكون من 17 طابقاً في قاعدة كامب رابين العسكرية في حي هاكريا في تل أبيب، ويضم مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية ومكاتب هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي، تم بناؤه في عام 2003، ويقع بالقرب من مبنى آخر لجيش الاحتلال الإسرائيلي، برج مرجانيت، وعبر الطريق مركز عزرائيلي المدني، مرجحة ان الاهتمام الاسرائيلي سينصب لمعرفة مصادر الحصول على تلك الصور، إن كانت قد تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية او الطائرات المسيرة.
وتشير المصادر الى ان فيديو “الأبابيل العراقية آتية”، الذي نشرته حركة النجباء العراقية تزامناً مع زيارة الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد النخالة الى العراق، اثار حفيظة الاسرائيليين، بعدما أظهر الفيديو صوراً لـ “الم ق ا و م ة” العراقية انها ليست بعيدة عن الأحداث في القدس وهي تراقب ما يجري، و”قبضاتها ثابتة على الأسلحة”، لينتقل الفيديو الى غرفة عمليات عسكرية “للنجباء”، حيث يدرس المجاهدون خريطة فلسطين المحتلّة ويحددون موقعًا للاحتلال عبر الصور الرقمية، بما يعني وجود بنك أهداف واضح ومعلومات استخباراتية وإحداثيات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.