الحريري ـ صقر بالجرم المشهود -2

صقر يدير غرف عمليات عسكرية بين لبنان وتركيا

صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
رضوان مرتضى:

لم تقتصر مهمات النائب عقاب صقر على توفير السلاح لمقاتلي المعارضة السورية. التسجيلات تكشف دوره المحوري في متابعة إدارة العمليات العسكرية على الأراضي السورية، وقيادته غرف عمليات عسكرية منتشرة في كل من تركيا ولبنان

اشترط مصدر تسجيلات «الحريري ـــــ صقر» تزويد «الأخبار» بالأدلة والوثائق تباعاً وفق قاعدة: «اُنشر تحصل على المزيد». لكنه استبق ذلك بإرسال مجموعة من التسجيلات تكفي لإثبات تورّط رئيس الحكومة السابق والنائب في تيّاره في لعبة الدم السوري. وإذ أكّد المصدر أنه لا يزال في صفوف المعارضة السورية «مقاوماً النظام الظالم»، قال إنّ «رأسي بات مطلوباً لدى الطرفين»، النظام والمعارضة. وهو، لإثبات صدقيته واكتساب الثقة، زوّد «الأخبار» بعدة صور خاصة لصقر في أكثر من موقع، وتحدّث عن تفاصيل عايشها طوال أكثر من سنة بصحبة النائب صقر في «غرف عمليات الثورة» في تركيا. وكشف طبيعة عمل هذه الغرف وروّادها والمشرفين عليها، مشيراً الى أن قيادات المعارضة السورية المسلّحة تجتمع فيها دورياً في حضور صقر، ومندوب من كل من قطر وتركيا والسعودية. وأوضح أن المندوبين الثلاثة يقدمون مداخلات وأحياناً تعليمات وتوجيهات عامة عن ضرورة إيصال الذخيرة المناسبة إلى الأمكنة المناسبة، وخصوصاً أن أخطاءً عدة حصلت في هذا الشأن. ففي إحدى المرّات، مثلاً، أُرسلت ذخائر لرشاشات «فال» الى مجموعات مقاتلة لا تملك غير رشاشات كلاشنيكوف. لذلك، صار يجري التدقيق في الحشوات عند تقسيم مخصصات كل منطقة، لجهة التأكد من إرسال الحشوات المناسبة للقواذف التي سبق أن أُرسلت. وفي مراحل متقدمة أُعطيت التعليمات بتزويد سيارات الإمداد بشحنات متفجرة تمكّن من تفجيرها اذا ضُبطت أو وقعت في كمين، لافتاً إلى أن التشدّد وصل إلى محاسبة كل مسؤول عن أي طلقة من الذخيرة تصادرها قوات النظام أثناء نقلها.
المصدر كشف أيضاً عن وجود غرفة عمليات في لبنان وصفها بـ«الناشطة في الثورة السورية»، وقال إنها مرتبطة بتركيا مباشرة. وأشار إلى أن الغرفة موجودة في الشمال يعمل فيها ستة شبان سوريين إضافة الى عدد من اللبنانيين. وكشف أن القياديين السوريين الذين يوفدون إلى لبنان يُستقبلون في فيلا في منطقة فقرا. واشار الى أنه في إحدى زياراته لبنان، برفقة شبان آخرين، نزل في الفيلا المذكورة وقبضوا مخصصات مالية، مشيراً الى أنه في كل مرة يُتداول فيها وجود «قبضة مصاري كبيرة يقال رايحين على فقرا أو جايين من فقرا». وأوضح أن ضابطاً لبنانياً متقاعداً زار تركيا مرات عدة يتولى إدارة هذا المكتب. وأضاف أن الضابط نفسه كان يتّصل بغرفة عمليات تركيا للاستفسار عن شحنات الأسلحة التي تُرسل إلى المناطق السورية، وأن النائب صقر «عمّم علينا» تنفيذ كل ما يطلب. وكشف أن معظم تحويلات صقر كانت تتم عبر شركة التحويل ص.، التي تجري معظم معاملاتها بشكل مخالف للقانون لا يُمكن ضبطه.
وعن علاقة صقر بإرسال سفينة «لطف الله 2» التي ضُبطت في الشمال وعلى متنها أسلحة قادمة من ليبيا، أكد المصدر تورّط أعضاء في «المجلس الوطني السوري» في هذه القضية بالاتفاق مع الليبيين والعقيد مالك الكردي، نافياً أي علاقة لنائب المستقبل أو للضابط المتقاعد بهذه القضية. وقال إنّ الأول «استشاط غضباً يومها وقال إنّ هؤلاء جميعاً مخترقون من النظام» السوري.
وميّز المصدر بين رئيس فرع المعلومات الراحل اللواء وسام الحسن، وصقر على مستوى المعاملة. فذكر أنّ الأوّل «قدّم كثيراً للثورة»، كاشفاً أنّ الحسن «كثيراً ما كان يتدخّل عند توقيف أحد الشبّان في قضية تهريب سلاح لمساعدته وإخراجه»، مشيراً إلى أنّ بعض السوريين الذين كانوا يُوفدون إلى لبنان كانوا يلتقونه أحياناً، ولافتاً إلى دور أداه الحسن في إخراج الصحافيين الفرنسيين الذين حوصروا في حمص.
أما صقر، بحسب المصدر نفسه، فكان يتعامل بروح انتقامية مع من حوله، «وإذا غضب على أحد كان ينقله إلى كتيبة مقاتلة في الصفوف الأمامية سواء في حمص أو حلب»، مشيراً إلى أن ثلاثة شبان ممن كانوا يعملون معه «استُشهدوا بهذه الطريقة». وروى قصة «مندوب تسليح اللاذقية» الشاب حسام قدور الملقب بـ«أبو الفضل» الذي أرسله النائب اللبناني لتجربة صواريخ «وعاد محمّلاً ولا يزال إلى اليوم يرقد في العناية المركّزة». فأوضح أن صقر طلب من أبو الفضل مقاطع مصوّرة له يُطلق فيها صواريخ في منطقة الحفة «علماً أن عقاب كان يعلم جيداً أنّ قوات النظام في الحفّة مجهزة برادارات مزودة بصواريخ موجهة تقصف فوراً مكان إطلاق الصاروخ»، جازماً بأن صقر «أرسل الشاب إلى الموت»، بل «ومنع عنه سيارات الإسعاف التي غالباً ما تصل خلال نصف ساعة، إلا أنها تأخرت ثلاث ساعات ذلك اليوم».
في واحد من تسجيلَي اليوم، يطلب صقر، في اتصال مع مجهول، أنواعاً من الذخائر والأسلحة، من بينها رشاشات ورصاص رشّاشات وقذائف آر بي جي، كما يسأله عن أسلحة مضادة للطائرات والدبابات. خبراء الصوت اختلفوا في تحديد صاحب الصوت؛ إذ أكّد أحدهم أنّه النائب سعد الحريري، فيما نفى ذلك آخرون.
وفي تسجيل آخر، تظهر أجواء غرفة العمليات التي يتولّاها صقر في تركيا. النقاشات والاتصالات وآليات التنسيق. يُسمع في هذا التسجيل صوت كل من عقاب صقر ولؤي المقداد ومسؤول التسليح في حماه وريفها المدعو أبو رشاد.

نص التسجيل

مجهول: ألو.
عقاب صقر: ألو.
مجهول: اي خيي.
صقر: اي.
مجهول: شو المطلوب شو لازمو؟

صقر: مطلوب رشاشات ورصاص ومطلوب رصاص بي كي سي وقذائف آربي جي سلاح نوعي لحلب وريف حلب ومنطقة ادلب.
مجهول: أي مناطق تحديداً؟
صقر: حلب وريف حلب. أعزاز والمناطق المحاصرة. بادلب مناطق محاصرة مجموعة مناطق عمبتتعرض لهجوم شرس حاليا وبأسرع وقت ممكن لازم تأمين هيدي الطلبية.
مجهول: طيب بس شو النوعي تحديداً؟
صقر: ما عرفت. ما في شي محدد. بس الطلبية مبدئيا مضاد طيارات ومضاد دبابات مع السلاح العادي أو الخفيف

مجهول: ماشي ماشي.

التعليقات مغلقة.