دقائق عسكرية: التكتيك الجديد للسعودية على أرض الميدان السوري

militaryminutes-saudi-syria

موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:

شرعت المملكة العربية السعودية منذ أواخر العام الماضي في سلسلة صفقات تسليحية “لا يوجد لها معنى استراتيجى محدد” مع عدة دول من بينها الولايات المتحدة والسويد والمملكة المتحدة، تمحورت كلها حول الصواريخ المضادة للدروع. أكبر هذه الصفقات كانت صفقتان مع الولايات المتحدة تبلغ قيمتهما الإجمالية أكثر من بليون دولار لبيع أكثر من 14 ألف صاروخ مضاد للدروع موجه سلكياً من نوع “تاو” بجانب أسلحة أخرى، جل هذ الأسلحة سيكون من نصيب الحرس الوطني السعودي بجانب أكثر من 1500 صاروخ تاو لصالح قوات المشاة الملكية السعودية.

التساؤل المهم هنا هو: لماذا تشتري السعودية الآن هذه النوعية من الصواريخ خصوصاً أنها تمتلك مخزوناً ضخماً جداً من الصواريخ المضادة للدروع يقدر بأكثر من 4 آلاف صاروخ حسب تقديرات غربية؟
استراتيجياً لا يوجد أي داعٍ لتكديس مثل هذه النوعيات في المخازن السعودية، خصوصاً وأن المملكة ليست في حالة حرب حالياً.
العنوان الأبرز هنا قد يكون “ترقباً لمواجهة محتملة مع إيران” لكن من وجهة نظري الخطة تختلف تماماً عن ذلك.

يبدو أن الهدف الرئيسي من هذه الصفقة وغيرها هو تجديد المخزون السعودي في الوقت الذي توجد فيه نية لتزويد المعارضة السورية بالنسخ المتقادمة من مضادات الدروع فيه لمحاولة إحداث “خلخلة” ميدانية تسمح لقوات المعارضة “أو على الأقل الجانب الموالي للسعودية منها” بتحقيق انتصارات سريعة خصوصاً على الجبهة الغربية التي تتقدم فيها القوات السورية بشكل قد لا يسمح لقوات المعارضة بأي فرصة للهجوم مستقبلاً.

هذه الفرضية تتعزز إن وضعنا في الإعتبار حقيقة أن السعودية سابقاً زودت المعارضة السورية بأعداد متنوعة من مضادات الدروع التي تم شراؤها من كرواتيا وأوكرانيا ودول يوغسلافيا السابقة وأرسلت عبر الحدود الأردنية مثل صواريخ آر بي جي 29 والكونكورس والكورنيت، بالإضافة إلى صواريخ أتش جي 8 الصينية. إذا وصلت صواريخ التاو بمختلف أنواعها إلى قوات المعارضة السورية قد تحدث انقلاباً مهماً في سير العمليات العسكرية، ولكن هذه كله رهن بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية على وصول هذا النوع إلى قوات المعارضة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.