عون: الارهابيون بلبنان لديهم بيئة حاضنة وتأمين الوفاق يضعف هذه البيئة

 

رأى رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون “ان الإرهابيين الّذين يتجوّلون في لبنان اليوم لديهم بيئة حاضنة لهم، تخزّن السّيارات وتفخّخها وتقدّم المأوى للإنتحاريين، وبقدر ما يتأمّن الوفاق الوطني بقدر ما تضعُف هذه البيئة”.

عون وفي حديث لاذاعة “صوت روسيا”، لفت الى ان الحكومة الجديدة هي “مؤقتة، قيامها ووجودها بهدف تأمين إستحقاق إنتخاب رئيس جمهورية، وبعدها ستتشكل حكومة جديدة”، معتبرا ان “الحكومة المقبلة عليها أن تحضّر للإنتخابات النيابية القادمة في نهاية شهر أيلول من خلال إعداد قانون إنتخابي جديد”.

ورأى ان “البيان الوزاري سيكون موجزاً، وسيترك الأفكار المتضاربة جانباً، فهذه الحكومة لا تتمتع بالوقت الكافي لمعالجة الأزمات الشائكة بل تحتاج إلى المزيد من الوقت لا سيّما أن زمن هذه الحكومة لا يتخطى الثلاثة أشهر فقط”.

وعما اذا كانت هذه الحكومة ستواجه الارهاب من خلال وضع خطط أمنية جادة، لفت عون الى ان “القوى الأمنية وقوى الجيش جاهزة، وليس مطلوباً منهم إلاّ إعطاء الأوامر”.

وعن سبب عدم إعطاء الأوامر للتدخّل وتوقيف المشتبه بهم في المخيّمات، اوضح عون ان “هذه المعلومات ليست أكيدة، أمّا إذا صحّت وأصبحت مؤكدة فيحق عندها لقوى الأمن أن تبادر بالتدخل من دون الحاجة إلى أمر من أحد”.

وعن سبب غياب القرار السياسي لتوقيفهم، قال عون “لم نكن سابقاً في أي حكومة فعالة في هذا الموضوع، عشرة أشهر مرّت على استقالة الحكومة السابقة، سيتضمن البيان الوزاري للحكومة الجديدة بند محاربة الإرهاب. لكن المهمة الطبيعية لقوى الأمن ولأي حكومة موجودة هي مكافحة الإرهاب”.

ورأى عون ان التوافق في الحكومة سينعكس إيجاباً على الاستحقاق الرئاسي، مستبعدا حصول تمديد للرئيس ميشال سليمان “فالجميع ضدّ التمديد بمن فيهم الرئيس”.
وعما اذا كان سيكون هو رئيسا للجمهورية، اعلن عون ان “هذا القرار يعود إلى رأي الشعب اللبناني المتمثل في مجلس النواب”.

هذا ولفت عون الى انه لم يكن بينه ورئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري صدامات إنّما خلاف في الخيارات السّياسية، معتبرا ان “المهمّ الآن هو تخفيف الصّراع السنّي-الشّيعي، وهذا هو ما نسعى إليه اليوم ونعمل من أجله، وفي الواقع ليس هناك مشكلة بيننا وبين غيرنا على الأرض، ولذلك استطعنا أن نقرّب وجهات النّظر لتأليف الحكومة”.

اما عن علاقته بحزب الله حاليا، فأكد عون “ان العلاقة ما زالت كما كانت سابقاً، لقد عزلنا المشاكل الداخلية عن موضوع المقاومة. ما زلنا نتعرّض للأخطار نفسها، أي الأخطار الإسرائيلية، فنحن كنا وسنبقى دائماً داعمين للمقاومة خصوصاً على الحدود اللبنانية”.

من ناحية أخرى، اكد عون أنّ “للوضع الإقليمي تأثيره على لبنان، وكنا نتمنى أن يكون الواقع إيجابياً، إلاّ أنّه، وللأسف، ليس إيجابياً اليوم، ولكن ما يخفّف من سلبيّته هو وحدة اللبنانيين، ولذلك قمنا بمبادرة، وعملنا على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين ما أدّى الى تأليف الحكومة، وهذا الأمر سيمتصّ الكثير من النقمة ومن الشحن الشعبي لتخفيف حدّة الخلافات المحليّة”.

وشدد على انه “لا يمكن أن تُحلّ المشكلة في سوريا إلاّ بالحوار لأنّ الحسم صعب جدّاً”.

وردا على سؤال قال عون ان “لبنان ليس مستقلاًّ لأنّ بعض العقل اللّبناني محتلّ، لذلك يأتي التصرّف غير مستقلّ، ولكن أنا أؤكّد أنّه في المبادرة الّتي قمت بها لم يكن فيها تدخّلٌ خارجي ولم يعارضني أحد”.

وعن خشيته من تطوّر الفتنة السّنية الشّيعية في لبنان، اعتبر عون “أنّنا وضعنا لهذا الموضوع حدّاً بتأليف الحكومة وقريباً بانتخاب رئيس للجمهورية”.

وعما اذا كان يدعم حزب الله في انخراطه في الحرب الدّائرة في سوريا، اوضح عون ان “هناك آراء مختلفة في هذا الموضوع، ولكن لا أعتقد أنّ أحداً يزجُّ نفسه في هكذا موضوع إذا لم يشعر بالخطر يداهمه”، مشيرا الى “أنّ الجوّ الإرهابي الّذي ساد سوريا والإغتيالات والتّخريب فيها كان من الممكن أن يتدفّق إلى لبنان، بحيث إنّ القاعدة في عرسال لا تزال ناشطة حتّى الآن، وهي تمرّ في مناطق نفوذ أو حضور كثيف لحزب الله. كان هناك خطر الإشتباكات بين القصير وهذه المنطقة وما زال، فكلّ السّيارات المفخّخة تأتي على هذه الطّريق من القصير إلى يبرود حيث تجري فيها الآن معركة مدمّرة”.

اما عن ضبط الحدود اللبنانية-السورية، رأى عون ان “الحلّ الأمثل هو أن يكون هناك حدود ومراقبة، ووسائل المراقبة متعدّدة، إذ هناك تقنيات حديثة تستعمل آلات للمراقبة، كذلك يجب أن يكون هناك مركزٌ يتلقّى الإشعارات المحذّرة من المرور، لا سيّما أنّ بعض الطّرق غير المعبّدة والوعرة في سلسلة الجبال الشّرقية تُستخدم لإيصال السيارات المفخّخة إلى لبنان، لذا يجب العمل على إغلاق هذه الطّرقات بسواتر عالية فلا يعود بإمكان السّيارات المرور، وما يُساعد على ذلك هو أنّه من الصّعب جدّاً على المتسلّلين اجتياز السّلسلة الشّرقية من اللّيل وحتّى الصّباح، هم بحاجة الى الضوء. من هنا فإنّ أيّ مراقبة سواء بالهليكوبتر أو بالطّيارة تستطيع أن تضبط المتسلّلين”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.