ملك الأردن يحذر “الحل السياسي يجب ألا يسقط”.. أكثر من 60 جنسية تقاتل في سورية

Jordan King Abdullah II readies to speak

ملك الأردن عبد الله الثانيحذر ملك الأردن عبد الله الثاني من النتائج الكارثية لتقسيم سورية، مشدداً على ضرورة انجاز حل سياسي يجنب المنطقة مزيداً من العنف، وعلى ضرورة المباشرة بحوار بين مختلف الأطراف يحفظ تنوع المجتمع السوري.

وفي حديث مع صحيفة “الحياة” اللندنية، رأى العاهل الأردني أن “إنجاز حل سياسي وعملية انتقالية وسلمية شاملة بما ينقذ سورية ويجنبها والمنطقة مزيداً من العنف والفتنة والخراب”، في ظل تصاعد المخاطر الإرهابية مع استمرار النزاع مع وجود”أكثر من ستين جنسية تقاتل في سورية”.

وشدد على أن “خيار الحل السياسي يجب ألا يسقط، لكن كلما تأخر هذا الحل كلما كانت الكلفة على سورية وشعبها أكبر”.

“كلما طال النزاع في سورية كلما تجذر التطرف، وضعفت المؤسسات في سورية… وهذا خطر على العالم بأسره، وسيدفع الجميع الثمن. وكلما امتد أمد النزاع، كلما تصاعدت تكلفة معالجته بجميع أبعاده”.

تقسيم سورية نتائجه كارثية على المنطقة

وأكد عبد الله الثاني على أن “حل الأزمة السورية سياسيا هو في ضمان وحدتها”، محذراً من سيناريوهات التقسيم، والتي وصفها بأنها “خطرة للشعب السوري والمنطقة برمتها”، مشدداً على أن “كل سيناريوات التقسيم كارثية النتائج”.

أوضح أن التقسيم والتفكك “سيُنتجان كيانات هشة تشكل عبئاً أمنياً وبشرياً على جيران سورية وقد يغذي ذلك توجهات انفصالية خطرة في المنطقة”.

الأردن ولبنان الأكثر تأثراً بالأزمة السورية

وفيما يتعلق بانعكاسات الأزمة على الداخل الأردني فقال إن الأردن يستضيف حالياً أكثر من مليون وثلاثمائة ألف سوري، نصفهم فقط مسجلون كلاجئين، و80% منهم يعيشون في المدن الأردنية مستفيدين من دعم خدمات الصحة والتعليم والطاقة والسلع الأساسية، ما يتسبب قي ضغط هائل على البنية التحتية والخدمات.

وعلى صعيد آخر، اعتبر أن تيار الاخوان المسلمين في الأردن هو “جزء من الطيف السياسي كباقي القوى السياسية العديدة الموجودة في الأردن. هم لم يخرجوا من المشهد حتى يعودوا”، لافتاً إلى أنهم خلال السنوات الماضية “اعتمدوا المقاطعة أساساً لعملهم السياسي، وهذا الأسلوب كشف عن حسابات خاطئة وأضر بمصداقيتهم. مشاركتهم أو مقاطعتهم هو شأنهم في نهاية المطاف”.

وجزم الملك عبد الله الثاني أن الأردن لن يقبل للمفاوضات التي تديرها الولايات المتحدة بين فلسطين وكيان الاحتلال بان تنتج حلاً على حساب الأردن وسيادتها، مؤكداً على أن “حق العودة هو من ثوابت الدولة الأردنية”.

وتطرق إلى الوضع في لبنان متحدثاً عن مؤشرات مقلقة. وقال: “قلبنا على لبنان ومعه لأنه الأكثر تأثراً من الأزمة السورية في ظل تركيبته الديموغرافية”. ولاحظ وجوب”أن يكون هناك وعي بدقة الوضع في لبنان وتبعات موجات اللجوء على استقراره”.

وعن العراق، قال إن بلاده حريصة على استقرار العراق ووحدته، وأنها نقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف فيه. “ليس من مصلحة أحد إحياء العنف في العراق، أو تسرب العنف من سورية إلى العراق واتساع دائرته”.

وشدد على أهمية الدور المحوري لمصر في استقرار المنطقة، لافتاً إلى أن الوضع فيها يتطلب “قيادة قوية تتمتع بثقة غالبية المصريين وحكيمة وقادرة…”، داعياً إلى تطبيق “خريطة الطريق” ومعتبراً “أن الشعب المصري سيُقرر، والتاريخ سيُبين من عمل لمصر ومن عمل ضدها”.

أما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فأوضح إن بلاده تؤيد الجهود الدبلوماسية والحلول السلمية الساعية لتجنيب المنطقة أي عمل عسكري وتبعاته، مؤكداً على “ضرورة الوصول إلى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، مع احترام حق الدول في برامج الطاقة السلمية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.