وتكلمت سوريا: كلمات في خطاب الرئيس الأسد وفي البنية التحتية للخطاب

bashar-alassad

المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ـ تنوير ـ
بقلم: [عادل سمارة] – فلسطين المحتلة:

مستويان لحديث الرئيس الأسد هما ما تقول سوريا، وما لم تقله سوريا بعد، لكنها سوف تنطق به لأن دمشق لن تُغتال كما العراق وليبيا، سوف تنطق بالبنية التحتية للخطاب، حينها سيكتمل الخطاب والمعنى معاً.

لا نُعدد ولا نفصِّل ولا نقرِّض الخطاب هنا لأن سوريا الدولة والتاريخ من آرام إلى الأمويين إلى لحظة الصمود الكبير هذه تقول ما هو أبلغ وأشجع. بل قال رئيسها حديث حوار الأعصاب والعزيمة قبل القوة لأن القوة تأتي من العزيمة والإرادة وخاصة لأمة بتاريخ نقضاً لعصبية خطاب الغرب الذي أرساه هيجل أحد كبار آباء المركزانية الأوروبية بل الغربية التي ليست محض فلسفية فقد ولّدت هذه المركزانية تشريع كل هذا الذبح فمتى تتعظ توابعها من أنواع الطوائف التي تذبحنا من داخلنا طوائف في الدين والعقائد والسياسة والثقافة.

تقول البنية التحتية للخطاب، بأن معركتكم على سوريا ضرب من المحال فحتى قوة الطبيعة لا تقتلع هذه الأرض. قد تُمطر فيها ثلجاً أسوداً، لكنها الأم التي طوت من أمثالكم كُثر. أمُ ولادة وهذا يكفي.

تقول البنية التحتية للخطاب بأن سوريا وقد أخذها الزمن الأسود في لحظة ما فعششت الوهابية في الكثيرين، تدير بعقل وأعصاب بدأت مع التاريخ، والتاريخ لا ينتهي، تدير معركة مع ضواري الغرب التي تعوي وتتلوى من أجل دمنا، ولا تجرؤ على الإتيان. هذا ما أعلنه الكلام السطحي لقادة الغرب فور انتهاء الحديث لأنهم لم يروا الخطاب وما فيه من معنى.

ألقى الحديث مبادرة للضواري والعبيد للرعاة وللنعاج، ولكن الخطاب مختلف، لأن الصراع أعمق من حديث السياسة، وحتى من شباك التجسس التي تبدأ من تجنيد مخبر أكاديمي لجرد عدد النساء في مخيم اليرموك، وصولاً إلى فرق البحث عن الدرع الصاروخي في قيادة بني أمية. ويحار هؤلاء جميعاً. كيف لا وهم لا يرون بأن أسلحة الدمار الشامل هي التاريخ هي البنية التحتية للخطاب هي الناس التي رأت فصمدت.

كثيرة هي الأنظمة التي تصنع السلاح وتشتري السلاح وتستخدم السلاح، ولكنها لم تولد الإنسان المتجذر في الوطن. لقد قلنا دوماً: الأصل أن تكون وطنياً. أن تقاتل حتى لو كنت وحدك.

كان الحديث عن العبيد وموجات الإرهاب المستجلبة من أربعة أرجاء الأرض، بينما كانت البنية التحتية للخطاب ربما بكليتها مواجِهة وموجهة ومستهدِفة الطائفية. فالمعركة إذن إما الطائفية وإما العروبة، وليس على السوسيولوج والأنثروبولوج والمخبر إلا أن يقرأوا. سطح المعركة مع المسلحين وضواري الإمبريالية وبنيتها التحتية اشتباك الاستماتة مع الطائفية التي تعشش تحت جلود لا يُداويها سوى الحريق. ماذا نصنع للجهل وماذا نقول للقطيع؟ لم يذكر الحديث أحداً بالإسم لا شخصاً ولا نظاماً. ولكن الخطاب التحتي يسجلهم قائمة بالأسماء، طائفة طائفة فردا فرداً، كل كتابه على ظهره.

تقول البنية التحتية للخطاب بأن كثيراً حتى من الشرفاء يقفون على أرضية طائفية وينقدون الطائفية صباح مساء. لكنهم يعانون فُصام الخطاب، سطحه تقدمي وباطنه طائفي. وكأن بنا نقول اليوم بأن المعركة المقبلة هي معركة العروبة مع بُنى الطوائف أياَّ كانت، فليس أسهل ان يقلب الطائفي ظهر المِجنْ. طائفة لا تكفي، وحزب لا يكفي ورجال دون نساء لا يكفون. وبالكاد جميعاً نصد الهجمة. فماذا بعد، إن قتلت العدو وقتلتني! تقول البنية التحتية للخطاب بأن المعركة قومية بلا مواربة، وبأن ما يدور اليوم هو مقدمتها. ونقول بدورنا، ذات مرحلة سوف ترتفع المعركة بعد انتصار سوريا إلى معركة الطبقات الشعبية لا محالة.

كأن بنية الخطاب التحتية تقول أنظروا وقد أتت الطائفية معهم إلى بغداد فذبح العراقُ العراقَ[1]. وقام العدو بإعادة إنتاج مختلف الطوائف والأقوام دوراً بعد دور ولذا لا يزال العراق ذبيحاً.

وأوغلوا بعدُ في ليبيا وهم اليوم في اليمن بل وكل مكان. هكذا أتت فرنجة راس المال تمتطي هذه المرة أنسال الوهابية.

يقول الخطاب التحتي بما فيه من معنى بأن هذا مصير العروبة كلها؟ فالطائفية حينما تُثمر يكون زقُّومها سياسيا، ليخرج من السنة والشيعة نسلاً سياسياً وثقافيا وعقيديا هذه المرة يصطف مع بلاك ووتر في بغداد ومع الناتو في ليبيا باسم الحرية والديمقراطية، إنه اغتيال الوطن من أجل السلطة وحينها يكون التمترس بالسلطة حتى لو ذاب الوطن كقطعة ثلج في صيف قائظ. لا مشكلة ولا تأنيب ضمير لدى الطائفي. لتقول البنية التحتية للخطاب: لن يحصل هذا في سوريا.

تقول البنية التحتية للخطاب ، ابتعدوا قليلا عن طرابلس الغرب وطرابلس الشرق وبغداد، وصنعاء، وانظروا ماذا في مصر؟ دعكم من السطح، وانظروا في الباطن حيث لا شيعة في مصر. بل دعوا كل شيء وانظروا فقط لما يلي:

دستور إخواني يرفض إخوان الإخوان بعض جوانبه بينما لا يرفضون منه ما ينفي أكثر من عشرة ملايين من النصارى! أليست هذه طائفية؟ إخوان الإخوان، يتحالفون مع أنسال النظام السابق باسم الناصرية وينحصرون في إقليمية مصرية جوهرها التبعية. يتوافق الإخوان وإخوانهم على تغطية كامب ديفيد من برد الصحراء المصرية ويحرسون أنفاق غزة من السلاح السوري. الإخوان وإخوان الإخوان يتسابقون على فتح خطوط ساخنة مع ضواري الإمبريالية ذهاباً وإياياً إلى البيت الأبيض والبنتاغون، أليست هذه طائفية سياسية، بينما تدَلِّي الإمبريالية شفاهها، السكرى بدمنا، في عِبَّها المليىء بالفسق والدنس قائلة: أهٍ يا روث التاريخ والمرحلة لو تفهموا بأنني احتضر! إخوان الإخوان يتحالفون مع أمين الجامعة الذي استجدى مذبحة الناتو في ليبيا، وهو من نفس الطائفية؟ ويغضون الطرف عن وريثه وهو يستجدي المذبحة لسوريا! كل هذا من أجل السلطة. إعلام الإعماء في مصر تشتبك جناحاه معاً ولا يتصالحان سوى على سوريا. إعلام الوهابية (الإعلام الحر غير الرسمي) ينهش إعلام الإخوان والعكس صحيح وكلاهما يعب من أموال الريع النفطي ويتصالحان في تسويق مذبحة سوريا. هذا باسم سيد قطب وذاك باسم عبد الناصر فهل يصالح عبد الناصر سيد السيوف وتكفير أممٍ بأكملها يشحذ سيوفه لذبحها او تتوب إليه وليس إلى الله.

رموز إخوان الإخوان تمارس الذَّلة في ثغاء يسار يُقاتل الوهابية وقوى الدين السياسي والسلفية في مصر ويُرسل رسائل عشق ٍ للقتل الوهابي على الشاشات في سوريا. فهل يتلاقى لينين والقرضاوي! أما ومصر هكذا، فكيف ستكون أرض النبي!
يسار إخوان الإخوان في حلف مع رأس المال بطوائفه، لا تعجبوا فلراس المال طوائف كمبرادورية وطفيلية، وتجارية، وحتى محلية كلها تمتص دماء من حاولوا الثورة. كيف يكون هذا؟ ويجادل مثقفوا اليسار بأن المذبحة في سوريا طبقية! …حبذا.

البنية التحتية للخطاب تقول ببلاغة لا تحتاج إلى تفسير: ماذا بعد؟ هل فهمتم ما يُدار ضد سوريا؟ هل لديكم جميعاً، نعم جميعاً، الحد الأدنى من جرأة النساء والرجال لتختاروا الاعتذار ولو للحظة، ثم تتراجعوا، تقدموا الاعتذار لسوريا، أو نقد الذات. وإن لم يكن فلا أقل من الصمت، فهو ابلغ. فإذا كان الحديث قد دعى الإرهابي لرمي سلاحه وألقى عليه السلام والأمان في بيت أبي سفيان الأموي، أو في بيت الرسول نفسه، فأمام كثيرين وكثيرات كَتَبَةً ومثقفين ومخبرين ومخبرات أمامهم لحظة صدق ليلقوا أقلامهم، ولا حاجة أن يعتذروا.
تقول البنية التحتية للخطاب، لمن يرى ويسمع بأن الحديث وما احتواه عن الحرب على السطح هي المقدمات الموضوعية لحرب العرب من المحيط إلى الخليج. حرب التطهير من مختلف الطائفيات الدينية والطائفيات العقيدية والطائفيات السياسية والطائفيات الجندرية والطائفيات الرأسمالية.

ولكن، لا حاجة أن يصطف المخبرون والمخروقين ليعلنوا التوبة، فهم أذل من هذا لأنهم لا يقررون ذلك. ولكن، كما سكت بعضهم فليصمتوا كلهم. لا لشيىء أخلاقي فيهم ولا لأنه الوطن، فعلى الأقل لأن بنية الخطاب التحتية تؤكد أن سيدهم يدوخ. ألا يبصرون بأن السيد سليمان ميت تحمله عصاه!

تقول البنية التحتية للخطاب، بأن روسيا جميلة والصين عظيمة، وإيران صديقة، ولكن سوريا أجمل وأعظم وأرسخ.

وتقول بنية الخطاب العليا بأن فلسطين قضيتنا،أما بنيته التحتية فتقول بأن فلسطينيين وفلسطينيات كُثر مدَّدوا فلسطين للذبح من الكنيست إلى اختراق اليرموك بالإخبار وتسريب “الجيش الحر” إلى مخادع نسوتنا! هل تورط هؤلاء في الاعتقاد بأن الشام زائلة فليلحقوا لهم لقمة خبز من على موائد الأوغاد! هل هذا نظير ما قدمته دمشق! وتقول البنية التحتية للخطاب، كل هؤلاء بدءاً ممن مسح عدد زوايا بيوت المخيم إلى الذين نهبوا مصاغ الأرامل في مخيم اليرموك. وهل لللاجئات مصاغاً!

[1] لولا انني شاهدت طائفياً عراقياً على قناة محترمة يفتخر بأنهم أسقطوا نظام “المقبور كما قال- صدام حسين، لما أوردت هذا المقتطف، وحبذا لو كان قول هذا صحيحاً. لكن المقتطف يكشف جوهر كل طائفي “حرص البنتاغون في كانون ثان 2005 على تشكيل فرق الموت من اكراد وشيعة لاستهداف قادة الثورة العراقيين (المقاومة) (اي البعثيين- ع.س) في عملية استدارة استراتيجية استعيرت من الصراع الذي خاضته امريكا قبل عشرين عاماً في امريكا الوسطى…أُرسلت قوات أمريكية وعراقية لقتل واختطاف قادة مقاومة حتى وهم في سوريا التي كانت مأوىً لهم… وبالاتجاه الآخر قامت أل سي.آي.إيه، و أم 16 (المخابرات البريطانية-ع.س) بتوجيه وحدات “القاعدة في العراق” لاستهداف واغتيال السكان الشيعة… من ا لمهم أن فرق الموت كانت مرتبطة وموجهة تحت غطاء بالقوات الخاصة الأميركية…روبرت ستيفن فورد الذي صار لاحقا سفير امريكا في العراق كان مع فريق نيجروبونتي في بغداد 2004-2005. وفي كانون ثان 2004 أُنتدب إلى مدينة النجف الشيعية والمعقل القوي لجيش المهدي (قوات مقتدى الصدر ، ع.س) حيث اقام معه التواصل الأولي…”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.