ليلة “القبض” على”الهاوية المالية” الأميركية

gold

قناة الميادين:

دخلت الولايات المتحدة اليوم الأخير من العام 2012 من دون التوّصل إلى إاتفاق يجنّب البلاد خطة تقشفية حادة، في وقت تبادل باراك اوباما والجمهوريون الإتهامات بالمسؤولية عن أزمة “الهاوية المالية”.وقال زعيم الاغلبية الديموقراطية هاري ريد من منصة مجلس الشيوخ: “ثمة هوّة كبيرة بين الطرفين، إلاّ أن المفاوضات مستمرة. ما زال لدينا وقت للتوصل إلى حل ولدينا النيّة لمواصلة التفاوض”.وأضاف ريد الذي يقود مفاوضات مع زعيم الأقلية الجمهورية ميتش ماك كونل لمحاولة التوّصل إلى تسوية اللحظة الأخيرة “سيكون لدينا، كما آمل، أمور أخرى نعلنها”.

وكان ماك كونل أقرّ قبيل ذلك بالمأزق الذي وصلت إليه المفاوضات كاشفاً عن اتصالات مع نائب الرئيس جو بايدن الذي يعرفه منذ زمن طويل كزميل له في مجلس الشيوخ، سعياً لفتح كوّة في جدار الأزمة قبل ساعات قليلة من إنتهاء المهلة.وفي حال تعذّر الإتفاق، ستدخل عند منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء تلقائيا حيّز التنفيذ تدابير تقشفية متفّق عليها منذ زمن طويل وتلحظ خصوصاً زيادة عامة للضرائب وإقتطاعات كبيرة في نفقات الدولة الفدرالية. وهذا الوضع يهدد باعادة الولايات المتحدة أكبر اقتصاد عالمي إلى الإنكماش بحسب تحذيرات خبراء إقتصاديين.وبالتوازي، رفع الرئيس باراك أوباما حدّة التوتر محمّلاً في مقابلة تلفزيونية الجمهوريين مسؤولية الأزمة الحالية لأنهم غير قادرين على إستيعاب فكرة أن “الضرائب على الأميركيين الأكثر ثراء يجب أنّ تزاد قليلا”.

واستدعت هذه التصريحات ردّاً سريعاً وقوياً لرئيس مجلس النواب جون باينر الذي قال إن “الأميركيين إنتخبوا الرئيس أوباما ليقود لا ليتهم”، منتقداً رفض اوباما “الوقوف في وجه حزبه”.ومن العوامل التي تؤدي دوراً أساسياً في صلب المعضلة الراهنة هي التخفيضات الضريبية الموروثة من عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الأبن. ويريد اوباما وقف العمل بها بالنسبة للأسر ذي المداخيل التي تفوق 250 الف دولار سنوياً، في حين يرفض الجمهوريون أيّ زيادة على الضرائب ويطالبون خصوصا بتقليص النفقات لتخفيض العجز.

مع ذلك، لا يبدو أن أيّا من الطرفين له مصلحة فعلية في نجاح المفاوضات الجارية لحلّ هذه الأزمة الجديدة التي تضاف إلى أزمات كثيرة سبقتها منذ سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب قبل عامين.ففي حال الفشل، سيحقق أوباما مطلبه بزيادة مساهمات الطبقات الميسورة، كما أنه لن يعود على الجمهوريين سوى التصويت بعد الأول من كانون الثاني/ يناير على تخفيضات ضريبية جديدة على الطبقة الوسطى من دون النكث بوعودهم بعدم زيادة الضرائب.وتطرّق السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام عبر قناة فوكس نيوز إلى هذا الوضع.

وقال “أبلى الرئيس البلاء الحسن، لقد صمد طويلاً. إنه سيحصل على زيادات في المعدلات الضريبية”. إلاّ أنه أضاف أن “الخبر السيء لهذا البلد هو أننا لم نحرز سوى القليل من التقدم (…) للخروج من مديونيتنا”.وما زال يتعين إقرار إتفاق محتمل في مجلسي الشيوخ والنواب بالبنود نفسها، وهو ما يبدو صعب المنال في ظل المعارضة التي ظهرت مؤخراً من النواب الجمهوريين للخطة التي تقدم بها باينر قبل عيد الميلاد وتمّ رفضها مسبقا من الديموقراطيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.