جنين تجرف “كاسر الأمواج”

موقع العهد الإخباري-

مصطفى خازم:

تشكل الضفة الغربية اليوم الصخرة التي تتحطم عليها عنجهية الإحتلال وجبروته. على مدار عام كامل والإحتلال يحاول استعادة ما يسميه “الردع” في مواجهة الضفة التي خرجت مكلومة بعد “السور الواقي” في العام 2002. في ظل خذلان عربي ودولي، وحدها الضفة وقفت في وجه آلة الدمار الاسرائيلية وردّت عليها بأحسن رد في “ريشون لتسيون” بعملية استشهادية رممت كل ما حاول العدو تدمير من إرادة ومعنويّات عند بواسل الضفة.

يومها وبخلاف كل التوقعات التي رسمت سيناريو الإحباط والإنكسار خرج البطل القسامي الاستشهادي محمد جميل معمر(عودة)، في عز الجبروت الصهيوني وتزامنًا مع بدء جلسة مباحثات في واشنطن بين رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك أرييل شارون والرئيس الأمريكي جورج بوش.. محطمًا كل هذا الجبروت بـ”كابوس” على حد وصف أحد شهود العيان يومها الذي قال: “سمعت انفجارًا رهيبًا، ورأيت بعيني الجثث تتطاير من النوافذ”.

ويومها أيضًا اعتقد البعض أن الضفة التي نكّل بها وبمدنها وقراها وصولًا إلى محاصرة مقر المقاطعة قد تم كيّ وعيها المقاوم، فكانت المفاجأة بخروجها من تحت ردم بيوت أهلها، قوية، صابرة، محتسبة.. ومقاتلة عند النقطة صفر.

اليوم، تثبت جنين ولوحدها مجددًا “أن العين تقاوم المخرز.. بل وتكسره” عند أطراف مخيمها.

آليات العدو تتطاير رغم تصفيحها الثقيل، جنود مرعوبون لا يتنقلون إلا بـ “الميركافا”، و”الفهد”.. ترافقهم جرافات D9 العملاقة المصفّحة والمسيّجة بشبّاك حديدية سميكة.

هي “الروح التي تقاتل”، وهذه المرّة عن كل ما سبق، تكتيكات جديدة، قدرات تصنيع محلية مذهلة تربك العدو الذي يتحدث عن استيراد تجربة العبوات، والأرض تثبت أنها ولاّدة.. وتنتج ألف ألف مهندس من العياش إلى النشرتي، سلسلة عَقدٍ مطرّز بأيدي حرائر المثلث، لا هوادة في مواجهة الإحتلال.

بحر دماء الشهداء في جنين من 2002 إلى اليوم يجرف “كاسر الأمواج”، ومهما طال الزمن، جنين منتصرة والإحتلال إلى زوال.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.