حزب الله والمستقبل والشتامون

hezbollah1

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

اندلعت موجة هستيرية من الحملات السياسية و الشتائمية ضد حزب الله بعد الهزيمة القاسية التي تلقاها حلف العدوان على سوريا بانتصار الجيش العربي السوري في القصير و قد توزع متحدثون حريريون على الشاشات يمارسون التحريض المذهبي و يدعون للفتنة المسلحة بكل فجور.

أولا كانت الحريرية أول المبادرين لإقحام لبنان في الأتون السوري و منذ آذار 2011 نظم الحريريون تهريب شحنات السلاح إلى الداخل السوري عبر لبنان و أقاموا غرف عمليات قيادية على الأرض اللبنانية كشفتها الصحف الأميركية التي اجرت مقابلات مع من أسمتهم ناشطين سوريين في احضان حزبي القوات و المستقبل من قلب بيروت بينما الحضن الجنبلاطي ظل في الجبل وفيه هاربون و ضباط و مرتزقة صواريخ  وعتاد حربي للبيع .

تيار المستقبل هو من ادخل خبراء و ضباطا أميركيين و فرنسيين إلى لبنان و استقدم عبر مطار بيروت ضباط مخابرات سعوديين و قطريين و إماراتيين أقاموا في غرف عمليات خاصة ببيروت و القلمون وهو من  استحضر قادة من القاعدة متعددي الجنسيات أدخلهم إلى سوريا بواسطة شبكات التهريب المتخصصة التي قادها نوابه من عكار و البقاع و الحريريون هم الذين استجلبوا بواخر السلاح و أفرغوا حمولاتها وخزنوها ثم نقلوها إلى سوريا و هم الذين شحنوا السلاح بزوارق الصيادين إلى بانياس السورية حيث مرفأ عبد الحليم خدام و الحريرية هي التي أوعزت لفرع المعلومات و ضباطه بالتنسيق مع شبكة القاعدة في سوريا و هي التي نسقت العلاقات بين جماعات التكفير الفلسطينية و بعض الحماسيين في لبنان و جبهة النصرة في سوريا التي وصلها المستقبل بالقوات والحريرية هي التي أوجدت غرفة عمليات في تركيا لقيادة المعارك في ريف إدلب و الحريرية هي نفسها التي أرسلت ضباطا من المعلومات لتنسيق شحن أسلحة ليبية إلى العصابات الإرهابية عبر تركيا و نفذ الضباط الحريريون كل ذلك تحت انف السلطات اللبنانية وعيونها و خرقوا القوانين اللبنانية بينما أقاموا اوكار التجنيد في لبنان و أمنوا شبكات الاتصالات المشفرة وتجهيزات التنصت المتطورة تقنيا لصالح العصابات التكفيرية في سوريا و ما يسمى بالجيش الحر والحريرية هي التي انتهكت الدستور و سلمت الشبكة الخليوية الثالثة للجماعات السورية العميلة للناتو بأمر سعودي و هذا كله غيض من فيض ادوار المستقبل في العدوان على سوريا.

ثانيا   كان حزب المستقبل طيلة عامين سياسيا و عمليا و إعلاميا أم الإرهاب و أباه في سوريا و بالتالي لا يحق لأي من متحدثيه أن يتهم حزب الله بالتدخل في سوريا او ان ينكر عليه حق اتخاذ الموقف الذي أعلنه جهارا من دون مواربة و خارج تقاليد العسس التي أتقنها المستقبليون في تدخلهم الذي فضحته الصحافة الأميركية و البريطانية و الفرنسية و الألمانية و الإيطالية في تحقيقات و تقارير متلاحقة.

امضى حزب الله الفترة الممتدة من آذار 2011 حتى مطلع العام الحالي محاولا إقناع المعارضات السورية بالحوار و منذ خطف الرهائن الذي تورط فيه الحريري و بانت بصماته في الجريمة غير مرة  و حزب الله يحاول إقناع الجماعات السورية المتورطة بالكف عن التصرفات الاستفزازية و العدائية للحزب و جمهوره بما في ذلك الاعتداءات المنظمة التي تعرض لها اللبنانيون المقيمون داخل الأراضي السورية منذ عقود و لم يبذل الحريري ومحازبوه أي جهد حقيقي يلاقي مناشدات حزب الله و محاولاته للحد من انتقال الحريق إلى لبنان و عندما ظهر التدخل الإسرائيلي السافر إلى جانب عصابات التكفير كان بديهيا ان يتخذ حزب الله المبادرة التي انتقل فيها من الدفاع عن اللبنانيين المقيمين داخل الأراضي السورية إلى الدفاع عن خطوط إمداده وعن أمن لبنان القومي و أمن المقاومة نفسها في وجه الكيان الصهيوني .

ثالثا  حزب الله هو القوة السياسية التي احتوت خطر الفتنة طيلة العامين الماضيين بطول البال و بالصبر على الاستفزاز و الشتائم و قد ثقف جمهوره بهذه الروحية بكل نجاح و هو يستحق الاحترام على ذلك لأنه حمى البلاد من حريق خطير دبرته الحريرية و عملت عليه وما تزال ليل نهار ناشطة سياسيا و إعلاميا لافتعاله .

يعرف الحريريون مقدار قوة الحزب و قد اختبروها مع شركاهم السابقين و اللاحقين و لكنهم كالعادة يبتزون الحزب و مناصريه بطول بالهم وبرفضهم الانجرار إلى الفتنة والحال على هذا المنوال منذ سبعة أعوام فالمستقبل و متطرفوه يميلون على هوى المشغلين السعوديين و هم كانوا بالأصل يراهنون على انتصار العدوان على سوريا و أعلن الشيخ سعد الحريري عزمه على العودة إلى بيروت من مطار دمشق كما رشح قاتل الرئيس رشيد كرامي لرئاسة الجمهورية بناء على خطة جيفري فيلتمان الذي نقل إلى الحريري منذ بداية الأحداث في سوريا وجود مخطط إسرائيلي لاجتياح لبنان و تصفية المقاومة بعد إسقاط سوريا و التذاكي الذي يمارسه بعض الحريريين لا يحجب تلك الحقائق غير المكتومة و لا يسقطها من حساب المحاكمة والمراجعة و لو تأخر استحقاق رفع الميزان و رصد التبعات و الأكلاف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.