انتصارا لسوريا وللحقيقة

syria-flag

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

منذ انطلاق العدوان الاستعماري على سوريا شكلت الحرب الإعلامية محورا حاسما حشد له الأميركيون وأعوانهم من حكومات الخليج اكبر الإمبراطوريات الإعلامية في العالم من قنوات فضائية وصحف كبرى ووكالات الأنباء العالمية التي تتحكم بمضمون الرسائل الإعلامية والمفردات المعممة في ثوب زائف من الموضوعية والتجرد .

اولا من الأدوات المنهجية التي تشتغل عليها آلة الحرب الإعلامية تعميم مفردات وتسميات نجحت في اختراق صفوف العديد من أصدقاء سوريا الذين يتورطون في استعمال مصطلحات من نوع : النظام السوري ، المعارضة المسلحة وهذا على سبيل المثال لا الحصر جزء يسير من عمل آلة تضليل جبارة متخصصة ببناء بيئة افتراضية مخالفة للواقع السوري .

إن تعميم تعبير النظام السوري يهدف لطمس حقيقة المستهدف في العدوان وهو الدولة الوطنية السورية وكلمة النظام بدلا من الدولة الوطنية غايتها تصوير العدوان الكوني على غير حقيقته بحيث يتبدى ان الحدث  يدور حول فريق سياسي يعبر عن واقع سلطوي معين في المجتمع السوري ، بينما تعبير الدولة الوطنية السورية هو التعبير الواقعي والموضوعي الذي يضع الأمور في نصابها ففي جميع تفاصيل ومسارات الحرب الكونية على سوريا تستهدف الدولة الوطنية بمؤسساتها وهياكلها وبمضمون دورها السيادي والوحدوي على صعيد المجتمع وعلى الرغم من تعميم سيناريوهات متعددة لتمزيق وحدة الوطن والشعب في سوريا فقد وقفت هذه الدولة بمؤسساتها وبقواتها المسلحة في صد المخطط التفتيتي الذي يقوده الحلف الاستعماري وهي تتمسك وبكل صلابة بهويتها القومية المقاومة.

ثانيا  إن تسمية العصابات الإرهابية بالمعارضة المسلحة تمثل تضليلا خطيرا لأنها محاولة للتخفيف من حقيقة تكوين الجماعات المسلحة وتركيبتها العقائدية ومن كونها خليطا عالميا من إرهابيين وتكفيريين وجماعات من اللصوص والقتلة المحترفين وهذه التسمية تهدف إلى طمس طغيان العنصر الأجنبي على تركيبة العصابات فالتسمية المخففة معارضة مسلحة توحي بالتعاطف وتنطوي على تبرير ضمني لحمل السلاح بينما في الحقيقة تتواجد في سوريا جموع من الإرهابيين المتحدرين من 83 بلدا من معتنقي تعاليم القاعدة ومن أشد تعبيرات الإرهاب التكفيري تخلفا ودموية وهذا ما اوردته تقارير أممية عديدة .

توحي كلمة معارضة بالطابع المحلي لبنية العصابات في حين  بات واضحا أن نسبة كبيرة من السوريين غادرت التشكيلات المسلحة ومنها من عادوا إلى صفوف الجيش وقاتلوا واستشهدوا مع ضباطه وجنوده كما تؤكد مصادر سورية واسعة الاطلاع وتجمع التقارير والدراسات المتداولة العالمية على أن اكثر من نصف نسيج الجماعات المسلحة في سوريا بات من غير السوريين ويضم خليطا إرهابيا متعدد الجنسيات وبكل تأكيد فليس لدى هذه الجموع أي صلة فعلية بطموحات السوريين وتطلعاتهم الإصلاحية أو الديمقراطية أو الاجتماعية .

ثالثا  من الأكاذيب الكبرى التي تعممها الحرب الإعلامية على سوريا صورة وحجم الدور المنسوب لحزب الله على الأرض السورية  وهذا الدور ليس سرا كما تزعم الرواية الإعلامية الكاذبة في أخبارها الملفقة يوميا والتي تدعي فيها اختراع البارود بالكشف عن أسرار وخفايا يظهر فيها حزب الله مسيطرا على سائر انحاء سوريا أو هو يحتل سوريا كما يقول وزير الخارجية السعودية وإعلام المملكة او ذاك الذي تموله و يرتزق أصحابه لديها على امتداد البلاد العربية وفضاءاتها المنفوطة.

ذلك الدور القومي لحزب الله أعلن عنه قائد المقاومة صراحة وبكل اعتزاز انطلاقا من الرؤية المنهجية لطبيعة العدوان على سوريا ولأهدافه الأشمل التي تطال المقاومة مباشرة وكذلك بفعل التطورات الميدانية في المناطق السورية المجاورة للحدود اللبنانية والتي مست بأمن المقاومة وبخطوط إمدادها اللوجستي كما بات معلوما ، ناهيك عن كشف خطط إرهابية متشعبة تستهدف لبنان انطلاقا من سوريا .

إن مساحة محافظة حمص مثلا هي ضعفا مساحة لبنان ولامجال للمقارنة في تعداد السكان بين سوريا ولبنان فالمساحة السورية الإجمالية 18 ضعف مساحة لبنان وتعداد سكان سوريا هو خمسة أضعاف سكان لبنان ولا يشرح لنا العباقرة كيف يمكن لقوة لبنانية مهما بلغ حجمها أن تسيطر على سوريا او تحتلها ؟

رابعا  تسعى الحرب الإعلامية إلى إنكار انتصارات الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني وهي تنسب الإنجازات لقوة تصورها في منزلة التدخل الخارجي ( حزب الله ) وبالمقابل تطمس حقيقة التكوين متعدد الجنسيات لعصابات الإرهاب والتكفير ويقع بعض أصدقاء سوريا في تلك الأفخاخ على الرغم من وفرة الوقائع والقرائن ولعل من أدعى المصطلحات للسخرية تعبير ” الحراك المعارض ” لاستثارة العطف ولتغليف الوقائع بكذبة مفضوحة عن استمرار التحركات الشعبية السلمية المزعومة وعلى الرغم من كون العسكرة الميليشيوية وتناسل عصابات الإرهاب والتكفير هي الحقيقة الطاغية على الأرض منذ بداية الأحداث في سوريا قبل عامين ونصف .

يقوم الإعلام الوطني السوري بجهد كبير في مطاردة مفردات الحرب الإعلامية وهو يتقن تشريح الرواية المضادة الزائفة ولا بد من رفد ذلك الجهد بعمل إعلامي عربي مقاوم غايته ترويج الرواية السورية وتمكينها من السيطرة والتجذر على صعيد الرأي العام العربي والعالمي انتصارا لسوريا وللحقيقة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.