السيد نصر الله: القانون الأرثوذكسي سوف يبقى اقتراح قائماً ومتقدماً، ولكن تعالوا إلى قانون الدائرة الواحدة مع النسبية

الجزء المتعلق بقانون الانتخابات في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر تلفزيون المنار
حسناً، الآن نحن نستفيد من المناسبة، لأنه يوجد بعض النقاط  المستجدة والحساسة، هي تحتاج إلى موقف وإلى تعليق.
النقطة الأولى، ما يرتبط بقانون الانتخابات، وخصوصاً أنه اليوم قد صار تطوّر، أن دولة الرئيس نبيه بري قد سحب الاقتراح الذي كان قد قدّمه، على أمل أن يكون مادة لتوافق بين الأطراف المختلفة.
نحن سمعنا خلال الأسابيع الماضية تعليقات حول اقتراح اللقاء الارثوذكسي، الذي ـ في طبيعة الحال ـ نحن جزء من الفريق الذي صوّت له في اللجان المشتركة.
الآن، الذي سمعناه في الأسابيع الماضية يمكن أن نقسمه إلى قسمين: قسم، هو بالحقيقة اتهامات، يعني لا تستحق التعليق أو الرد، لأن هناك ناس لا يعرفون إلا أن يتهموا ويشتموا إلى آخره.. ويوجد قسم ثانٍ حاول أن يقوم بمقاربة علمية موضوعية، يقوم بنقاش، تكلم عن مخاطر، تكلم عن هواجس، تكلم عن ملاحظات.
طبعاً، نحن يجب أن نحترم كل الملاحظات وكل الهواجس.
حُكي عن موضوع تعميق الطائفية، تعميق المذهبية، موضوع الفدرالية، الخطر على الوحدة الوطنية، الخشية على الدولة، على موضوع التطرف، الطوائف.
يوجد مجموعة ملاحظات قيلت، أنا لا أريد أن آخذ الملاحظات الآن وأناقشها.
لكن أنا أريد أن آخذ منهجية أخرى، لأقول، جيد، يوجد البديل الذي يعالج كل هذه الملاحظات دفعة واحدة، وهو ليس بديل جديد، ولكن  ما أريد أن أقوله ، نحن، أنا اليوم، أنا وأخواني إن شاء الله سنعمل بكل جدية لهذا البديل، لهذا الخيار.
سوف يبقى اقتراح اللقاء الأرثوذكسي قائماً ومتقدماً  بحسب التصويت الذي حصل في اللجان المشتركة، ولكن الكل الآن يبحث عن بدائل.
“طيب”، لو أتينا نحن لنناقش، ولو ببعض المنطق والموضوعية، الاقتراح الذي يتحدث عن لبنان دائرة واحدة مع النسبية. هذا قانون عادل، أصلاً لا يوجد قانون عادل مثله، هذا قانون يحقق المساواة، يحقق الاندماج الوطني، يحقق الوحدة الوطنية، يحمي البلد، يمنع التطرف. ونستطيع، “طبعاً ليس الآن وقته ولكن، يعني الوقت لا يتسع، لكن الآن وقته، مني ومن غيري”، أن نخرج إلى الناس ونقول لهم: تعالوا لنرَ إيجابيات هذا الاقتراح، هذا القانون على المستوى الوطني.
هذا القانون ـ إذا تكلمت بخلاصة سريعة ـ أولاً، يعتمد معياراً واحداً، لبنان دائرة واحدة، “ما جايين نقص دوائر ونلصق”، هذا يقص دوائر على قياس زعامته ـ بكل صراحة هذا الذي يحصل في البلد ـ هذا يقص دوائر ويلصق على قياس مذهبه، طائفته، حزبه، تياره، تحالفه، جهته، تنظيمه، عائلته. هنا لا يوجد لا “قص ولا تلصيق”، ولا تعدد معايير، أنه لماذا هنا الدائرة ضيقة وهنا واسعة، لماذا هنا نائبان وهناك ستة، لا يوجد وحدة معايير، بأغلب القوانين والاقتراحات التي قدمت، هنا يوجد وحدة معيار لبنان دائرة واحدة، لا يوجد “لا قص ولا تلصيق”.
ثانياً، هذا يحقق مساواة، كل لبناني، مسلماً كان أو مسيحياً، هو ينتخب مئة وثمانية وعشرين نائباً، إذ اعتمدنا العدد الحالي، من المسلمين والمسيحيين.
لماذا انا بدائرة أنتخب نائبين، وغيري بدائرة أخرى انتخب 3 نواب، وانا لبناني ثالث انتخب 5 نواب وفلان بدائرة ينتخب 10 نواب، كلنا مثل بعضنا من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، أنا وأنت على قدر المساواة، نضع ورقة وننتخب 128 نائباً.
ثالثا: الموضوع الوطني، انا المسلم انتخب 120 نائباً مسلماً ومسيحياً وانت المسيحي تنخب 120 نائباً مسلماً ومسيحياً، وهكذا اذا ذهبنا إلى الطوائف. يحقق المساواة ويحقق انفتاح المناطق على بعضها البعض، ويحقق انفتاح الطوائف على بعضها البعض، “عن جد” يصبح النائب نائب الامة جمعاء بدون تحليل وفذلكة وفلسفة حول كيف تنتخب بدائرة ضيقة نائباً يصبح بعدها نائب الأمة جمعاء، هكذا بدون وسائط وبدون فلسفة يصبح نائب الأمة جمعاء.
هذا ماذا يفرض؟
يفرض على الطوائف والمذاهب والقوى السياسية بالذهاب إلى التحالف، لأننا نتحدث عن نسبة وعن دائرة واحدة وهذا سوف يقوي خيارات الاعتدال في الطوائف ويضعف التطرف، سوف يعلي من صوت الاعتدال ويخفت من صوت التطرف.
أيضاً، عندما نعتمد النسبية فهذا يتيح المجال للكل أن يتمثل والكل يأخذ حجمه الطبيعي ولا يلغي أحد أحداً، ولا يشطب أحد على مستوى كل الطوائف وعلى مستوى كل القوى السياسية، سواء التي تعتمد الإطار الطائفي أو العابرة للطوائف كما يقولون.
إذاً،  نحن أمام قانون إنتخابات انساني وطني أخلاقي عادل منصف يساوي بين اللبنانيين، يحفظ الوحدة اللبنانية، يعطي تمثيلاً صحيحاً. لماذا لا، حقيقة لماذا لا،
اذا كنّا نتحدث اليوم عن مخاطر في البلد، ونحكي عن مخاطر مذهبية وطائفية، لماذا لا، لماذا لا، فليناقشوا بشكل موضوعي.
حتى الآن، هذا الأمر كان يتم مقاربته منا ومن غيرنا أحيانا على سبيل المحاججة أو كأنه حلم غير قابل للتحقق، من يقول إن هذا حلم غير قابل للتحقق؟
الآن هذه فرصة ليتحقق هذا الحلم الوطني، وأنا أقول هذا حلم إنساني أيضاً، وهذا حلم عدالة وحلم مساواة وحلم تمثيل صحيح، وبالتالي كل ما ذُكر من ملاحظات على قانون اللقاء الارذوكسي أو على كل القوانين التي يتم وضعها، يتم تجاوزها هنا، ولذلك نحن ندعو بشكل جدي إلى دراسة هذا الاقتراح وسنقوم بخطوات أيضاً قانونية على هذا الصعيد ونكون معاً.
الآن، قانون اللقاء الارثوذكسي موجود، تريدون بديلاً وطنياً حقيقياً؟ تفضلوا هذا البديل الوطني الحقيقي الإنساني، وأقول للفريق الآخر: ما دمتم (قوى 14 آذار) تقولون إن الأغلبية الشعبية معكم ـ ومنذ عدة أيام كانوا يقولون إنهم هم الطائفة الأكبر في لبنان ـ عظيم، تفضلوا إلى لبنان على أساس دائرة انتخابية واحدة، وخذوا الأغلبية واحكموا البلد، لماذا لا؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.