بندر على حد السكين السوري

bandar ben soltan
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

قرار باراك اوباما بشن عدوان على سوريا كان بمثابة قرار تنحية لبندر بن سلطان عن قيادة الحرب بعد هزائم عصابات القاعدة أمام الجيش العربي السوري وقد نقل الرئيس الأميركي المهمة إلى الجنرال ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية رسميا وبعدما كسر رتبة بندر بلا رحمة وضعه وجحافل الرعاع والمجرمين والتكفيريين التي يديرها بتصرف القائد الجديد للعدوان .

أولا تبدو لعنة الحرب على سوريا مثل الغولة التي تلتلهم المتورطين وتدحرج رؤوسهم تباعا في أزمان قياسية وتظهر الأحداث أن الفشل يتربص بمجرمي هذه الحرب من قادة دول واجهزة استخبارات تصيبهم اللعنة ويقفون مشلولين أمام البلد الذي امتاز عبر التاريخ بأنه عصي على الغزاة والمعتدين .

منذ عامين ونصف أغرقت لعنة سوريا الكثيرين : الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي طار من الإليزيه وصمد الرئيس بشار الأسد ، رجب طيب أردوغان غرق وأغرق تركيا في مأزق كبير سياسيا واقتصاديا وأمنيا وجميع المؤشرات تدل على أنه خسر الكثير من سمعته السياسية ومن رصيده الشعبي وانتقلت الانقسامات إلى صفوف حزبه ، هيلاري كلينتون وديفيد بيترايوس سقطا بلعنة الفشل في الحرب على سوريا التي قادا فصولها السياسية والعسكرية بالشراكة ، حكم الحمدين في قطر تدحرج بقرار اميركي نتيجة مأزق العدوان على سوريا والتنظيم العالمي للأخوان المسلمين خسر حكم مصر الذي انتظره ما يزيد على ثمانين عاما وخسرت معه الولايات المتحدة رهانها على عشرين عاما من حكم الأخوان في المنطقة بينما شرعت ثورة الشعب المصري تولد صحوة قومية تدفع بالقاهرة لمعانقة دمشق رغم توضيب واشنطن لسلال المال الخليجي علها تكبح جموح التحولات المقبلة كالقدر المحتوم وبلغ الزلزال جيمع قواعد الحكم التي نصبت في عهدة الأخوان وما يعادلهم ضمن الموجة الغربية لتوضيب ما سمي بالربيع لحماية أمن إسرائيل بينما اضطرت حماس ان تعود متوسلة إلى حضن المحور الذي سلخت عنه بتدبير حلف المعتدين على سوريا الذي جرف قيادتها السياسية وفشل في جر كتائبها المقاومة داخل فلسطين.

ثانيا في مناخ الفشل والانهيارات الكبيرة كلف بندر بقيادة الفصل السابق من العدوان على سوريا بعد تعطيل الولايات المتحدة لصيغة موسكو المتعلقة بجنيف 2 وذلك لقدرته الموثوقة والمجربة منذ الثمانينات في حشد فلول القاعدة متعددة الجنسيات التي عمل أركان الإدارة الأميركية يوم أمس على تلميع صورتها بسيل من الأكاذيب أمام لجان الكونغرس ضمن حملتهم لتسويق قرار الحرب على سوريا .

القرار بذاته كان اعترافا بفشل القاعدة وهزيمتها وبالتالي بفشل بندر وخطته التي صرفت لها مليارات سعودية وخليجية واصطدمت بقوة الجيش العربي السوري وبصمود الشعب السوري وبدعمه لدولته الوطنية ولزعيم سوريا الرئيس بشار الأسد فالأصل في خطة بيترايوس للحروب غير المباشرة هو عجز الإمبراطورية الأميركية عن شن غزوات جديدة بعد هزائمها في العراق وأفغانستان وفي حروب إسرائيل المكبلة بمنظومات الردع الإقليمية التي اقامها محور المقاومة وبعدما فشلت إسرائيل في توسيع دورها الذي دشنته بغارات على سوريا ردت عليها سوريا وحزب الله بتغيير شامل في قواعد الصراع مما أفقد الصهاينة أي قدرة على المبادرة دون المغامرة بالحرب الشاملة التي تقرع أبواب المنطقة اليوم بعد قرار أوباما بشن حملة عسكرية اميركية إسرائيلية عالمية على سوريا لإنقاذ العصابات البندرية من الفشل وهو رهان حلف العدوان الأخير.

ثالثا خلال خمسة أشهر هزمت عصابات بندر في ريف اللاذقية وعجزت عن إحراز أي تقدم في حلب ولم تستطع تغيير التوازن في دير الزور ولا أن تحدث خرقا جديا في محافظة درعا يتعدى الشريط الحدودي الرقيق مع الأردن واندحرت في محافظة إدلب مؤخرا وسحقت في الغوطة ولم تفلح قواتها المدربة على يد ضباط الحلف الأميركي البريطاني الفرنسي في الأردن بأن تعدل مجرى القتال الراجح لصالح الجيش السوري خلال الأسبوعين الماضيين.

هذه الحصيلة دفعت أوباما لاتخاذ قرار الحرب في حشرة زمن يضيق خناقه فقد قال له مستشاروه وقادة مخابراته إنه لو استمرت الأموار على منوالها سيتمكن الجيش العربي السوري من قلب التوازنات وانتزاع النصر حتى نهاية السنة موعد الاستدارة الأميركية للتفاوض مع روسيا وإيران بحثا عن خروج آمن من مستنقع أفغانستان مما سيرغم اوباما على دفع أثمان كثيرة إذا خسر في سوريا في حين سيكون قادة الجيش والأمن في سوريا قد انتقلوا عام 2014 لمطاردة الإرهابيين وسحق بقاياهم بحيث يصبح المخرج الوحيد المتاح لمن ينجو هو الفرار من سوريا والارتداد إلى ساحات اخرى من المنطقة والعالم وهو أمر متوقع في منطق الأحداث .

بدا فشل بندر نذير هزيمة كبرى ومكلفة للإمبراطورية الأميركية التي تهاوت أكاذيبها عن الإرهاب وسقط كل ادعائها عن الديمقراطية والإصلاح وسقط القناع عن وجهها الاستعماري القبيح دفعة واحدة فقد تهاوت رواية الإصلاح وظهر الغزو الأجنبي عاريا بعد زوال المساحيق الخادعة وتوارت من المشهد دمى المعارضة العميلة ليحضر المستعمر بكل عدته وعتاده خلف القاعدة وهذا بذاته انتصار سياسي للدولة السورية قبل تحريك ردعها الصاروخي ضد المعتدين .

اليوم ، على بندر بن سلطان ان يفكر جديا بمصيره القاتم سواء أرغم اوباما على التراجع عن قرار الحرب ام خاضها وانهزم فزعيم القاعدة الفعلي في العالم ومؤسسها عالق على حد سكين الفشل ولعنة سوريا بانتظاره كسابقيه..

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.