فضائح ثورات العرب: مليار وسبعمئة مليون صرفها الاميركيون على تدريب ناشطين عرب

peacefull-struggle

موقع جريدة.كوم:
كشف الناشط السياسي المصري المقرب من الاميركيين سعد الدين ابراهيم عن فضيحة تمس بالثورات العربية وقال ان واشنطن صرفت مليارا وسبعمئة دولار اميركي على ناشطين عرب تدربوا في معاهد تدعمها اميركا ماليا في واشنطن وصربيا قاصدا بالتحديد المعاهد الاوتوبورية ومثيلاتها في واشنطن وبيروت والدوحة وجورجيا وعمان واسطنبول والمانيا. واضاف سعد الدين: ان الاخوان المسلمين شاركوا في تلك الدورات التدريبية بكثافة

فما هم الاوتوبور وما هي اهداف من يتدربون على ايديهم سوى استلام السلطات بالتحالف مع الاميركيين ؟؟

منهاج الأتبور في إسقاط النظام

توزع أتبور منهاجاً للتدريب مجاناً على الانترنيت وهو مترجم للغة العربية ويحوي الدليل على /50/ نقطة حاسمة يجب التدرب على استخدامها .
– المراحل لإسقاط النظام والحصول على السلطة السياسية باستخدام اللاعنف :
يبدأ المنهج بالتمييز بين السلطة السياسية والقوة السياسية ويعتبر أن القوة السياسية تستطيع التحكم بالسلطة السياسية ويعدد عدة مصادر للقوة السياسية حيث يتم التدريب على تحديد مصادر القوة السياسية في المجتمع المستهدف وطرق إضعافها والسيطرة عليها .
– يركز المنهج على أن السلمية أفضل من العنف كوسيلة لإسقاط الأنظمة والحصول على السلطة السياسية ويرى أنه لا يوجد نضال عفوي ناجح إنما يتطلب تخطيطاً دقيقاً لكل نشاط يراد القيام به بدءاً من الإستراتيجية إلى طريقة تحقيق الأهداف .
ويعتبر أن الاتصالات إحدى أهم الوسائل التي يمكن استخدامها في إسقاط الأنظمة ويقسم المنهج عملية الاتصال إلى ثلاثة أسس :
1-الهدف : ويتضمن أربعة قطاعات ( الأعضاء والمساعدين – جمهور أوسع نطاقاً ويقسم إلى شرائح – الحلفاء المحتملين – المجتمع الدولي )
2-صياغة الرسالة المناسبة لكل هدف ( مثلاً نحن ديمقراطيون صادقون نواجه أعداء ديكتاتوريون فاسدين ) .
3-حامل الرسالة : حيث يقترح المنهج التراسل مع المنظمات الدولية بالانكليزية عبر الانترنيت والتراسل مع الجمهور الأوسع باستخدام التلفزيون أو وسائل الإعلام المؤثرة .
بعد أن يتدرب الطالب على الأساسيات ينتقل للتدريب العملي وهو وضع الاستراتيجيات للاستيلاء على السلطة في المنطقة المستهدفة ويقسم الاستراتيجيات إلى أربع مستويات ( كبرى – مرفقة وتكتيكات ووسائل محددة – إسقاط النظام ) .
ويدرب المنهج الطلاب على طرق استفزاز الجماهير والأحداث المؤثرة بالمجتمع ثم يحدد خطط لاستثارة الجماهير وينظم الحملات المرفقة لها ويتوسع في طرق التمويل بما فيها التمويل الخارجي ويقوم المنهج بشرح تفصيلي لطرق بناء فرق العمل وإدارة الموارد البشرية والتدريبات على تجنيد العملاء والمتطوعين وتلبية احتياجاتهم وترقيتهم لناشطين وكيفية تنظيم الوقت ويعتبر أن كل النشاطات يجب أن تقود لتجمع كبير وينصح بتنفيذ التجمع عندما تصل قوة الحشد لـ 10% من مجموع السكان ويفرض المنهج فصلين كاملين للتدريب على مواجهة الشرطة ومواجهة الاعتقال وطرق تفريق المظاهرة, بنهاية المنهج يغادر الطلاب المعهد ومعهم خطط استراتيجية ومجموعة خطط جاهزة لتنفيذ النشاطات وخطة للفبركات الإعلامية وجدول لتوزيع المهام ويبقى عليهم تحديد ساعة الصفر .

صور وأساليب لبعض تكتيكات الأتبوريين في مرحلة الحشد الأولي
فيما يلي صور من بعض النشاطات التي نظمتها التنظيمات الأتبورية في مراحل تجنيد وحشد أتباعها :
1- نشأت الأتبور ونشاطها في صربيا ( نجحوا في صربيا ) :
ألقيت محاضرة في كلية كندي في 5 تشرين الأول عام 2011 ألقاها كلاً من سيرغي ببو فيتش وسلبودان جينوفيتش بجامعة هارفارد الأمريكية أعلنا فيها صراحةً أن منظمة أتبور تستهدف سورية منذ عام 2003 ( هذه المعلومة لم تكن جديدة على متابعي أتبور ولكن الجديد فيه الإعلان الصريح لأول مرة عن خطة أتبور طويلة الأمد لاستهداف سورية من قبل قادة هذه الحركة ) والذين يعتبرا من مؤسسي حركة أتبور الصربية ويملكان حالياً معهد كانفاس لتدريس طرق النضال السلمي .
– تأسست أتبور في صربيا في تشرين الأول عام 1998 وكانت القوة الدافعة خلف إسقاط نظام سلوبو دان ميلوسوفيتش المعادي للهيمنة الأوروبية والأمريكية على أوروبا الشرقية حيث قامت هذه الحركة بالتعاون مع الإعلام الغربي بشن حملة إعلامية هائلة ومليئة بالأكاذيب عن ميلوسوفيتش وأثارت ضده الرأي العام في صربيا وفي حين كان الناتو يقصف صربيا كانت أتبور تحشد الناس وتستعد لاجتياح الشارع إذا فشل الناتو عسكرياً وفي 5 تشرين الأول عام 2000 نجحت أتبور بتنظيم مظاهرة كبيرة أمام قصر ميلوسوفيتش فأعلن تنحيه استجابةً لطلبات شعبه وجاء هذا الأمر مفاجئاً لأتبور فكانت ماكينتهم الإعلامية تزور مختلف أنواع الأكاذيب عنه مثل ( تنظيم مذابح جماعية – إطلاق النار على المواطنين – تدمير البنى التحتية لبلده ) حيث لم يتوقع الأتبوريون استسلامه بسهولة رغم أنه يعرف أنه مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية وبعد تنحيه طارده الأتبوريون واعتقلوه ثم سلموه لمحكمة الجنايات الدولية واستغرقت محاكمته عدة سنوات ولم تتم إدانته بأية تهمة وانتهت المحاكمة بموته بنوبة قلبية في سجن المحكمة .
وبعد إسقاطه دخلوا الانتخابات العامة بقائمة من 250 مرشحاً ولم يتمكن أي من مرشحيهم من النجاح وبقيت الحركة دون تمثيل برلماني .
– في تشرين الثاني عام 2000 نشرت مجلة نيويورك تايمز تحقيقاً صرح فيه بول مكارتي مدير منظمة المنح الديمقراطية الأميركية أن منظمته قدمت لأتبور ( ثلاثة ملايين دولار ) وأنه التقى قادة هذه الحركة عدة مرات ( الجدير ذكره أن منظمة المنح الديمقراطية تأسست عام 1989 وتتخصص بتمويل مشاريع الفوضى الخلاقة حول العالم ).
– رغم أن قادة أتبور يزعمون أنهم لا يقبلون أي دعم من أية حكومة بالعالم إلا أنهم يتلقون الدعم الأمريكي بشكل غير مباشر حيث حصلوا على منحة عام 2006 من المعهد الأمريكي للحرية هو (مؤسسة تابعة للكونغرس الأمريكي ) لإعادة انتاج المنهاج المعتمد في إسقاط الأنظمة مع التركيز على الشعوب والثقافة الإسلامية وحالياً لديهم منهاج تدريبي لإسقاط الأنظمة باللغة العربية وقد مولت مؤسسات أمريكية وأوروبية متعددة دراسة عدد كبير من الناشطين التونسيين والمصريين ولم يعرف بعد من هم الناشطون السوريون الذين درسوا فيه ومن الذي دفع لهم كلفة سفرهم ودراستهم .
2- تجربة الأتبور في جورجيا ( نجحت في جورجيا ) :
في عام 2000 تم انتخاب إدوارد شيفاردنادزة رئيساً لجورجيا للمرة الثانية وجاء هذا بعد نجاته من ثلاثة محاولات اغتيال جرت أعوام ( 1992 – 1995 – 1998 ) خلال حكمه عمل على تأمين استقرار جورجيا في محيطها المضطرب وعلى توازن علاقاتها مع جارتها روسيا القوية ومع الغرب رغم أن الغرب شن حملة إعلامية هائلة اتهم حكمه وأسرته بالفساد ( زوجته محررة في صحيفة خاصة – ابنته مديرة استديو تلفزيوني وزوجها رجل أعمال أنشأ شركات بتمويل أمريكي ) .
– تعرضت جورجيا خلال حكمه لعدة محاولات منها مثلاً محاولات انفصالية مرفقة بأعمال إرهابية في أوستيتيا وأبخازيا اللتين شهدتا مقتل حوالي عشرة آلاف جورجي ولكن حكمه القوي تمكن من إعادة الاستقرار إليها .
– في عام 1996 تأسست منظمة معهد الحرية للدفاع عن حقوق الإنسان فيها كانت بدايتها كحركة وطنية استفادت منها الحكومة واعتمدت العديد من مقترحاتها .
– في عام 2000 بدأ المعهد للتعرض لانشقاقات من قبل منظمات طلابية جامعية وأدى ذلك لظهور تيار طلابي جديد أطلق على نفسه اسم كمارا التي تعني ( كفاية ) واعتمد هذا التيار شعار يطابق شعار حركة أتبور الصربية حصلت كمارا على دعم منظمة معهد الحرية الأمريكي في مشروعها المعلن لمكافحة الفساد في قطاع التعليم ومن مؤسسة الحرية الأمريكية ومن معهد الديمقراطية الأمريكي ومن الاتحاد الأوروبي ومن المجلس الأوروبي واستخدم هذا التمويل لتجنيد أفراد وتدريبهم على التسويق السياسي والعلاقات العامة والإعلام وتجنيد الآخرين ومهارات النقاش السياسي وعلى منهاج إسقاط الأنظمة وفي عام 2003 أصبح تنظيم قوي في كل المدن الجورجية وجامعاتها .
– قبيل موعد الانتخابات البرلمانية فيها قامت الحكومات الجامعية لكمارا بتنظيم هيئة رقابة غير رسمية على الانتخابات , جرت الانتخابات البرلمانية في 2 تشرين الثاني عام 2003 وخضعت هذه الانتخابات لرقابة مجموعة من المنظمات الداعمة لحركة كمارا وفي اليوم التالي أعلنت هذه المنظمات أن الانتخابات قاصرة وفقاً للمعايير الديمقراطية وأن ميخائيل سكاشفيلي قد ربح الانتخابات وأعلن أنه لا يقبل إلا نتائج الاستطلاع الذي نظمته مجموعة مراقبة الانتخابات المحلية ودعا الجماهير للتظاهر في الشارع والعصيان المدني ضد السلطات وأعلن مشروعه بإسقاط الرئيس إدوارد شفياردنادزة .
– تسارعت الأحداث السياسية واشتعلت جورجيا بالمظاهرات المؤيدة والمعارضة للرئيس وفي 23 تشرين الثاني التقى شيفاردنادزة مع وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف وبعد اللقاء خرج ليعلن استقالته من رئاسة جورجيا وأصبح لاجئاً سياسياً في ألمانيا .
– بعدها أكد معهد الدفاع عن الديمقراطية الأمريكي أن البليونير الأمريكي جورج سوروس أنفق 24 مليون دولار خلال ثلاثة شهور لإسقاط الرئيس الجورجي والقى في عام 2005 خطبة في العاصمة تبليسي قال أنه سعيد لأن مؤسسته ساهمت في تمهيد الطريق لثورة جورجيا .
– بعدها تولى العديد من موظفي مؤسسة سوروس مناصب كبيرة في النظام الجورجي الجديد حيث أصبحت جورجيا معادية لروسية وانتقل التوتر السياسي والعسكري بينهما للعلاقات الاقتصادية فارتفعت نسبة البطالة وانخفض الدخل الفردي إلى 200 دولار للأسرة شهرياً واعتمدت سياسية الرئيس الجديد سكا شفيلي على تحويل الاقتصاد الجورجي من زراعي إلى سياحي خدمي فتحولت من دولة منتجة إلى مستهلكة وبعد ذلك اختفت حركة كمارا بعد إسقاط النظام وانتقل قادته ليعملوا مع ثورة أوكرانيا عام 2004 .
3- تجربة الأتبور في أوكرانيا ( نجحت في أوكرانيا ) :
تأسست حركة بورا ( تعني حان الوقت ) في عام 2004 من قبل عشرة ناشطين أوكرانيين خضعوا لتدريب مكثف لدى منظمة أتبور الصربية في مدينة نو فيساد حيث ارتبطت بحركة كمارا الجورجية وتلقت تمويلاً كبيراً جداً من المنظمات الأمريكية لإسقاط نظام شيفارنادزة .
– قامت حركة بورا بتأسيس جهاز عام 2004 قبل الانتخابات الرئيسية في أوكرانيا في 31 تشرين الأول لمراقبة الانتخابات والذي يتألف من 150 مجموعة عمل تدار من قبل 72 مركز وتضم 30 ألف متطوع .
– قبيل الانتخابات تأسس تحالف جديد بين فيكتور يوشينكو ويولياتيمو شينكو بإسم( قوة الشعب ) وكان الاتفاق بينهما يقضي إذا فاز الأول بالرئاسة سيكلف الثاني برئاسة الحكومة, قبل الانتخابات تعرض يوشينكو لمحاولة تسميم نجا منها وتم توجيه أصابع الاتهام للحكومة .
– تنافس في الانتخابات عدد من مرشحين أقواهم رئيس الوزراء فيكتور يانو كوفيتش حصل على /39,32%/ وفيكتور يوشينكو على /39,87% / ( لم يشتكي أحد ) تقرر أجراء جولة فاصلة وفاز بالانتخابات بفارق 11% واستخدم علاقاته مع الإعلام وقوة منظمة بورا لحشد التأييد له ونزل أنصاره للشوارع للاحتفال لكن نتائج الفرز أوضحت أن يانوكوفيتش فاز بفارق 3% من الأصوات معلناً يوشينكو لأنصاره أن النظام قام بتزوير الانتخابات .
– قامت حركة بورا بمظاهرات احتجاج على تزوير الانتخابات في كل المدن الأوكرانية مستخدمةً تقنيات النضال السلمي المعتمدة في منهج أتبور وفي حركة غير دستورية اجتمع عدد من أعضاء البرلمان الأوكراني رغم أنهم لم يكملوا النصاب القانوني للجلسة وطلبوا من يوشينكو أن يقسم وقبلوا منه قسم الرئاسة وبدأ أنصاره يعلنون ولائهم له مما وضع أوكرانيا على شفير الانقسام وفي ظل إصرار يوشينكو على انتزاع الحكم مدعوماً بوسائل إعلام غربية التي لم تكترث للتزوير والنشاطات غير الدستورية، على إثرها تدخلت المحكمة الدستورية لفض النزاع وطلبت من البرلمان إقرار مجموعة من الإصلاحات وفي 3 كانون الأول عام 2004 طلبت المحكمة الدستورية إعادة الانتخابات بسبب استحالة تأكيد نتائجها فأعلن يوشينكو القبول حقناً للدماء , أعيدت الانتخابات وفاز فيها يوشينكو وأعلن رئيساً للبلاد .
– خلال فترة الإضرابات حصل يوشينكو على دعم كل الحركات الدائرة في فلك الأتبور في أوروبا وحصل على عشرات الناشطين الأوروبيين الشباب على تمويل ليحضروا إلى أوكرانيا ليشاركوا بالثورة ونشرت مئات الوثائق عن تحويلات مالية تتعلق بشراء الذمم في معسكر يوشينكو.
– تقول هيئة الإذاعة البريطانية أن الملياردير الروسي بيريز وفسكي دفع الملايين من الدولارات لتمويل استمرار المظاهرات المؤيدة ليوشينكو بشكل يومي .
– بالمقابل قدمت الصحافة الروسية عدة تقارير توضح المخالفات المتعددة في معسكر يوشينكو وتوضح دور عملاء الغرب في التظاهرات وفي عام 2010 ألغت المحكمة الدستورية الأوكرانية التعديلات الدستورية التي أدت لفوز يوشينكو معتبرة أنها غير دستورية .
– قال الرئيس الروسي بوتين أن منظمي الاحتجاجات في روسية عام 2011 كانوا مستشارين للثورة في أوكرانيا ( ليوشينكو ) وأنهم يحاولون استنساخ ثورتهم في روسية .
بعد الأحداث انقسمت بورا لقسمين قسم ظاهري يسعى لتطهير أوكرانيا من أنصار النظام السابق وقسم سمي حزب القانون والإصلاح الذي دخل الانتخابات البرلمانية ولم يحصل على أي مقعد في البرلمان .
4- تجربة الأتبور في بلاروسيا ( فشلت في بلاروسيا ) :
التقت كوندليزا رايس مع مجموعة من الناشطين البلاروسيين في لتوانيا عام 2005 ولم تعرف تفاصيل اللقاء وأسس هؤلاء الناشطين حركة زوبر وتم دعمهم بتمويل سياسي ومالي كبير من أمريكة والاتحاد الأوروبي وبدأت الحركة بتجارب حشد الجماهير وأطلقت ثورة الجينز على شكل تجمعات صامتة لشبان يرتدون الجينز في 23 كانون الأول عام 2005 ألقي القبض على ثلاثة من قادة الحركة بتهمة تعاطي المخدرات وفي شباط عام 2006 ألقي القبض على أربعة من قادة الحركة بتهمة مخالفة بضعة قوانين , مع إسقاط قادتها فشلت حركة زوبر في تأسيس قاعدة شعبية في بيلاروسيا قبل الانتخابات عام 2006 عندها قال لوكاشينكو ( لا وردية ولا ثورة برتقالية ولاحتى ثورة موز ) .
– حشدت زوبر ومن خلفها أتبور كل الناشطين الأوروبيين للمساهمة في إسقاط نظام لوكا شينكو في انتخابات عام 2006 واختارت دعم ألكسندر ميلنيكييفيتش من بين المرشحين للانتخابات حيث قاد هذا الأخير حملة شبيهة بحملة يوشينكو في أوكرانيا وقال للأسوشييتدبريس أنا اعتقد أن بيلاروسيا ستكون أوكرانيا القادمة وتعامل قادة أوروبا معه على أنه رئيس بيلاروسيا القادم واستقبلوه استقبالاً رسمياً في ألمانيا وفرنسا والتقى مع رئيس الاتحاد الأوروبي وحصل على دعم أوروبا كلها في حملته الانتخابية وفي يوم الانتخابات استعدت زوبر بوسائلها التقليدية ( إعلام مجيش – مراقبة انتخابات وادعاء تزويرها بعد انتهاءها ) ودخلت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لتدين انتهاكات حقوق الإنسان بحق الناخبين وبدء بتجييش الشارع في بلاروسيا وخرجت عدة مظاهرات تحمل شعار زوبر ( ثور البايسون ) .
– أدرك الشعب البيلاروسي المخطط الذي يريده الغرب له وجره إليه فرفض المشاركة بالاحتجاجات واتضح أن سياسيات لوكا شينكو الاشتراكية تحظى بتأييد الناخبين البيلاروسيين الذي منحوه 83% من الأصوات وأصرت حكومته على تطبيق القانون بحق المخالفين والمشاركين في الأعمال الاحتجاجية غير المرخصة , ألقي القبض على ميلنيكييفيتش وزج به في السجن لمدة خمسة عشر يوماً ثم اعتقل لاحقاً عدة مرات بتهم تزوير جواز السفر وتمت محاكمته غيابياً بتهمة مغادرة البلاد بشكل غير قانوني , بعد انتخابات عام 2006 اختفت حركة زوبر ولكن بعض الناشطين انتقلوا لبولونيا وأسسوا منظمات لحقوق الإنسان ولا تزال نسبة البطالة تتابع انخفاضها في بيلاروسيا .
– فكرة هامة جداً توضح تجربة بيلاروسيا أن تطبيق القانون بصرامة ضد كل المخالفين أمر حيوي في هزيمة المخطط الأتبوري فالأتبوريون يبنون كل خططهم على :
1- خرق القوانين .
2- عدم الاعتراف بالدستور .
3- يختارون عملائهم من الأشخاص الذين لا يهتمون أبداً للأنظمة والقوانين .

5- تجربة الأتبور في قرغيزسستان ( نجحت في قرغيزسستان) :
لم تعرف المنظمة الأتبورية التي قادت الثورة القرغيزية حتى الآن،ولكن هناك شكوك حول دور واحدة من هاتين المنظمتين :
ـــ الأولى : دعمت الاستقرار وتدعى كلكل .
ـــ الثانية : تدعى كلكل أيضاً ساهمت في الفوضى العارمة التي اجتاحت قرغيزسستان ومن المعروف أن قاعدة جوية أمريكية موجودة في العاصمة بيشكيك وأن بعض قادة الثورة الجورجية قد أشرفوا على تنظيم المعارضة القرغيزية وتحريضها للثورة وكعادة الأتبوريون قبل نهاية الانتخابات اندلعت أعمال العنف في عدة مدن قرغيزية .
استمر التصعيد بعد إعلان النتائج .
قام المتظاهرين الغاضبون باحتلال مقر المحافظ بعد نجاحهم وبإحراق بعض المباني الحكومية في عدة مدن وسادت الفوضى البلاد حاولت الشرطة فرض الأمن وتصدى لها المحتجون ودمروا مقرات حكومية .
في 21 آذار هاجم حوالي ألف شخص عدة مباني في مدينة أوش بين محطة القطار والمطار والتلفزيون وألقوا القبض على عدد من رجال الشرطة وضربهم وأذلوهم علناً .
وسعّت المعارضة سيطرتها على المباني الحكومية وبدأت تجميع المعارضة المشتتة بمحاولة توجيه جهودها واختارت روزا أوتو نبايفا كزعيمة لها .
5- تجربة الأتبور في فنزويلا ( فشلت في فنزويلا ) :
فنزويلا بلد ديمقراطي منذ عام 1958 وتعرضت لعدة أزمات سياسية ولكن شعبها حما الديمقراطية وأسقط محاولات الإنقلاب .
انتخب شافيز رئيساً عام 1998 وأطلق حملة إصلاحات دستورية ضد الفساد والسيطرة الأميركية وعملائها على النفط الفنزويلي لذلك تعرض عام 2002 لإنقلاب عسكري وقام بعده الشعب بإسقاط الإنقلاب وأعاده للحكم رغم أنف العسكر وعملاء أمريكا في غمار أزمة سياسية واقتصادية كبيرة .
في عام 2004 حضر قادة أتبور لأمريكا لإجراء دورات تدريبية للمعارضة الفنزويلية وبدأوا نشاطهم بإطلاق منظمة مطابقة لأتبور في كل شيء .
اعتمدت أسلوب إسقاط رمزية شافيز والقيم التي يمثلها حيث بدأ بتوزيع صور غيفارا الشهيرة بوجه خنزير واستخدمت شعارات تحمل رموز أمريكية .
أعيد انتخاب شافيز مرة ثانية رئيساً عام 2006 بأغلبية كبيرة متفوقاً على 14 منافس وتابع سياسته المناهضة للامبريالية والهيمنة الأمريكية على العالم .
استغل الأتبوريون حادثة صدور قرار لإيقاف بث إحدى قنوات التلفزيون حيث جرى استطلاع للرأي أن74% من الشعب يرى أن إيقاف الشبكة يؤذي الديمقراطية , قرر الأتبوريون استغلال هذه الحادثة لإثارة الشباب ضد الحكومة وبدأ الإعلان العالمي بشن حملة ضد شافيز متهمين نظامه بقمع حرية التعبير وحصلوا على دعم منظمات أخرى مثل فريدم هاوس وأطلقت ضد شافيز من قبل الناطق بإسم الكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي تصريحات عنفية يتهمه بانتهاك حقوق الإنسان
نجح الأتبوريون بإطلاق مظاهرات صغيرة ضد القرار وتابعوا الحشد حتى نظموا مظاهرة من بضعة آلاف في العاصمة كاراكاس .
أعلن شافيز أن هذه المظاهرة تتم بتمويل غربي , اندفع الشعب الفنزويلي للشارع ضد المؤامرة وأسقط مناصروا الرئيس محاولات الأتبوريين لاحتلال الساحات .
الخلاصة : دافع الشعب الفنزويلي عن الديمقراطية والرئيس المنتخب في عام ( 2002 – 2007) ولم ييأسس الأتبوريون فبعد فشلهم في إسقاط شافيز سياسياً بدأت المؤامرة بإثارة القلاقل الاجتماعية والاقتصادية داخل فنزويلا وهي تحضر الآن لثورة شعبية على أساس المطالب الشعبية .
6- تجربة الاتبور في تونس : ( نجحت في تونس )
بدأ التخطيط للربيع العربي منذ عام 2006 وبين عام 2006 و 2010 تلقت عدة منظمات تونسية مئات ألوف الدولارات من مؤسسة المنح الديمقراطية الأمريكية ومؤسسة سوروس وعدة مؤسسات أمريكية أخرى .
في عام 2009 تقريباً تأسست منظمة تكريز التي تعرف نفسها ( كمجموعات شبابية مستقلة ) وترفع شعار حرية – حقيقة – سرية , وتقول الصورة الوحيدة التي تظهر على موقعها المتوقف للصيانة منذ أول العام إن نشاطاتها تشمل عمليات مختصة ( اندساس – تسلل – عصيان – استخبارات تضامن – تحرك ميداني – دهاء – كشف حقائق – شجاعة – مقاومة – شغب – إبداع فني ضد بن علي ) , وحملت شعاراً ( القبضة الأتبورية ) يدعو فيه التونسيون إلى التوحد والمقاومة من اجل 16 تشرين الأول 2010 , أطلقت تكريز نداءً للحريات للانضمام إليها.
حيث دعت الشعب التونسي للتظاهر في 17 كانون الأول 2010 , لم يشهد هذا اليوم أحداث غير طبيعية في تونس وبعده بأربعة أيام أحرق محمد بوعزيزي نفسه أمام قسم الشرطة في مدينة سيدي بوزيد ( لا تعرف تفاصيل الحادثة ) وقد ثبت كذب الكثير من الروايات التي تناولت الحادثة استغلت تكريز الحادثة فقامت بحملة فبركات ونسج قصص خيالية عن بوعزيزي وساهمت عدة قنوات إعلامية في نشر الخدعة حتى تحول البوعزيزي الآخر بطل في مخيلة الكثيرين ( بينما كان يجاهد البوعزيزي الحقيقي ليقنع العالم انه مازال حياً ) في الأيام التالية التي شهدت تونس عدة حوادث غامضة ( انتحار مزعوم ) وبتزايد هذه الحالات بدأ الناس بالقلق وانطلق اعتصام بوعزيزي في مدينة سيدي بوزيد تضامنا معه , احتاجت الثورة المزعومة مزيد من الدم أطلق ضباط الشرطة النار رداً على إطلاق نار استهدفهم , استغل الإعلام هذه الحادثة ليقول إن نظام بن علي يقتل المتظاهرين السلميين واعتقلت الشرطة أجانب (صحفيين) اتضح أنهم قناصون يستهدفون رجال الأمن والمتظاهرين .
آثار الدم التونسي النازف الشعب التونسي وساهمت الحملة الإعلامية الدولية في تشويه صورة النظام فبدأت المظاهرات أكبرها 1000 شخص في العاصمة تونس وتحولت المظاهرات لأعمال شغب وبدأ المتظاهرين بإحراق أبنية الدولة والحزب الحاكم وأصبحت تونس تحت تهديد الفوضى في 11 كانون الثاني 2011 قرر الرئيس نشر الجيش لدعم الشرطة ودخل (حزب التحرير الإسلامي) على الخط وقام بتنظيم مظاهرات واسعة بعد صلاة الجمعة للمطالبة بإسقاط النظام وإقرار حكم الخلافة الإسلامي وشارك الآلاف في كل البلاد بالمظاهرات وغادر بن علي تونس وأعلن عن سقوط النظام .
خلال حكم بن علي تضاعف الدخل القومي للمواطن التونسي 3 أضعاف وقال تقرير أمريكي نشر في 2010 إن تونس أحد أسود إفريقيا الاقتصادية بسبب إتباعها سياسة اقتصادية أدت لنمو الاقتصاد والدخل القومي بمعدل (5 %) وصنف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي تونس بالمرتبة 40 عالمياً كأكثر اقتصاد تنافسية (وذلك بالنهج الذي أسسه بن علي لتخفيض الفقر الذي كان ملتزماً بمكافحته) .
هناك مؤشرات عديدة عن تراجع الاقتصاد التونسي بشكل كبير بعد الثورة بسبب الفوضى وانهيار السياحة وتراجع الاستثمار الخارجي .
في كانون الثاني 2012 ظهرت بوادر التفكك عن حركة تكريز بعد قيام احد مؤسسيها ويدعى صلاح الدين كشكوك بتأسيس حزب سياسي .
الخلاصة : رغم ما يشاع عن القوة الشعبية لثورة تونس فهي لم تشهد مظاهرة كبيرة قبل إسقاط بن علي مثل المظاهرات التي شهدتها بعد إسقاطه ويعود ذلك لضعف شخصية بن علي وتأثره بالخدع الإعلامية التي استهدفت تصويره كديكتاتور أو طاغية , إضافة لانهيار تركيبة النظام بسبب تناقضات وصراعات داخلية بين أقطابه .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.