على الهامش: العضاريط

ala-alhamesh1

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
“واللـه ما معاوية بأدهى منّي، ولكنه يغدر ويفجر”
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
منذ سنوات أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى وسفير أميركا السابق في لبنان جيفري فيلتمان في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي عن  قيام الولايات المتحدة بإنفاق أكثر من 500 مليون دولار في لبنان لتشويه صورة حزب الله لدى الشباب اللبناني.
وذكر فيلتمان في شهادته أن” الولايات المتحدة تقدم المساعدة والدعم في لبنان للذين يعملون على إيجاد بدائل للتطرف والحد من صورة حزب الله الإيجابية لدى الشباب اللبناني(…) لقد ساهمنا من خلال الوكالة الأميركية للتنمية ومبادرة الشراكة الشرق أوسطية بأكثر من 500 مليون دولار لهذه الجهود منذ عام 2006″.
وقد تجلّت حملة التشويه التي قام بها الذين وصل إلى جيوبهم بعضٌ من هذا المبلغ بصور عديدة، وتوزع منفذوها على مختلف وسائل الإعلام من الصحف والقنوات الفضائية إلى مواقع الأخبار وصفحات التواصل الاجتماعي.
والحق يقال فإن هؤلاء المنفذين استفرسوا في جهدهم، في حملة مستعرة مستمرة منذ سنوات لم تترك ميداناً سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو ثقافياً أو دينياً لم تواجه حزب الله وأهله ومجتمعه فيه. حتى لقد وُصم الحزب وأهله ومناطقه بأبشع الأوصاف تشويهاً له ولأهله ومناطقه وتنفيراً وتخويفاً للناس منهم.
وحين انبرى أنصار المقاومة من كل الطوائف للكتابة رداً على هذه الحملة المسيئة لفئة لبنانية هي جزء أساس من التركيبة الديمغرافية اللبنانية، وليست مسيئة فقط لحزب لبناني مقاوم، اتُّهم هؤلاء بأنهم يخوّنون منتقدي حزب الله ومقاومته وأنهم يمارسون شموليةً لا تسمح بوجود الرأي الآخر المنتقد أو المخالف.
لكن هل هي شمولية أن نقول للمتجني إنك كاذب ومتجنٍّ؟ هل هي شمولية أن نردّ على من يتهم المقاومة بالعمل لإيران بأنه لا منطق لديه في كلامه؟ هل من الشمولية أن نكذّب من يتهم شعب المقاومة بأنه شعب الكبتاغون وغير الكبتاغون من مفسدات؟
من حق أي شخص أن ينتقد أي شخص أو جهة، ومن حقه أن يعارضه أو يعارضها، وأن يكون له مبدأه السياسي الخاص به. لكن الواجب الأخلاقي، ولا أقول الصحافي مثلاً أو السياسي، يفرض على المنتقد أن يستعمل المنطق في نقده وفي سرده للوقائع، لا أن يبتدع وقائع لا منطق فيها أو لا رابط بينها وبين الجهة المنتَقدة. لكن هل نرجو من الذي ملأ جيبه بجزء من الأموال الأميركية أن يكون لديه منطق أو أخلاق؟
كنت أفكر اليوم في اسم يمكن أن يطلق على هؤلاء، فذكر لي صديق عزيز كلمة “العضاريط” ومفردها “العضروط” أي الخادم الذي يعمل بأكل بطنه. وقد وجدت هذا التعبير أفضل تعبير يمكن لنا أن نطلقه على هؤلاء.

التعليقات مغلقة.