رحيل تشافيز … صديق المقاومة

shavez-win

موقع إنباء الإخباري ـ
مصعب قشمر:
في الثامن والعشرين من شهر تموز من العام 1954 قُدر لفنزويلا أن تشهد ولادة شخص رفع من شأنها وحفظ قرارها وسيادتها.
إنه هوغو تشافيز الذي أصبح رئيسا لفنزويلا  في الثاني من شهر شباط عام 1999 .
منذ توليه السلطة بدأ تشافيز بتطبيق سياسة التنمية في بلاده، حارب الفساد والرشوة وكافح الفقر وحسّن من حياة الفقراء ونفّذ البرامج الزراعية والصناعية، طوّر الاأنظمة الصحية والخدماتية والتعليمية، لأنه لا يريد لبلاده وشعبه أن يعتمد فقط على النفط، إنما على موارد أخرى تؤمن لبلاده اعتماد سياسات مستقلة غير خاضعة للنفوذ الاميركي.
ينتمي تشافيز إلى بيئة فقيرة ويتحدّر من عائلة متواضعة.  وبسبب قربه من الفقراء جمع حول حزبه الذي أسسه عام 1997 باسم حركة الجمهورية الخامسة الشرائح الشعبية والفقيرة التي استطاعت أن توصله الى سدة الحكم.
عرف تشافيز بمناهضته  السياسة الأميركية ومحاربته سياسة الهيمنة والغطرسة التي تحاول أن تفرضها على أميركا اللاتينية والشرق الأوسط أو على أي مكان اخر، كما كانت له مواقف منددة بالدعم الأميركي اللامحدود للكيان الصهيوني. وكان من مناصري القضية الفلسطينية وداعماً للمقاومة في لبنان وفلسطين. وكانت لديه الجرأة في انتقاد الرؤساء الأميركيين والصهاينة وفي مطالبته بمحاكمتهم دولياً، ومما قاله: “ينبغي جر الرئيس الاسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الاميركي لو كان لهذا العالم ضمير حي، يقولون إن الرئيس الإسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه، أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه”؟.
وقف تشافيز مواقف مشرفة إبّان العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 ولم يتردد حينها في سحب سفيره من  تل أبيب  احتجاجاً على المجازر التي ارتكبها الجيش الصهيوني  ضد المدنيين في لبنان، وقارن تلك الاعتداءات بما فعله هتلر، ولم يحمّل تشافيز المقاومة مسؤولية تدمير لبنان كما فعل بعض الزعماء العرب، بل أبدى اعتزازه بالمقاومة.
الموقف ذاته اتخذه تشافيز خلال العدوان الصهيوني على غزة عام 2008 -2009 ، ولم يتردد في وصف إسرائيل بالدولة الإرهابية القاتلة غداة عدوانها على سفينة مرمرة الذي راح ضحيته 9 اتراك.
لم يُعر تشافيز التحذيرات الاميركية أي اهتمام، ووثّق علاقاته مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، ورد على تلك التحذيرات بالقول: “إن أميركا لن تستطيع الهيمنة على العالم، وعلى أوباما أن يفكر بمشاكل بلاده الداخلية”.
ومضى تشافيز قدماً في توثيق سياسته مع إيران ووقع اتفاقيات اقتصادية عدة شملت  تصدير الخدمات الفنية والهندسية، انشاء المساكن، استئجار ناقلات النفط الايرانية، تأسيس مركز زراعي شامل، انتاج لقاحات للدواجن و المواشي، التبادل الجيني في مجال البذور وإنشاء معامل إيرانية لإنتاج المواد الغذائية كالدقيق والالبان في فنزويلا.
وبسبب مواقفه اختارته مجلة التايم الاميركية في أيار من العام 2006 كواحد من أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم.
في الخامس من آذار من العام 2013 فقدت فنزويلا الرجل القوي فيها،  وانطوت صفحة رجل حكم 14 عاماً، أزعجت مواقفه أميركا التي عملت مراراً على إزاحته عن السلطة لكنها فشلت في ذلك. وبرحيل تشافيز، تكون قوى المقاومة والممانعة قد فقدت صديقاً كنّ لها كل الاحترام وأشاد بانجازاتها، يوم تنصّل منها الكثيرون.

تعليق 1
  1. ناديا يقول

    تعجز الكلمات عن وصف هذا القائد الذي فضح بمواقفه الشجاعة خيانة حكام العرب.رحمه الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.