مصادر فلسطينية: «القسام» كانت على وشك شن هجمات على إسرائيل لولا تدخل المستوى السياسي في حماس

hamas - palestine - kassam

قالت مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط» إن خلافات داخل حركة حماس بين المستويين السياسي والعسكري، منعت حربا محتملة على القطاع، بعدما أصرت كتائب «القسام» التابعة لحماس على توجيه ضربات لإسرائيل ردا على ضربات إسرائيلية كانت مؤثرة ضد مخازن صواريخها في القطاع الأسبوع الماضي.

وكانت «القسام» أمرت مساء الجمعة الماضي عناصر الضبط الميداني التابعة للحكومة في غزة والمنتشرة على طول الحدود، بالانسحاب من موقعها تمهيدا لشن هجمات صاروخية على إسرائيل بعد هجمات إسرائيلية نفذت فجرا.

وقالت المصادر إن «القسام» كان على وشك شن هجوم بالصواريخ لولا خلاف مع المستوى السياسي الذي لم يؤيد ذلك. وأكدت مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي سحب حماس عناصرها من المناطق الحدودية، لكنها قالت إن ذلك كان للسماح للفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، ردا على الغارات الأخيرة، وعقبت المصادر: «الذي لا تعرفه إسرائيل أن سحب قوات الضبط الميداني كان بأوامر من كتائب القسام التي كانت تخطط لتنفيذ هجمات وليس الفصائل الأخرى».

وعلى الرغم من اعتراض المستوى السياسي، فإن «القسام» استمرت في رفع حالة التأهب التي بدأتها بعد ساعات قليلة من استهداف إسرائيل ثلاثة مخازن صواريخ تابعة لكتائب القسام في القطاع، مما أدى إلى تدمير جزء كبير منها.

وبحسب المصادر ذاتها، أمرت «القسام» وحداتها الصاروخية بالاستعداد للرد على استهداف المخازن، عبر إطلاق دفعات من الصواريخ، إلا أن تدخل قيادات كبيرة في حماس من الخارج والداخل أقنع الكتائب أخيرا بوقف الرد، خوفا من جر القطاع إلى حرب جديدة.

وقالت المصادر إن قيادات كبيرة في حماس وقفت ضد قرار «القسام»، مستندة إلى الموقف القائل بتجنب الانجرار خلف محاولات إسرائيل لجر القطاع إلى معركة غير مرغوب فيها. كما أن معارضي القرار لم يرغبوا مطلقا في انهيار التهدئة الحالية التي وقعتها الحركة مع إسرائيل برعاية مصرية، ولأنهم يعتقدون أن إسرائيل تسعى لمثل هذه المعركة في هذا الوقت.

وهدد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، باحتلال قطاع غزة، وهدم حكم حركة حماس، وتسليم القطاع للسلطة الفلسطينية، في حال استمر إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وقال شتاينتز: «إذا استمر تنقيط (إطلاق قليل) الصواريخ بين الفينة والأخرى من قطاع غزة، فسنضطر إلى بحث إمكانية اجتياح القطاع والقضاء على حكم حماس، وتمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة على غزة مجددا». وأردف قائلا: «لن يكون أمامنا خيار آخر».

وشنت إسرائيل الجمعة ثلاث غارات، استهدفت، وفق المصادر، مخازن للصواريخ، ومعداتها؛ الأولى ضربت قبوا أرضيا قرب مبنى «السفينة» الشهير الذي كان تابعا للمخابرات الفلسطينية إبان وجود السلطة الفلسطينية في القطاع، والثانية، ضد مبنى في مدينة بيسان السياحية، ويعتقد أنه كان يستخدم لتخزين السولار، والثالثة استهدفت غرفة في أرض زراعية مجاورة شمال رفح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.