الهدف: مصفاة تكرير النفط

lebanon-tripoli-rifenery

صحيفة الجمهورية اللبنانية ـ
جورج علم:

هبَّت رياح محطة تكرير النفط في طرابلس. يُريد الأصوليّون الناقلات بديلاً من «البونات»، وعين على المرفأ، وأخرى على المؤسسة النفطيّة. ويقضي المخطط برَبط نفط دولة «داعش» في العراق والشام بالأنبوب الرئيسي الذي يصبّ مباشرةً في محطة التكرير، ليُصار إلى تصديره في ما بعد عبر المرفأ إلى الأسواق العالميّة.

في الكولسات الديبلوماسيّة من يقول إنّ معارك طرابلس الأخيرة هي من إعداد وإخراج «البترو دولار»، هناك دول وشركات تدرس، وتخطط، و«داعش» و«النصرة»، مجرّد متعهّدين، ينتهي دورهم عندما ينتهي المشروع، واختيارُهم قد تمّ وفق مواصفات، ودفتر شروط وضَعته دوائر الاستخبارات، مِن حوافزه أنّ البيئة حاضنة، ولا يمكن تجاهل الولاء المزدوج، إنّه سِمة المرحلة التي يجتازها أهل السُنّة في لبنان، عين على الجيش، وأخرى على التنظيمات الأصوليّة المكلّفة مهمّات أمنية ـ إقتصاديّة مستقبليّة.

أهمّية لبنان أنّ الوضع ممسوك، الولايات المتحدة ملائكتها حاضرة، تمدّ الجيش بالسلاح الذي تريد عند الحاجة، تحجبه عنه عندما لا ترى ضرورةً ـ من منظارها ـ لتسليحه. الأدوار دامية، ومكلِفة، لا بل مقلِقة في كثير من الأحيان، لكنّ القافلة تمضي، والمخطط المرسوم ينفَّذ بإتقان، قد تحدث بعض المفاجآت غير المحسوبة، لكنّها لا تؤثّر على السياق العام.

مخطّط رَبط نفط العراق (أو بعضه)، وأيضاً بعض نفط سوريا بمصفاة طرابلس، ومينائها، أخَذ بُعداً جدّياً في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. لندن كانت «عالسمع»، ومخابراتها هي المحرّك، وعندما استقبلته في أوّل زيارة رسميّة إلى الخارج، خرجَت بعض صحف لبنان مهلّلة بعنوان عريض: «فكّ العزلة الدوليّة ـ العربيّة عن ميقاتي، وحكومته». تريد لندن أن تستفيد من خيرات المنطقة، وهذا من حقّها، في ظلّ الهجمة الدوليّة غير المسبوقة على الحقول والثروات.

إنعتاق دوَل المنطقة من حدود سايكس ـ بيكو، لن يمرّ عند البريطانيين بلا ثمن، ومشاركة لندن في التحالف الدولي لضرب الإرهاب، تمَّت من باب تحصيل الحاصل، وكامتداد طبيعي لمشاركتها في رسم المخططات الإقتصادية التي يصار الى تنفيذها في المنطقة، وعودتُها إلى الإمساك بشريان النفط الممتد من العراق إلى طرابلس ليست مجرّد حلم ليلة صيف، بل هناك دراسات، ومخطط مرسوم، وعمليات جسّ نبض بدأت مع حكومة ميقاتي.

الازدواجية في البيئة السياسيّة الطرابلسيّة، ظاهرُها مذهبي، ومضمونها إقتصادي، وحقيقة الأمر أنّ النزاع يدور حول المَرافق الحيويّة في المدينة، ومَن يمسك بزمامها مستقبلاً. لقد وضعت هذه الإزدواجيّة الجيش في الموقع الصعب.

غالبية الفاعليات تريد خطة أمنية على قياس مصالحها، أي التخلّص من قادة المحاور، لكن من دون إلحاق الضرر بالقاعدة الشعبيّة، إلّا أنّ الأخيرة أصبحت بمعظمها عند المتطرّفين من المسلحين ورجال الدين. وتبدو مساحة الإرباك الى اتّساع، ليس من معلومات مؤكّدة عند أيّ طرف محلّي حول مسار التطوّرات، وما قد تحمله الأيام من مفاجآت.

في الماضي القريب كان شادي المولوي قضية لا تتقدّم عليها أيّ قضيّة أخرى عند كلّ من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير المال محمد الصفدي، تَنافَسَ القطبان الطرابلسيان على نقله من سجن رومية الى منزله وسط أجواء احتفالية. يقال إنّ المرحلة الآن في طرابلس هي مرحلة شادي المولوي، لكن إلى أيّ مدى؟ ومقابل أيّ هدف؟ الجواب عند من سيمسك بمفتاح شركة التكرير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.