مصادر في قوى 8 آذار لـ”الديار”: إستقرار لبنان أولوية إيرانية

 

توقّعت مصادر نيابية في “8 آذار” أن “يطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري حراكاً سياسياً لافتاً بعد زيارته الأخيرة إلى طهران، إنطلاقاً من التطوّرات الإقليمية الأخيرة، ومن الأجواء الإيرانية المستجدة غداة اتفاق جنيف بين إيران والغرب بشأن سلاحها النووي، وما تركه هذا الإتفاق من أصداء في بيروت بشكل خاص، حيث يحتدم الإحتقان السياسي على وقع التوتّر في الشارع وفي أكثر من مجال”، ولاحظت أن “كلام بري قبل توجّهه إلى طهران وبعد عودته منها عن أهمية الحوار السعودي ـ الإيراني، ترك مجالاً للكثير من الآمال لدى أكثر من جهة لبنانية، وبشكل خاص لدى رئيس الحكومة المكلّف تمام سلام، الذي يتوقّع أن تكون للمحادثات التي أجراها بري مع المسؤولين الإيرانيين تأثيراً مهدّئاً على الساحة الداخلية، علماً أن زيارته تزامنت مع تحقيق الإتفاق مع الغرب، ولا بد أن يترجم بشكل فوري طمأنة للبنان من خلال طرح الملف اللبناني في اللقاءات التي أجراها بري في العاصمة الإيرانية، حيث عبّر صراحة عن هواجس اللبنانيين وخشيتهم على تعرّض لبنان، أكثر من أي بلد آخر، لتردّدات الأزمات الإقليمية، وفي مقدمها الأزمة السورية، إضافة إلى تأثّر الساحة اللبنانية بالتوتّر في العلاقات السعودية ـ الإيرانية الذي ترجم تشنجاً سياسياً أيضاً في لبنان”.

وأكدت المصادر النيابية أن “لبنان لن يحصد أي نتائج سلبية من هذا الإنجاز الذي تحقّق أخيراً، وذلك على الرغم من أن مناخات غير إيجابية قد سجّلت في الساعات الأولى التي تلت الإعلان عنه، لكنها كلها قد تبدّلت، وخلال وقت قصير، وانتظمت في موقف شبه موحّد يتراوح ما بين الترقّب، على الأقل فترة ستة أشهر، لمسار التنفيذ وآلياته، وذلك بصرف النظر عن بعض الأصوات المعترضة، وفي مقدمها الإعتراض الإسرائيلي. وأضافت أن المقاربة الإيرانية للوضع اللبناني، والتي عرضت خلال محادثات الرئيس بري في طهران، تركّز على اعتبار الأمن والإستقرار في لبنان أولوية مطلقة، خصوصاً بعد الهجوم الإنتحاري المزدوج الأخير على السفارة الإيرانية في بيروت”، موضحة ان “هذا الإهتمام بالإستقرار ينسحب أيضاً على المؤسّسات الدستورية، وعلى ضرورة ممارستها لمهامها الوطنية للخروج من حال الشلل الراهنة التي تنعكس سلباً على الوضع الأمني، وتجعل لبنان ساحة مكشوفة أمنياً”.

وكشفت المصادر أن “الحراك الإيراني الذي أتى بعد أقل من أسبوع على “الإتفاق النووي”، هو بمثابة الرسالة للردّ على بعض أجواء القلق التي سجّلت في المنطقة من جهة، وإشارة تطمين من قبل الإدارة الإيرانية لكافة الجهات العربية، خاصة وأن هذا التحرك تزامن مع دعوة لوقف النار في سوريا، وأكدت عليها في الوقت نفسه تركيا”، معتبرة ان “عملية خلط الأوراق التي بدأت في المنطقة تشمل الورقة اللبنانية على الرغم من تأخّر ظهور ذلك على الساحة المحلية”.

وفي سياق متصل، أشارت المصادر النيابية إلى ان “أي دينامية سياسية قد تطلقها نتائج زيارة بري إلى طهران، ستبقى مرهونة بالمظلّة التي يقيمها الحوار السعودي ـ الإيراني، الذي ما زال من الصعب مقاربته حالياً”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.