من عيتا الى القلمون … البوصلة بندقية

hezbollah-shahid

موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
من عيتا الى القلمون، مروراً بالقصير، على وقع انتصارات المقاومة  ومع فجر صدد وجراح عدرا وقدسية معلولا، وببركة حفيد الأنبياء وعلى وقع انتصارات المقاومة ونهج القادة الأوائل، وإيماناً بأننا كلنا مسلمون لرب العالمين، منا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالإنجيل ومنا من أسلم لله بالحكمة، وأنه ليس لنا من عدوٍ يقاتلنا في ديننا وأرضنا وحقنا إلا اليهود. على كل هذا مشى رجال الله …
مشوا نحو معركة الكرامة، وكان الله قائدهم، والحق زادهم، والبندقية بوصلتهم.
هم رجال منا، آمنوا بأن الحياة عقيدة وجهاد، تزودوا من عشق الحسين وشموخ زينب وصلابة زين العابدين، وكان خير الزاد التقوى.
هم رجال منا، ولكنهم أقرب لله منا، وأحب لله منا، صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.
هم هكذا ملائكة الله على الأرض بشكل البشر، هم هكذا تركوا ما لهم وقدموا ما عليهم، ثابتون في ساحات الجهاد، مقاومون مناضلون مجاهدون متواضعون، غطى النور الإلهي ملامحهم، حتى أمسوا كآيات من كتب الله السماوية التي أنزلها لتكون شاهدة علينا.
هم هكذا، كانوا وما زالوا، رايات نصر تخفق في كل ساح، وبندقية تصنع الإنتصار تلو الإنتصار.
هكذا هم رجال الله…
ولأنهم هكذا، أكملوا الطريق نحو كل مكان تضرب فيه اليد اليهودية، أكملوا الطريق ليكونوا سداً منيعاً بوجه كل محاولة لإحتلال أرضنا. هم هكذا، من عيتا إلى القلمون ومن كل الجنوب إلى القلمون، فكيف لا وهم الذين آمنوا بأن الله قد اختارهم ليكونوا القضاء والقدر الذي هزم الصهيونية اليهودية في لبنان والذي عليه أن يهزم الصهيونية الإسلامية التي أتت لتحارب الله والدين والوطن في بلاد الشام؟
هم هكذا، رجال منا، أحبوا الحياة لأجل الحرية واحترفوا الموت في سبيل الحياة، رجال منا ولكنهم رجال فوق العادة، حسموا أمرهم ورسموا بدمائهم الزكية قانون الحياة بأنه لا مكان للوسط في حياتنا، فإما مقاوم منتصر أو عميل متخاذل منكسر، فكان لهم ما أرادوا وما أردنا.
حسموا أمرهم ورموا خلفهم كل تخاريف السياسات العميلة التي كما في تموز لا زالت تحاول النيل من مقاومتنا ورجالها الساعة وفي كل ساعة، رموا خلفهم كل الهرطقات التي تصدر عن فخامة رئيس هنا أو دولة رئيس هناك، وترفّعوا عن كل التصريحات العميلة التي تصدر من نائب هنا ونائبة في أماكن أخرى.
مشَوا نحو الإنتصار القادم ولا هدف أمامهم سوى إعلاء صوت الحق وتطهير الأرض من رجس الصهيونية الإسلامية، كانوا يدركون حجم الضرر الذي سينزل على حلفاء الصهيونية في لبنان ولكن الحق حق والباطل باطل، هم هكذا، رجال الله نسجوا خيوط الحق من شرايينهم ولونها بالأحمر القاني بلون دمائهم، مشوا تاركين للتاريخ حق تسجيل الوقائع، فالتاريخ لا يسجل الأمنيات، إنما يسجل الوقائع والأفعال، مشوا وتركوا التاريخ شاهداً ليسجل كم من صاحب فخامة وكم من أمير خصي وملك دعي تعاملوا للقضاء على المقاومة فرحلوا رحيل الأشقياء، وبقيت المقاومة راية عز في سماء الوطن.
هم هكذا، وحالهم هكذا، الحق كله في مواجهة الباطل كله، ولا نصرة للباطل في وجه الحق، انتصروا فانتصرنا بهم، استشهدوا فافتخرنا بهم، وكيف لا نفخر بشهدائنا ونحن من آمن بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
كيف لا نفخر بهم ونحن الذين نؤمن بأن قتلاهم يسقطون إلى الجحيم وشهداءنا يرتفعون إلى السماء ليكونوا بجوار الرسل والأنبياء؟ نعم نحن نفخر حق الفخر بتلك الدماء الزكية التي نقدّمها قرباناً على مذبح الوطن، ولا يهمنا إن سقط منا قليل أو كثير، فلمجد بلادنا هذا قليل.
لا يهمنا ما تفبركه أقلام الكتبة المرتزقة المتسكعة على أعتاب سفارات العمالة، أحفاد آل سعود وتلامذة العميل الشقي مروان حمادة وزملاء الشدياق المتشدقة، لا يهمنا كل ما كتبوا وسيكتبون عن أعداد وأرقام، فهم من تعني الأرقام لهم شيئاً، أما نحن فإنما نقيس الأمور بخواتيمها، وما أشرف أن تكون خاتمة حياتنا إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة.
من عيتا الى القلمون… نعم، والبوصلة بندقية، نعم، والى ما بعد القلمون، نعم، وألف نعم ونحن أبناء المقاومة، أخوة الحاج عماد والحاج حسان، نعم وألف نعم، ونحن أهل مرصاد وأيوب والبركان وخيبر والزلزال.
نعم وألف نعم، إلى ما بعد القلمون، سنسير إلى كل مكان وجدت فيه يد صهيونية يهودية وإسلامية لنقطعها. نعم إلى ما بعد القلمون، الى كل مكان يحاول فيه عدو الله والدين والوطن أن يهدد أهلنا وأرضنا، سنخرج لهم من تراب الأرض ومن سقف السماء، سنخرج لهم مع كل أذان يصدح الله أكبر ومع كل جرس كنيسة يمجّد باسم مريم والمسيح، سنخرج لهم ونقاتلهم ونهزمهم، وشعارنا: إن ينصركم الله فلا غالب لكم.
هو الله الحق ورجاله، وهي معركة بيننا وبين أعداء الله ولا يمنعنا عنهم شيء حتى النصر بإذن الله.
إلى القلمون وإلى كل مكان من بلادنا، دفاعاً عن قدس فلسطين ومجد لبنان وياسمين الشام وجرح بغداد، إلى القلمون، وفاءً للحاج عماد والحاج حسان وكل شهيد سقط في معركتنا مع الصهيونية الإسلامية، إلى القلمون ، وكما كان النصر لنا في عيتا والقصير، هو النصر في القلمون، وما هو إلا نصر من عند الله…بيد رجال الله، فرجالنا رجال، وشهداؤنا رجال فوق العادة.
من عيتا إلى القلمون … والبوصلة بندقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.