مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 26/8/2013

 

 “تلفزيون لبنان”

تواصل الكلام الأمني، خصوصا في المجلس الأعلى للدفاع، وتوسع الكلام السياسي خصوصا في أهمية تشكيل حكومة في أسرع وقت.

وفيما شددت كتلة المستقبل من طرابلس على قيام حكومة تلتزم إعلان بعبدا دون مماطلة، اتخذت الهيئات الإقتصادية قرارا بالإقفال العام في الرابع من أيلول إذا لم تتشكل حكومة.

وبينما نفى الرئيس ميقاتي من طرابلس تقاعس حكومة تصريف الأعمال، أكد البطريرك الراعي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن دماء الشهداء في الضاحية وطرابلس تستصرخ ضمائر السياسيين.

كذلك أكد المفتي قباني من طرابلس والضاحية ضرورة تفاهم السياسيين جميعا، في وقت شدد الشيخ نعيم حسن على ضرورة الإسراع في تأليف حكومة وحدة وطنية.

وتجدر الإشارة الى أن تشكيل الحكومة يفرض نفسه وسط تسارع التطورات في سوريا التي تهدد الولايات المتحدة ودول أوروبية بعمل عسكري وصفته روسيا بالخطير، لكنها قالت إنها لن تدخل في حرب مع أحد في سوريا. وحذرت سوريا بأن إسرائيل ستكون في مرمى نيرانها إذا تعرضت لهجوم غربي.

وفي سوريا أنجز فريق المفتشين الدوليين مهمته في منطقة القصف الكيماوي في ضواحي دمشق.

 

 “المستقبل”

طرابلس المدينة الصامدة المتمسكة بنهج الاعتدال والوحدة الوطنية المتعالية على جرحها النازف والرافضة لمقولة الامن الذاتي، ظلت اليوم محجة القوى السياسية والشخصيات الدينية، التي جاءت الى عاصمة الشمال لتشهد للتضامن مع اهلها، ولشد ازر عائلاتها المنكوبة بعد التفجيرين الارهابيين اللذين استهدفا المصلين في مسجدي السلام والتقوى.

زيارات التضامن هذه ترافقت مع اجتماعين منفصلين لكتلة المستقبل النيابية في المدينة، وللمكتب التنفيذي لتيار المستقبل. وفي الاجتماعين اشادة بالوقفة الوطنية والمشرفة لاهل طرابلس وتحذير من الفتنة، في وقت اكد تيار المستقبل وبتوجيهات من الرئيس سعد الحريري على تولي اعمال الاغاثة من نواحيها كافة، وتقديم المساعدات لعائلات الشهداء والجرحى والمساهمة في العمل لاصلاح ما تضرر وتهدم.

ومتابعة للاوضاع في مواجهة التفجيرات المتنقلة، انعقد المجلس الاعلى للدفاع واتخذ سلسلة اجراءات، منوها بالروح الوطنية التي ميزت ردات فعل المواطنين بعد الانفجارين الاخيرين في طرابلس.

اما ميدانيا، فتتواصل التحقيقات الأمنية والقضائية، وفي هذا السياق أمر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بتمديد توقيف كل من أحمد الغريب، ومصطفي. ح. على ذمة التحقيق لمدة يومين إضافيين، وإستكمال التحقيق معهما بسبب التناقض في إفادتيهما. وكشف مصدر قضائي ان هناك بعض الخيوط التي يعمل عليها التحقيق ويجري تتبعها.

اقليميا، العيون لا تزال شاخصة الى التطورات الميدانية في سوريا خصوصا في ضوء المعلومات عن استخدام نظام الاسد للسلاح الكيماوي في ريف دمشق. واذا كان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس قد اكد أن الرد الغربي على الاسد سيحسم في الايام المقبلة، فإن البيت الابيض الاميركي قال أن الرئيس أوباما لا يفكر بتدخل عسكري ميداني في سوريا، ولا بفرض مناطق حظر جوي، اما الخيارات الاخرى فموضوعة على الطاولة.

 

 “الجديد”

فوق المتوسط.. نذر حرب.. تستدرج واشنطن عروضها وتجري عليها اختبارا في السوق الغربية والعربية.. سوف يساعدها العرب ربما. لكن أدلة الغرب لم تكتمل. فلدى البريطانين الأمر ما زال احتمالا… ألمانيا تعارض التدخل العسكري.. ووزير الدفاع الأميركي يضع الخطوة رهن موافقة المجتمع الدولي. فيما يشير آخر استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى أن تسعة في المئة فقط يؤيدون الضربة. لتبقى روسيا هي الفيصل، وقد عارضت عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أي تدخل من دون موافقة مجلس الأمن. لكنه قال إن روسيا لن تدخل في حرب على أحد. وتلك عبارة أربكت الموقف ودفعت إلى قراءة جديدة للعبة الشطرنج السياسية الروسية على المتوسط. لافروف القارئ في الطالع الأميركي ومدى استعداد الدب الأميركي للانخراط في حرب استباقية كالعراق وأفغانستان.. استثمر في عملة الكيميائي التي لم تجد فيها موسكو أي إدانة للنظام.. والاتهامات لم تعد كونها موجة هستيريا تهدف الى إحباط مؤتمر جنيف الدولي. تلك الهستيريا دفعت فرنسا إلى إسالة لعابها على تأكيدات استعمال النووي من قبل النظام.. وجعلت شيمعون بيريز يدعو إلى نزع الأسلحة الكيمائية من سوريا. لكن من دون أن يخبرنا عن ترسانته النووية وعن مئتي رأس نووي إسرائيلي وأكثر تهدد الشرق الأوسط وبلاد فارس.. طبول الحرب على سوريا لا تزال إعلامية حتى اللحظة.. وتساندها واشنطن بتقارير تعلن في الحين والآخر ساعة الصفر التي سوف تنطلق فيها “نيوجرسي” جديدة بضربات محدودة في العمق السوري. على أن هذه التوقعات استبعدها الرئيس بشار الأسد وأوعز في الوقت نفسه إلى معاون وزير إعلامه بتهديد إسرائيل.. فإن ضربتم ضربنا ولدكم المدلل… وإذا كانت الضربات الوقائية غير مكتملة العناصر وغامضة التفاصيل والحياكات الدولية فإن الغموض نفسه ينطبق على رصاص كاد يكون قاتلا استهدف بعثة المفتشيين الدوليين. هاون على فندق الفور سيزون حيث يقيمون.. وقنص على سياراتهم في معضمية الشام حيث كانوا يحاولون أن يجولوا. المعارضة اتهمت النظام بالقنص.. والحكومة السورية اتهمت مسلحين إرهابيين.. وبدلا من أن يفتش المحققون عن دلائل الكيميائي وجدوا أنفسهم أمام البحث عن هوية مستهدفهم…

لبنانيا.. صحوات التقوى تتجلى.. العمائم تختال من طرابلس إلى الضاحية.. في مشهد ينضح بالوحدة وانصهار الطوائف.. في وجه آلة الدم المتنقلة بين المدن. قباني في الفيحاء.. ثم الرويس مع كلام ذهبي عابر للفتن.. والراعي من طرابلس إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على ضفاف الضاحية مع دعوات متجددة إلى الحوار.

 

“MTV”

لبنان القلب لبنان التضامن، لبنان الرافض الحرب، لبنان العقل والحكمة، بلسم جروح الضاحية وطرابلس وجعلها واحدا ووزع ألمها على الجسم الوطني الواحد. لكن تحصين الدولة ضد العابثين بأمنها لا يزال يحتاج الآلة التنفيذية المفقودة، أي الحكومة. الرئيس سليمان الذي يعي مخاطر المشكلة أسر للرئيس المكلف بضرورة التعجيل في تأليف ما سماه بالحكومة “الجامعة والعادلة”، وهو سيوقع مراسيمها فورا، بشرط أن يتمثل فيها الجميع، حتى لو رفضت فئات صيغتها. وكان المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد في بعبدا شهد وفي، تعاون غير مسبوق، مطابقة بين المعلومات التي جمعتها الأجهزة عن التفجيرات، وكان إيعاز للرئيس ميقاتي بضرورة تلبية احتياجات الأجهزة ماديا وتقنيا عبر فتح اعتمادات استثنائية لتمكينها من الردع والاستباق.

وفي مجال تحصين الوضع الداخلي، سيدعو رئيس الجمهورية سفراء الدول التي يتكون منها مجلس الأمن الى اجتماع في بيت الدين الثلثاء في الثالث من أيلول، قبيل لقائه في السابع منه الرئيس الفرنسي في نيس على هامش القمة الفرانكوفونية، في سعي منه للاعداد للمؤتمر المصغر من أجل مساعدة لبنان في أزمة اللاجئين السوريين المتفاقمة، بالتزامن مع الاجتماع السنوي للهيئة العامة للامم المتحدة.

تسريع الخطى لبنانيا، يأتي على وقع معلومات دبلوماسية وعسكرية دولية متقاطعة، تفيد بأن ضربة دولية لسوريا متوقعة في الساعات والأيام القليلة المقبلة. وتكتسب هذه المعلومات مزيدا من الصدقية من الاجتماع الذي ينعقد في الأردن لرؤساء أركان وقادة الجيوش الأطلسية المعنية باعداد هجوم عقابي على سوريا، ومن التخلي الروسي عن نظام الأسد والذي تجلى في إعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف بأن بلاده لن تنجر الى حرب في حال تعرضت سوريا لاعتداء.

 

“المنار”

اخفق وكلاؤها من دول ومعارضات وجماعات مسلحة، وعليه تضطر الى التدخل مباشرة. واشنطن الهارب من العراق والغارق في افغانستان على وشك ان تعيد الكرة، لكن هذه المرة في سوريا تحت ذريعة استخدام دمشق للاسلحة الكيماوية. السيناريو جاهز والذريعة مقررة الدور الاساس للشرير بخلاف المتعارف، فهو من يحتل المشهد ومعه جوقة من الكومبارس يصرحون ويحرضون والشهية مفتوحة على حرب جديدة، او ما يوصف بالضربة. والامر في كلتي الحالتين عدوان عن سابق تصور وتصميم.

احد من قارعي طبول الحرب الغربيين ومن المطبلين العرب لم يلتفت الى استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين وجرح عشرين برصاص الاحتلال الاسرائيلي في قلنديا اليوم. فلا صوت يعلو فوق صوت التهديد بعدوان وشيك على سوريا. توفرت الذريعة بكيماوي ما زال غير مؤكد وقيد التحقيق من لجنة مفترض انها دولية وتابعة للامم المتحدة، ولكن الهيئات الدولية ولجانها مجرد ديكور، فنحن الادارة الاميركية ومعنا حلفاؤنا من عرب وغرب قررنا الحرب من خارج الامم المتحدة ومن خارج مجلس الامن. كل شيء من مواقف ولقاءات وجولات يوحي بإحتمال وشيك.

رؤوساء اركان الجيوش الاميركية والاوروبية وطبعا معهم نظراؤهم في الكم والنوع من رؤوساء اركان جيوش عربية يجتمعون في الاردن وربما يكون الاسرائيلي حاضرا بعيدا عن الاعين. والتوقعات في اروقة الامن والاعلام في الغرب ان تكون الضربة سريعة لاهداف استراتيجية في سوريا عبر صواريخ تطلق من البحر. ضربة تحفظ لأوباما وحلفائه ماء وجوههم ولا تورطهم بحرب لا يضمنون نتائجها. ضربة لا تغير في موازين الاقليم والعالم ولا تقلب ستاتيكو الحرب في سوريا.

دمشق تعاونت مع محققي الامم المتحدة الذين تعرضوا لرصاصا قناصة المعارضة توقع الرئيس الاسد اصطدام واشنطن بالفشل. وقال ان الغربيين يمكنهم بدء اي حرب، لكن لا يمكن لهم ان يعرفوا الى اين ستمتد او كيف لها ان تنتهي.

“OTV”

يكبر السؤال في الشارع اللبناني حول مكان التفجير المقبل بالرغم من محاولات الدولة لرفع الجهوزية التزاما بقرار المجلس الاعلى للدفاع. اما في سوريا فمسألة استخدام الكيماوي ومسعى الغرب لتحميل النظام تبعاتها، ستشكل اذا ما حصلت نقطة تحول في مسار تطورات المنطقة. وفيما تسعى اميركا لتأمين مسوغ قانوني بالتنسيق مع المجتمع الدولي من اجل التدخل العسكري في سوريا، رد الرئيس بشار الاسد مبشرا بفشل اي اعتداء على بلده.

اما روسيا فترى ان اي تدخل من دون تفويض اممي سيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، فيما يستمر انعقاد المؤتمر العسكري الدولي في الاردن لمناقشة كل السيناريوهات المتعلقة بسوريا. وهكذا فإن اتهام الغرب للنظام السوري بإستخدام السلاح الكيميائي يوحي بأن الازمة السورية دخلت افقا جديدا مع ما يعني ذلك من فوضى وتعريض المصالح الغربية للخطر في ظل مواجهة مفتوحة في المنطقة. السؤال هل ان ما يجري هو استعادة لما حصل في كوسوفو عام 1999 حيث تدخل الغرب بعدما عرقلت روسيا قرارا امميا في هذا الشأن، ام انه تسريع لمؤتمر جنيف إثنين؟

 

“NBN”

في مرحلة ما بعد تفجيرات الضاحية وطرابلس توزع الاهتمام الداخلي اليوم على محطات ثلاث:

اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الذي استبقه قائد الجيش العماد جان قهوجي بتوجيه رسالة طمأنة الى اللبنانيين بأن البلد باق ولبنان مستقر قياسا بباقي دول المنطقة. المجلس اتخذ التدابير اللازمة لتعزيز الخطة الامنية الاستثنائية محصنة بإجراءات وقائية جعلت وزير الداخلية مروان شربل يقرأ تحسنا مقبلا في طالع الوضع الامني.

المحطة الثانية كانت في قاعة الوحدة الوطنية التي ارادها المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى جامعة لعيش لبنان المشرتك، فكان تقبل العزاء بشهداء الضاحية وطرابلس على حد سواء اشبه بقمة روحية مصغرة رفعت شعار الالم الواحد والشراكة الوطنية في وجه الارهاب ومن يقف خلفه. وفي ايام اخفاء الامام السيد موسى الصدر كان نهجه يملأ المكان من الضاحية الى طرابلس وكل لبنان.

اما المحطة الثالثة فكرست التصدي المشترك لمصير واحد عبر زيارتي البطريرك الماروني بشارة الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الى كل من طرابلس والضاحية ليصبح طريق الفتنة اصعب الطرقات، بعكس ما أراد مفتعولها، كما عبر قباني نفسه.

من الرويس وليس بعيدا عن الاوضاع الامنية، كانت الشبكة الوطنية للارسال “ان بي ان” على موعد ليل امس مع جسم مشبوه عند مدخل القناة فيما بدا رسالة لن تثني ال “ان بي ان” عن متابعة دورها الاعلامي المهني.

في تطورات سوريا كانت حماوة الرؤوس الغربية التي رفعت منسوب التلويح في توجيه ضربة عسكرية بخلفية كيميائية تواجه ببرودة سورية روسية مشتركة. الرئيس السوري بشار الاسد حذر واشنطن من ان خطتها ستفشل، وان تحويل سوريا الى دمية غربية حلم لن يتحقق. اما موسكو فكان تعاطيها مع التهديدات الاميركية يصل الى تحت الصفر الجليدي بدرجات في ظل اعلانها عدم الدخول في حرب ضد احد. الموقف الروسي جعل البعض يقرأ فيه تراجعا غير منطقي في ظل اسئلة طرحت ومعطيات رصدت لو ارادت موسكو التراجع في سوريا لفعلت في مجلس الامن مؤخرا، ثم ما هي احتمالات شن الحرب في ظل زيارة سلطان عمان الى طهران وما تعنيه من وساطة ودخول جيفري فيلتمان الى الخارجية الايرانية بقدميه للسؤال عم تريده من جنيف، فيما التحضيرات مستمرة للقاء لاهاي بين الروس والاميركيين حول المؤتمر نفسه. وابعد من ذلك كله كيف يترجم اتصال جان كيري بوليد المعلم هل هو اتصال اعلان حرب ام اعتراف بوجود النظام وهذا اضعف الايمان؟

“LBCI”

هل تفتح مجزرة الغوطة الشرقية أبواب التدخل الخارجي على سوريا؟

البوارج الأميركية في المتوسط تبدو جاهزة، وإن كان القرار النهائي لم يتخذ بعد… بريطانيا وتركيا أعلنتا صراحة أن الأمر لا يتطلب إجماعا من مجلس الأمن. وهو ما رأت فيه موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، انتهاكا خطيرا للقانون الدولي. لكن لافروف نفسه أعلن أن موسكو ليست لديها النية لخوض حرب مع أحد.

ووسط هذا الصراع الدولي، تمكن خبراء الأمم المتحدة من زيارة الغوطة ومقابلة شهود عيان، رغم تعرض الوفد الدولي لإطلاق نار أثناء التوجه إلى هناك. لكن التطور السياسي الأبرز جاء على لسان الأمين العام للائتلاف السوري المعارض، بدر جاموس، بعيد اجتماع عقد في اسطنبول مع ممثلين لمجموعة “أصدقاء سوريا”، إذ رفض جاموس أي حديث عن جنيف2 قبل معاقبة الرئيس بشار الأسد لاستخدامه السلاح الكيميائي. أما لبنان، فلا يزال تحت صدمة السيارات المفخخة.

غير أن الخبر السعيد هو اكتشاف اللبنانيين أن رئيس جمهوريتهم لا يمضي كل وقته في الطائرة. فقد قطع إحدى رحلاته الكثيرة ليترأس اجتماعا للمجلس الأعلى للدفاع. الخبر السعيد الآخر هو أن القوى السياسية التي امتهنت كل أشكال التحريض، قررت أخيرا أن تغسل يديها من دم اللبنانيين. لكن توبتها لم تصل إلى حد تقديم تنازلات لتأليف حكومة جامعة تحمي البلاد سياسيا على الأقل، بل مضت في هوايتها بالبحث عن كبش محرقة.

الخبر السعيد الثالث هو أن الأجهزة الأمنية، بعدما تحولت إلى أجهزة مخصخصة برسم هذه الطائفة أو تلك، أو برسم هذا الزعيم أو ذاك، راحت هي أيضا تبحث عما يحفظ لها ماء الوجه.. لكنه بحث من دون جدوى، ما دام اللبنانيون يعرفون أن قسطا من دمائهم يسيل بسبب منع الأجهزة الأمنية من التنسيق في ما بينها.

أخبار سعيدة أو تعيسة، لا فرق، ما دام الجميع قرر أن يبرئ نفسه، وأن يضع في قفص الاتهام برنامجا تلفزيونيا. فقد طلب وزير الإعلام، وليد الداعوق، (نعم، لدينا وزير إعلام، ولديه وظيفة أخرى غير تخريب تلفزيون لبنان)، طلب الداعوق من المجلس الوطني للإعلام توجيه إنذار فورا إلى السيد مرسال غانم، لما تضمنه برنامجه من إثارة للغرائز وتحريض على الإخلال بالسلم الأهلي. أما السبب، بحسب فرمان الوزير، فهو عرض صورة خلال حلقة 23 آب الجاري لجثث مفحمة، تبين لاحقا أنها لا تعود إلى ضحايا الانفجارين في طرابلس.

الواقع أن برنامج “كلام الناس” اعتذر على صفحته الالكترونية عن هذا الخطأ الذي أوقعه فيه أحد ضيوف البرنامج… وحتى لو كانت الصورة صحيحة، ربما لم يكن ينبغي عرضها… ولكن، إليكم المفاجأة: ثمة جثث أخرى تفحمت في طرابلس. وهي جثث حقيقية. لا نعرف من فجرها لكننا نعرف تماما المتواطئين عن قصد أو غير قصد، ونعرف المقصرين أمنيا والمحرضين سياسيا، وهؤلاء لن يغسل ذنبهم بيان أو إنذار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.