فبركة كيماوية موصوفة

 syria-chimecals

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

قبل حوالي السنة والنصف انطلقت تحذيرات إسرائيلية وأميركية من استخدام السلاح الكيماوي في سوريا وشرعت تظهر سيناريوهات لتطوير هذه الذريعة بهدف تصعيد العدوان الاستعماري وكانت الفبركة الكيماوية ملازمة لفصول العدوان طيلة تلك الفترة الماضية .

أولا    بداية ركزت وسائل إعلامية غربية وخليجية على ما وصفته واشنطن وتل أبيب بخطر تسرب الترسانة الكيماوية السورية إلى جماعات إرهابية على الأرض السورية أي إلى جحافل الإرهابيين والتكفيريين والمرتزقة الذين أرسلهم الأميركيون وحلفاؤهم من جميع أنحاء العالم إلى سوريا ومعهم التشكيلات العسكرية العميلة المسماة فصائل المعارضة المسلحة بجميع مكوناتها ، وانطلقت في هذا السياق تحركات واتصالات دولية حثيثة لطرح الموضوع في مجلس الأمن الدولي كما أرسلت وحدات عسكرية أميركية إلى الأردن بادعاء التحسب لمثل هذا الاحتمال وشرعت الدوائر الغربية بالترويج للخطر الكيماوي كذريعة لتدخل الجيوش الأطلسية في سوريا.

بعد اختبارات القوة التركية ومن ثم الإسرائيلية الفاشلة نتيجة استراتيجية الردع المقاوم وفي أعقاب تبدل التوازنات الميدانية لصالح الدولة الوطنية والجيش العربي السوري منذ معركة القصير انتقل حلف العدوان المأزوم إلى الفبركة لاتهام الدولة السورية تارة بارتكاب مذابح وطورا باستعمال السلاح الكيماوي بدلا من ادعاء فقدانها السيطرة عليه ، وكما جرى تصنيع صور المجازر والاتهامات في فصول الحرب السابقة على توقيت مهمات المراقبين العرب والدوليين الذين انتهوا لتبني رواية الدولة السورية ، يجري تصنيع الاتهام الكيماوي .

ثانيا  سجلت السلطات السورية نقطة تفوق سياسية وقانونية وأخلاقية بمبادرتها لطلب التحقيق الدولي في كيماوي خان العسل وجاء رضوخ الأمم المتحدة للشروط السيادية السورية وإرسال فريق التحقيق الذي وصل دمشق يوم 19 آب الجاري ليمثل صفعة قوية لعصابات الإرهاب التي اقتحمت خان العسل قبل أسابيع للعبث بالميدان ولمنع المحققين من الدخول بتحويل البلدة إلى ساحة حرب وهذا السياق بذاته يؤكد الفبركة في كيماوي الغوطة.

مؤشرات تصنيع اتهام للدولة السورية عديدة وأبرزها : حالة التقدم الميداني للجيش العربي السوري وتراجع العصابات الإرهابية على جميع الجبهات ومباشرة فريق التحقيق الدولي عمله ليسا ظرفا مواتيا لقبول اتهام الدولة بمثل هذا العمل ، كما يلفت الانتباه عدم وجود أي مقاتل من العصابات بين الضحايا وهو ما ينافي الإطار المفترض لاستعمال السلاح الكيماوي الذي لم يصب حسب الصور الموزعة سوى أطفال وعددا قليلا من الرجال، ومما أثاره بعض الخبراء قرب المناطق المستهدفة افتراضيا من مواقع كثافة سكانية يتواجد فيها الجيش السوري ويطاله انتشار الغازات السامة بداهة ، وينبغي التذكير بالإعلان عن وثائق وتسجيلات تجزم بحصول العصابات على أسلحة كيماوية من تركيا وكذلك ورود تقارير عن اكتشاف معمل لتصنيع الغازات السامة  في العراق تملكه عصابات التكفير الناشطة في سوريا ويضاف لذلك وجود موقوف أميركي الجنسية في الولايات المتحدة أوقف قادما من تركيا بعد مجزرة خان العسل مباشرة ووجهت إليه النيابة العامة تهمة تزويد عصابات النصرة بصاروخ كيماوي تردد انه هو الصاروخ الذي قصفت به خان العسل وكذلك ما أعلنته تركيا من ضبط أسلحة كيماوية مع جماعات من النصرة وحيث تكررت المطالبة الروسية بتسليم الوثائق والمحاضر للأمم المتحدة دون جدوى .

ثالثا  من الواضح في سياق الأحداث والتطورات المرتبطة بالحرب على سوريا ان بندر بن سلطان في مأزق فهو لم يستطع إقناع أحد من قادة الغرب بجدوى الرهان على جولة التصعيد الإرهابية التي يتولى قيادتها بتكليف أميركي أطلسي بعد تساقط الشركاء الآخرين من حكومات المنطقة .

كذلك منيت الهجمات التي نسقها بندر مؤخرا في محاور الشمال والساحل والجنوب وفي دير الزور بنكسات كبيرة بحيث اندحرت العصابات عن مواقع عديدة امام الهجوم المعاكس الذي شنه الجيش العربي السوري وبالتالي فوجهة الاستثمار التي تعوض هذه النكسات والخسائر هي محاولة فبركة الذريعة التي اعتبرت دافعا كافيا لتصعيد العدوان وللانخراط الغربي النشط مجددا في أعمال هجومية سياسية وميدانية ضد الدولة الوطنية السورية.

يبقى التنويه بأن بصمات التصنيع الافتراضي التي استخرجها ناشطو مواقع التواصل عديدة من الحقن الملقاة على بعض الأجساد إلى التحذيرات الصادرة عن بعض التنسيقيات التي  طالبت بعدم دفن الجثث المزعومة لأن بعضها يستفيق، وصولا إلى طريقة الاستعراض المفبركة واستعمال صور من رابعة العدوية بلعبة فوتوشوب مرتجلة يسهل اكتشافها وغير ذلك الكثير ومن المؤكد ان الدولة الوطنية السورية تمتلك وقائع كثيرة لتفكيك هذه الرواية المفبركة التي يدعو توقيتها للظن بالعصابات المهزومة والمندحرة في ريف دمشق .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.