ماجد الماجد … (الفرضية الثالثة)

majed - majed - kaeda

موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:

لطالما انشغل الشارع اللبناني في الأيام القليلة الماضية بخبر اعتقال ماجد الماجد (رأس كتائب عبد الله عزام) العقل المدبر لتفجير السفارة الإيرانية في لبنان، وأحد صقور الصهيونية الإسلامية التي ضربت بإرهابها أكثر من مرة في ضاحية الله الجنوبية.
هو ليس بالخبر العادي لما يتمتع به الماجد من شهرة إرهابية واسعة على صعيد بلاد الشام وهو الذي حمل إرهابه في جميع أسفاره متنقلاً بين العراق والشام ليحط به الرحال أخيراً في لبنان، مشرفاً ومشاركاً في العمليات الصهيونية التي تسعى لرفع راية يهوه فوق الأرض التي لطالما كانت مهد الديانات السماوية ومنبع الحضارات الإنسانية، ومُجهزاً ومُدرِباً لكل من تخلى عن الإيمان بالله والدين والوطن والتحق بالصهيونية الإسلامية ذات الطابع التلمودي البحت وتحت شعار لا اله الا يهوه ( ما عاذ الله )…
هو إذاً ماجد الماجد الصهيوني الذي اعتقلته مخابرات الجيش (التي نكن لها كل احترام) في كمين محكم، هذا الاعتقال الذي ترافق مع مواقف ايجابية من المقاومة وجمهورها بالترافق مع بعض الحذر من تدخلات مرخانية لإسترجاع الماجد على اعتباره من التابعية المرخانية وأحد المطلوبين داخل المملكة، وعادت لتتزايد هذه المخاوف بعد تسرب المعلومات التي تؤكد ارتباط الماجد بالمخابرات المرخانية، هذه المعلومات التي أكدتها مواقف المملكة السعودية (المرخانية) التي رفضت وبشكل قاطع مشاركة ضابط استخبارات ايراني في التحقيق (علماً أن الإنفجار الذي تبناه الماجد في بئر حسن قد وقع في أرض ايرانية بحسب قانون العلاقات الديبلوماسية)…
أيام قليلة هي التي انشغل بها الشارع اللبناني بهذا الخبر، وبما قد يصل اليه التحقيق مع الماجد الى معلومات على قدر كبير من الأهمية وخاصة في ما يتعلق بعمليات الإغتيال التي أوصلت لبنان الى باب الفتنة، ولكن هذا الإنشغال ما لبث أن تحول إلى انشغال من نوع آخر مع إعلان خبر وفاة الماجد قبل التحقيق معه وقبل الحصول منه على أي معلومات إطلاقاً، خبر الوفاة هذا الذي حمل معه الكثير من التساؤلات بعد أن سُربت بعض المعلومات للرأي العام عن زيارة قام بها وفد من السفارة المرخانية للماجد قبل أربع وعشرين ساعة من إعلان الوفاة.
ومن هنا اتجه الرأي العام واتجهت معه معظم التحليلات السياسية والتقارير الإعلامية إلى رسم فرضيتين حول نهاية حياة رجل قاتل:
الفرضية الأولى تحدثت عن وفاة مرضية سببها فشل كلوي أدى الى حصول التهابات دماغية لصاحب الدماغ العابق بالإجرام، هذه الفرضية التي لاقت بعض الإستغراب لدى المتابعين لقضية الماجد، بحيث أن المعلومات القليلة التي تسربت عن عملية اعتقاله تحدثت أن الاعتقال قد تم بعد خروجه من مستشفى المقاصد (التمّامية) وبعد تلقيه العلاج الكلوي فيها، ونقله مباشرة بعد الإعتقال الى المستشفى العسكري المركزي لمتابعته طبياً، مما يذهب بنا إلى القول بأن الماجد تلقى علاجاً طبياً قبل الاعتقال وبعده مما يضعنا أمام تساؤلات عدة حول أسباب الوفاة بداعي المرض….!!!
والفرضية الثانية والتي تحدثت عنها التحليلات السياسة المناهضة لإرهاب آل مرخان، هي فرضية تصفية الماجد من قبل المخابرات السعودية (خلال زيارة الوفد السعودي للماجد في المستشفى) قبل التحقيق معه خشية أن يفضح ما في جعبته من أسرار أمنية قد تكشف ضلوع اليد البندرية في أعمال إرهابية قديمة وجديدة حصلت على الساحة العربية عموماً واللبنانية خصوصاً، كما تكشف تورط المخابرات السعودية التي يعتبر الماجد أحد عناصرها في تفجيرات الضاحية الجنوبية وفي محاولات الاعتداء على الجيش اللبناني واليونيفل في جنوب لبنان، هذه الفرضية التي تعتبر أقرب إلى العقل خاصة لما يمثله الماجد من شخصية أمنية تحمل الكثير الكثير من المعلومات التي قد تغير الوجه السياسي في لبنان والمنطقة .
ولكن ماذا لو كان هناك فرضية ثالثة، أو بالأصح لماذا لا نتحدث عن فرضية الصفقة؟؟؟
وماذا لو اكتشفنا بعد مدة من الزمن بأن موت الماجد ما هو إلا موت جسدي مؤقت قد تدب الحياة فيه بعد خروجه من لبنان ووصوله إلى منطقة الأمان (ولتعذرنا الأجهزة الأمنية عن هذه الفرضية فنحن في موقع التحليل لا موقع التشكيك).
ماذا لو تحققت هذه الفرضية، وماذا لو كان لتلك المكرمة المرخانية علاقة بقضية الماجد؟
هو سؤال محق وطرح تحليلي نطرحه حول شخصية طال إجرامها المجتمع اللبناني كله.
لهذا فإن بو علي يسأل ؟؟؟
هل حصلت حالة الوفاة فعلاً، أم أن سيناريو سياسياً جديداً عمل على إنهاء قضية الماجد دون أي بلبلة كانت ستحدث لو قامت الدولة اللبنانية بتسليمه للمخابرات السعودية، فهل هو حل سياسي لقضية شعبية ومطلب جماهيري بمحاكمة المجرم أمام أعين الضحية وفي نفس المكان الذي ارتكب فيه جرائمه؟
وهل تدخلت السياسة مرة جديدة في المسائل الأمنية لتلعب دور الساكت عن الحق والمروج للباطل، فهل سيطل علينا الماجد من جديد بعد فترة من الزمن من أرض المملكة المرخانية ليثبت لنا كيف أن السياسة اللبنانية متورطة بشكل أو بأخر في إخفاء الحقيقة وبالمتاجرة بدماء اللبنانيين كل اللبنانيين.
هي مجرد فرضية، ولكن في لبنان الفساد كل شيء وارد، فلبنان الذي أعاد الحرية لجعجع، ولبنان الذي أخفى أحمد الأسير، والذي نقل المولوي بسيارة سياسية، ولبنان الذي يعتمد بسياسته على ما تيسر من أحلام تبشيرية بولادة خالد الضاهر، هو لبنان الذي نتوقع منه أي شيء، وكل شيء.
هي أيام ليست بالبعيدة تلك الني ستحمل إلينا الخبر اليقين في قضية ماجد الماجد، ولن ننتظر وقتاً طويلاً لنعرف الحقيقة، فحقيقة الصهيونية الاسلامية ذات الطابع المرخاني قد بدأت تظهر للعيان وبشكل فاضح بعد أن تجرد آل مرخان ومن لف لفهم من كل حياء تخاذلي وتعاملي يندى له الجبين.
هي أيام قليلة، وسنصل بعدها إلى الفرضية الحقيقية وإلى الطريقة التي سيُحمل بها ماجد الماجد من بيروت إلى الرياض.
فهل سيُحمل ميتاً ويدفن كمجرم إرهابي عميل؟
أم سيُحمل مقتولاً بإيدي مُشغليه، ويدفن أيضاً كمجرم إرهابي عميل؟
أم أنه سيُحمل تحت شعار من آمن بالمرخانية وإن مات سيحيا، ليطل علينا مجدداً بحلة إرهابية بندرية جديدة؟
هي الحقيقة التي ستظهر يوماً، فإن كان قد مات أو قتل فحربنا مع البندرية لن تنتهي إلا بنهاية الصهيونية بكل أشكالها، وإن عاد ليحيا فسيكون لنا شرف القصاص منه في كل فرصة متاحة ممكنة …
وفي انتظار الحقيقة، لا بد من التذكير بأن لله رجالاً اذا أرادوا أراد، واذا أمر فعلوا …..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.