لبنان: لا يمكن للشر أن يحقق أهدافه

rways 770

موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
الإنقسام، اختلاف الرؤية، اختلاف الثقافة، اختلاف الخلفية، اختلاف القيادة، اختلاف الدور، وبالتالي اختلاف طريقة التحليل إلى درجة انعدام التلاقي…
ولكل مفردة من هذه المفردات عالم خاص يبدأ ولا ينتهي، لكنه يذهب في الإتجاه المعاكس تماماً، بحيث أنّه كلّما اتسع يزداد عمق الهوة الفاصلة بين الإتجاهين، ويصبح ردمها أبعد حتى من الحلم.
لَكَم حلمنا بوطن تسوده روح المواطنة الحقة، وتغلّب فيه مصلحة الوطن. وكلما مرّت الأيام، كنّا نكتشف كم هو هو ساذج هذا الحلم، وغير قابل للتحقيق.
أن تحلم بوطن تعطيه ويعطيك، تنتمي إليه وينتمي إليك، هو الأمر الطبيعي. ولكن عندما يتواجد معك، على أرض هذا الوطن، فئة من الناس تفصّل وتقيس على طريقتها التي ناقضت بتعاطيها كل القوانين والقيم، وجافت كل المعايير الإنسانية، من أجل تحقيق أهدافها، لا بدّ وأن تقف عندها، لتتأمل ملياً كيف يمكن للوطن أن يكون وطناً؟ وكيف يمكن للحياة أن تقوم فيه!
لبنان وطن التعايش، وطن المحبة، وطن اختلف بتركيبته وطبيعته، حتى اكتسب خصوصية وجمالية راقية. لكن يبدو أن هنالك من هو على اختلاف مع الجمال والرقي، ويستسيغ دائماً طعم الدم ورائحة الموت، فيعمل دائماً على اختلاقهما، بسبب ومن دون سبب، لا فرق.
من أجل السيطرة والسلطة والتحكم وإلغاء الآخر يعمد إلى كل الأساليب، دون أن يكلّف نفسه عناء النظر بأي أسلوب، وإن تدرّج بهذه الأساليب من السيئ إلى الأسوأ بحق الوطن والإنسانية والدين والأخلاق وكل النواميس الطبيعية، لا فرق عنده. المهم الوصول إلى الهدف المشبوه.
ولما كانت الطبيعة الإنسانية المحقة أقوى من كل الأساليب، فإن الشر مهما عربد لا يمكن أن ينتصر.
هكذا يعلمنا التاريخ: لا يمكن للشر أن يحقق أهدافه، لأنه مسحوق دائماً، لذا فإن هذا التدرج في أساليب الإجرام والحقد سيبقى غير ذي جدوى، حتى لو تمظهر بأبشع صوره، فهل هناك ما هو أفظع وأبشع وأجبن من استهداف الناس العزّل المدنيين؟
على مدى التاريخ، كانت الحروب تقوم بين الجيوش، بين منظمات، بين عساكر، أما النساء والأطفال والعجّز فليس عليهم حرج، هذا إذا كانوا مسلمين فعلاً، يقاتل الرجل الرجل. واليوم ابتدع هؤلاء لغة الموت والدمار لكل شيء، دون أي حسابات، منطلقين من الغدر وحب القتل وسفك دماء الأبرياء.
إنها صورة قاتمة، سوداء، كأصحابها وفاعليها ومرتكبيها، ولو استطاعوا أن يقرأوا جيداً، لاكتشفوا أن شدّة الظلم في هذه الصورة إنما هو مرتد عليهم. قد يتألم الناس الأبرياء الألم الذي يزيد من نفوسهم طهارة، ويجلي عزيمتهم فيشحذها قوة، تسحق هؤلاء الأشرار.
للأسف، هؤلاء أغشت قساوة الذنوب بصيرتهم، فهم لا يقرأون، لا يشعرون إلا بحقدهم وغيّهم، فهم كالنار التي سينتهي بها الأمر أن تأكل نفسها، لأنها لن تقدر على حرق المزيد.
يُقال لهم: يا أبناء وطننا، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، تعالوا نبحث عن المشتركات ونتفاهم على الخلافات، فيضعون أصابعهم في آذانهم، ويصرّون على البغي، ويصرون على فكر الإلغاء للآخر، وهم أعجز من أي فعل، مهما تعدّدت أساليبهم الإجرامية. إنهم قاصرون في التفكير، وفي الفعل، ومع ذلك يندفعون نحو الدمار والتدمير، وهم كمن يعدهم الشيطان بتحقيق “الآمال”، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً، والتاريخ كتب وسيكتب دائماً هزيمة المغروين الظالمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.