المصيبة تجمع “14 آذار” والمعارضة السورية: الأميركي خذلنا

hariri_saker_mekdad

موقع النشرة الإخباري ـ
ماهر الخطيب:

منذ بداية الأحداث السورية، ظهرت إلى العلن وحدة الحال بين كل من قوى الرابع عشر من آذار والمعارضة السورية، لا سيما أن الأولى تعتبر أن التخلص من النظام السوري من أهم أهدافها الأساسية، في سبيل العودة إلى السلطة بعد أن خسرتها بقرار منه، ومع الوقت تأكدت هذه الوحدة من خلال الشراكة في الشعارات والمواقف.
في الأيام الأخيرة، راهن الفريقان على التخلص من النظام السوري، أو على الأقل إضعافه، من خلال الضربة التي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها ستوجهها له، لكن مع التراجع الأميركي أصيبا بخيبة كبيرة ظهرت إلى العلن سريعاً.

السعودية تدير الفريقين

في البداية، تشير مصادر متابعة إلى أن الترابط بالمصالح بين الفريقين يعود إلى دور القيادة السعودية في توجيههما، سواء من خلال تيار “المستقبل” أو من خلال “الإئتلاف الوطني السوري” المعارض، بعد أن انتقلت ادارة الملفين السوري واللبناني من القيادة القطرية إليها، وتلفت إلى ان تشابك الملفات بين البلدين ساعد كثيراً على الوصول إلى هذه المرحلة.
وتوضح المصادر المتابعة أن قوى الرابع عشر من آذار تشارك قوى المعارضة السورية العداء للنظام السوري، وهذا الأمر كان واضحاً من خلال الدعم الذي قدم له على مختلف المستويات السياسية والمادية، لا بل حتى على المستوى العسكري من خلال تورط بعض الرموز في إرسال السلاح والمسلحين إلى الكتائب السورية المقاتلة.
ومن جهة ثانية، تشير المصادر نفسها إلى أن الجانبين يدركان جيداً أن سقوط أي منهما يعني سقوط الآخر، والعكس صحيح، حيث من غير الوارد وصول رئيس حكومة في لبنان تابع مباشرة لتيار “المستقبل” إلى السلطة، في ظل وجود الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، إلا بحال الوصول إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية، الأمر الذي لا يزال مستبعداً حتى الساعة.
وفي هذا السياق، تلفت المصادر الى التراجع السعودي، في الأيام الأخيرة، عن الموافقة على مشاركة “حزب الله” في الحكومة بعد الإعلان الأميركي عن الرغبة في توجيه ضربة عسكرية لسوريا، وتعتبر أن هذا الأمر يؤكد على الترابط بين الأوضاع على الساحتين اللبنانية والسورية بشكل كامل من وجهة نظر المملكة، مع الإشارة إلى أن هذا الشرط كان رداً على مشاركة الحزب في القتال إلى جانب النظام السوري في معارك القصير.

هل الأميركي خذلهما؟

على صعيد متصل، ترفض قوى الرابع عشر من آذار، حتى الساعة، الإعتراف بأنها كانت تراهن على الضربة العسكرية من أجل تغيير موازين القوى على الساحة المحلية، وتشدد على أنها لم تكن في يوم من الأيام تراهن على هذا الموضوع، بالرغم من تأكيد مصادرها أنها كانت ترى أنها ضرورية من أجل معاقبة النظام السوري على الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه.
وفي هذا السياق، تشير مصادر نيابية في كتلة “المستقبل” إلى أنها منذ البداية تدعو إلى تحييد لبنان عن تداعيات الأحداث السورية، لا سيما أن اللعبة باتت أكبر من سوريا ولبنان، ومن هذا المنطلق تشير إلى أنها لم تكن تراهن على الضربة الأميركية، وتوضح أن رفض مشاركة “حزب الله” في الحكومة كان منذ اليوم الأول لتكليف النائب تمام سلام بتشكيلها، حيث أن المطلوب الوصول إلى حكومة حيادية تتولى إدارة شؤون البلاد في هذه المرحلة الصعبة.
من جانبها، ترفض مصادر في “الإئتلاف الوطني السوري” الإعتراف بأن الضربة العسكرية باتت من الماضي، وتشير إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب من الكونغرس تأجيل التصويت عليها، بسبب الاقتراح الروسي المقدم، لكنه لم يسحب المشروع من التداول، وتشدد على أن النظام السوري لم يلتزم بوضع الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية حتى لو أعلن ذلك، وتلفت إلى أنه يناور منذ بداية الأزمة.
من جهة ثانية، تشير المصادر نفسها إلى أن قوى المعارضة تعلم جيداً أن الدول الكبرى تبحث عن مصالحها بالدرجة الأولى، وتلفت إلى أن المجتمع الدولي منذ البداية يرفض التدخل من أجل حماية الشعب في هذه الحرب، وتعتبر أن الأميركي سيخذل السوريين في حال تراجع عن القرار الذي هلل له طوال الفترة الأخيرة.

في المحصلة، كان كل من قوى الرابع عشر من آذار و”الإئتلاف الوطني السوري” يراهن على الضربة العسكرية لسوريا من أجل تحسين شروطه، لكن الأميركي على ما يبدو يتجه لخذلهما بسبب مصالحه الخاصة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.