إجتماع روسي – خليجي على الحل السياسي في سوريا

موقع العهد الإخباري-

علي حسن:

جملة من الاتفاقيات والنقاط المشتركة كانت محصلة الاجتماع الوزاري السادس الذي جرى بين كل من موسكو ومجلس التعاون الخليجي والذي استضافته العاصمة الروسية. البيان الختامي الذي أكد على ضرورة تضافر الجهود لتحقيق السلام والاستقرار العالمي واحترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها رحب بالجهود الخليجية المبذولة لحل الأزمة الأوكرانية وفقًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتوقف المشاركون طويلًا حول المشهد السوري في ظل التغيرات المتلاحقة.

دعم قوي وغير مشروط لجهود المبعوث الأممي إلى سورية

وعن نتائج المباحثات في الموضوع السوري قال المحلل السياسي خالد عامر لموقع “العهد” الإخباري إن الطرفين أكدا على ضرورة دعم الجهود الديبلوماسية التي يبذلها المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها وتحقيق السلام الدائم فيها، مشيرًا الى أن المتابع للتغيرات التي طرأت على الموقف الخليجي من الأزمة السورية يلاحظ حجم الانعطافة التي أصابت مواقفهم منذ بداية الأزمة وتحديداً منذ بدء الحوار الإستراتيجي الخليجي الروسي في العام 2011، واضاف أن لهذه التغيرات أسبابًا كثيرة أبرزها إدراك دول مجلس التعاون عقم سياستهم في سورية والنتائج الكارثية التي ترتبت عليها فضلًا عن الأموال الطائلة التي أنفقوها في هذا المجال.

وأكد عامر أن دول الخليج لم تكن تنطلق من مصالحها الشخصية عندما تبنت هذه السياسة بل كانت ارضاء للمصالح الأمريكية وسياستها الإجرامية في منطقتنا العربية موضحًا أن التغير في السياسة الخليجية في سورية ليس مرده إلى فشل سياستها هناك فحسب بل نتيجة نهوض قوى كبرى على مستوى العالم كالصين وروسيا وتعاون هذه الدول مع الدول المعادية للهيمنة الأمريكية في العالم كالجمهورية الإسلامية الإيرانية، كل هذا دفع العالم إلى نوع جديد من التوازنات التي كانت موجودة قبيل انتهاء الحرب الباردة ودفعت دول الخليج إلى إتخاذ مواقف أكثر توازنا وأبعد نوعاً ما عن السياسة الأمريكية التي طالما التزمت بها.

حرب اليمن حرمت السعوديين من ممارسة هوايتهم في أفغنة سورية

وفي مقاربة أخرى للتغير الملموس للسياسة الخليجية وخاصة السعودية في سورية رأى المحلل السياسي اسماعيل مطر لموقع “العهد” الإخباري أن العدوان السعودي على اليمن من خلال ما سمي بعاصفة الحزم أدى إلى إضعاف الموقف السعودي في المنطقة ودمر الكثير من المحاذير والتخوفات التي كانت تدفع روسيا لتأجيل تدخلها في سورية خاصة وأنه كان هناك الكثير من النقاشات داخل الحكومة الروسية من أجل تجنب تحويل سورية إلى ساحة استنزاف لروسيا على الطريقه التي تم بها استنزافها في أفغانستان في الثمانينيات وكانت السعودية قد وضعت في مواجهة السوفييت وأوكل إليها تقديم كل الدعم المالي والعسكري لمواجهة السوفييت في أفغانستان إلا أن تورط السعوديه في عاصفة الحزم والاخفاقات العسكرية المتتالية لها هناك جعل الروس في موقع مريح يبعدهم تماما عن الابتزاز السعودي فلم تنقضي عدة أشهر على بدء التورط السعودي في اليمن حتى اتخذت القيادة الروسية قرارها الاستراتيجي بالتدخل العسكري في سوريا لمواجهة الإرهابيين.

وختم مطر كلامه بالقول إن دول التعاون الخليجي تتكيف دائمًا مع المتغيرات وقد تغير بعضًا من سياستها إلا أن هذه التغيير سيكون بطيئا وسيبقى محصورًا في خطوات محددة من دون الرهان على تغيير شامل وجذري فيه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.