إصلاح المصافي.. بداية الحلول الجذرية لاحتكار النفط ومشتقاته

موقع العهد الإخباري-

د.محمود جباعي:

يعاني لبنان منذ عدة أشهر من مشكلة فقدان المحروقات والفيول ما يشكل أزمة كبيرة تنعكس على حياة المواطنين من جهة وعلى عمل المؤسسات والشركات من جهة أخرى، لذلك أصبح من الضروري التفكير في حلول جذرية وبنيوية للحد من تفاقم هذه المشكلة والعمل على عدم تكرارها في المستقبل، ما يوجب معالجة الاسباب الرئيسية للازمة التي تتلخص ببعدين:

– البعد الاول: وقف هيمنة الكارتيلات عن الاسواق من خلال إيجاد بدائل للإنتاج أو الاستيراد.

– البعد الثاني: تحقيق إصلاح بنيوي يبدأ من تطوير المعامل الموجودة من خلال تطوير وإصلاح مصافي تكرير النفط الموجودة في الزهراني والبداوي.

البعد الاول مرتبط بشكل مباشر بطبيعة الكارتيلات الموجودة في لبنان التي تسيطر على معظم سبل استيراد موارد الطاقة بدعم سياسي يمكنها من تحقيق أرباح خيالية تتقاسمها مع أصحاب النفوذ الذين يمنعون أي فرصة لخلق المنافسة الحرة التي تؤمن سلامة الاسواق لذلك يجب أولاً الحد من سيطرتها على الاسواق لأن مع وجودها بهذه الطريقة لا توجد فرص حقيقية للاصلاح الاقتصادي في البلاد.

البعد الثاني المتمثل بتعزيز الإنتاج المحلي الذي لا يمكن حصوله في ظل الوضع الحالي إلا من خلال إصلاح المصافي الموجودة في معملي البداوي والزهراني التي تعاني حالياً من إهمال وواقع صعب ملخص بما يلي:

١- هذه المصافي مهترئة ولا تراعي الشروط الفنية للعمل.
٢ـ غير قابلة لتكرار عدة انواع من النفط.
٣- تعتبر قدرتها الإنتاجية ضعيفة ولا تلبي حاجات السوق.
٤- تفتقر إلى التقنيات الحديثة المرتبطة بتحسين الجودة.

هذا الواقع والإهمال المقصود بسبب سيطرة كارتيل النفط والمحروقات على مفاصل القرار في الدولة اللبنانية لتحقيق أعلى قدر من الأرباح والسيطرة على الاسواق يجب أن يتبدل من خلال العمل السريع على إصلاح وتحسين عمل المصافي وإلا لا خلاص للبنان من أزمته المزمنة المرتبطة بالفيول والمحروقات.

من هنا على الدولة اللبنانية المتمثلة بالحكومة الحالية أو أي حكومة سوف تأتي في المستقبل أن تعمل على استقطاب العروض الخارجية الجدية التي يمكن أن تساعد في حل الازمة بشكل بنيوي خاصةً ان لبنان عاجلاً أو آجلا سيصبح بلدًا نفطيًا، وهو بحاجة لوجود معامل متطورة فيها مصافٍ حديثة تعمل على تكرار كل أنواع النفط أو بالحد الادنى الاستماع بجدية للعروض الدولية المقدمة منذ عدة سنوات لليوم تبدأ بالعرض القطري والايراني أو الروسي الذي قُدم منذ فترة قصيرة ويحمل في طياته العمل على إصلاح مصفاتي الزهراني والبداوي.

من أبرز الانعكاسات الايجابية لعملية إصلاح المصافي:

١- تحسين قدرة المعامل في الزهراني والبداوي على الإنتاج وتلبية حاجات السوق المحلي من مادة الفيول.

٢- إمكانية تكرير مختلف أنواع النفط الخام وخاصة الثقيل منه.

٣- توفير تكاليف تكرير النفط الخام المستورد بشتى أنواعه.

٤- تحقيق خزينة الدولة لايرادات مالية تقدر بمليارات الدولارات من عمليات التكرير الداخلي والخارجي.

٥- تخفيض كلفة الإنتاج المترتبة على الشركات المنتجة في لبنان وبالتالي تحسين الإنتاجية والقدرة التنافسية للإنتاج المحلي.

٦- المساهمة في عملية تحسين الاقتصاد المنتج في لبنان نظراً لأهمية الحصول على الفيول وخاصة في المجال الصناعي.

لطالما شكلت الكهرباء في لبنان نقطة ضعف كبيرة في عملية النهوض الاقتصادي مما أدى إلى توقف أي عملية حقيقية للانتقال نحو الاقتصاد المنتج والبنيوي، فلبنان يحتاج سنوياً إلى مليارات الدولارات من أجل استيراد الفيول المناسب لتشغيل المعامل المنتجة للطاقة، وفي حال تم إصلاح المصافي ستنخفض الكلفة بنسبة لا تقل عن ٦٠ بالمئة وهي نسبة الفرق بين سعر كمية الفيول المطلوبة سنوياً وبين سعر النفط الخام الذي يمكن لهذه المصافي أن تكرره ليصبح جاهزًا للاستعمال كمورد اساسي لتشغيل الطاقة الكهربائية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.