ماذا بعد إلغاء الرسوم الجمركية على جميع السلع المتبادلة بين سوريا وإيران؟

موقع العهد الإخباري-

محمد عيد:

لم يكن تصفير التعرفة الجمركية بين سوريا وإيران خطوة مستغربة في إطار شروع البلدين في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينهما بعد القمة السورية – الإيرانية الأخيرة وهو إجراء سيسهم ولا شك في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين والسماح بانسياب البضائع بسهولة إلى أسواقهما وبالعملة المحلية لكليهما، لا سيما وأن الخطوة تترافق مع إنشاء مصرف سوري – إيراني مشترك بعيد عن هيمنة الدولار الأمريكي.

درويش: إجراء يساهم في تعزيز التبادل التجاري

في تصريح خاص بموقع “العهد” الإخباري أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية المشتركة السورية – الإيرانية فهد درويش أن تصفير التعرفة الجمركية على جميع السلع المتبادلة بين إيران وسوريا يندرج في إطار العمل على تسريع إجراءات التنفيذ والمتابعة والإنفاق على مجموعة من المشاريع في القطاعات ذات الأولوية والتي كانت قيد اجتماعات الرئيس بشار الأسد مع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في دمشق والهدف منها هو تحقيق التعاون الاقتصادي بين سوريا وإيران بما يتماشى مع مصالح البلدين وبما يمكن التجار من استيراد وتصدير البضائع دون دفع أية رسوم جمركية وزيادة التبادل التجاري وتحصيل عوائد إضافية لخزينة الدولة وتحسين في الاقتصاد الوطني والالتفاف حول العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على البلدين ومنها العقوبات المالية والشحن.

وأضاف رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية المشتركة السورية – الإيرانية في حديثه لموقعنا إن هذا يسهم في زيادة تبادل السلع وزيادة التصدير وانعكاسه إيجابيًا على التخفيف من تكاليف نقل البضائع وزيادة التبادلات التجارية بما يحسن من الميزان التجاري ويؤمن أسواق التصريف للبضائع في البلدين وهذه الاتفاقيات ستبصر النور قريباً.

الأصفري: توازن في العلاقة

المحلل السياسي والخبير الاقتصادي الدكتور علاء الأصفري أشار في تصريح خاص بموقع “العهد” الإخباري إلى أن قرار إلغاء الرسوم الجمركية بين سوريا وإيران هو قرار مهم وداعم لاقتصاد البلدين في ظل عقوبات أمريكية كبيرة على سوريا وإيران وهو سيسهل عمليات التبادل بطريقة جيدة ومهمة.

ولفت الأصفري إلى أهمية أن يكون هناك توازن بين التصدير والاستيراد على اعتبار أن الميزان التجاري هو لصالح إيران بحكم أنها دولة كبيرة ولأن لديها كذلك أكثر المنتجات التي يتم تصنيعها في سوريا ولا تحتاج إلى استيرادها.

وأضاف الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي أنه ومع ذلك يعتبر هذا القرار قرارًا ممتازًا بحكم أنه سيكون هنالك تبادل سلعي بالعملتين الوطنيتين وقريبًا جدًا وخلال أيام سوف يفتح البنك التجاري السوري – الإيراني في دمشق وطهران وهذا مؤشر كبير وهام جدًا على أن يكون هناك تعامل بالعملات الوطنية بعيدًا عن الدولار واليورو وبقية العملات الأجنبية وهذا يعتبر خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح.

وشدد الدكتور الأصفري في حديثه لموقعنا على أنه وبإيقاف الرسوم الجمركية فإن العوائد سوف تكون من خلال إنزال أسعار المواد الغالية والمكلفة في سوريا أكثر من كونها أموالًا ستدخل إلى الخزينة العامة للدولة وهو أمر جيد جدًا من خلال تدفق وسهولة تواجد السلع في الأسواق السورية وهذا أمر هام جدًا، وبالتالي فإن أي تخفيض لأسعار المنتجات الاستهلاكية والطبية والدوائية والأساسيات سوف يعتبر خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، مشيرًا إلى وجود إجراءات أخرى في عملية التبادل والتكامل بين الاقتصادين السوري والايراني تمس الكثير من الأمور مثل الحرف التراثية وتبادل الحمضيات وتصدير زيت الزيتون من سوريا إلى إيران وكثير من المواد التي يمكن أن يتم هناك مقايضة بينها بين البلدين وبالعملات الوطنية.

وختم الدكتور الأصفري حديثه لموقعنا بوصف خطوة تصفير التعرفة الجمركية بين سوريا وإيران بالممتازة، متمنيًا أن ينعكس ذلك خيرًا على الاقتصاد السوري وتأمين الحاجيات الأساسية للمواطن السوري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.