آل سعود وحربهم الأخيرة والنهاية بغتة!!!

ahmad-rassim-nafiss

د. أحمد راسم النفيس:

لم يكن الغزو السوفييتي لأفغانستان حدثا مفاجئا لأمريكا التي خططت لاستدراج الروس للمستنقع الأفغاني لتنتقم من هزيمتها في فييتنام وانسحابها المهين والمذل من هذا البلد.

هذا ما صرح به بريجنسكي مهندس هذه الحرب التي أنتجت لنا تنظيمات القاعدة وداعش وبقية السلالة الإرهابية الوهابية النجسة!!.

ترى من الذي (خطط) لاستدراج آل سعود لغزو اليمن أو لم يخطط لكنه لم يمانع من انزلاقهم إلى حفرة سحيقة وهزيمة ساحقة مع فارق جوهري وهو أن الحرب الأفغانية لم تنتقل إلى الداخل الروسي عكس الحرب اليمنية التي تدور رحاها الآن في الداخل السعودي في نجران وجيزان وعسير.

الآن بدأت السمات المشتركة بين الحربين في الظهور، وأهمها الاستنزاف المالي والبشري في مواجهة خصم عقائدي مصمم على المواجهة والصمود بل وتحقيق النصر.

الاتحاد السوفييتي وقتها كان القطب الثاني في العالم، دولة منتجة لأحدث أنواع الأسلحة، أما آل سعود فهم أكبر دولة تشتري السلاح في العالم، لكنها لا تقدر على التعويض الفوري لخسائرها ولا تعويض انكساراتها.

لنأخذ نموذجا على ذلك – مجزرة الدبابات الأبرامز- في وادي جارة السعودي الذي دمر فيه ما يقارب 12 دبابة أبرامز أمريكية الصنع بينما لم تزد خسائر أمريكا في حرب الكويت من هذا النوع عن 8 دبابات دمر منها أربعة تدميرا كاملا أما الأربعة الآخرون فجرى إصلاحها وإعادتها مرة أخرى إلى الخدمة.

لا يمكن إذا لبهلوانيات جمال خاشقجي ولا لعنتريات عسيري الصحاف أن تغطي الحقيقة القائلة أن آل سعود في مأزق حقيقي لا يمنعهم من الخروج السريع منه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه سوى الكبر والغرور ووعود الشيطان الكاذبة (لَقَدْ ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ فَقِيلَ لَهُ مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ وَالْأَنْفُسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ غَرَّتْهُمْ بِالْأَمَانِيِّ وَفَسَحَتْ لَهُمْ بِالْمَعَاصِي وَوَعَدَتْهُمُ الْإِظْهَارَ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ).

أما على المستوى الاستراتيجي فقد تأكد بالدليل القاطع أن آل سعود لا يضمرون إلا السوء لأقرب حلفائهم مثل مصر ولا يسعون إلا لتحقيق مآربهم الخاصة ولو كان هذا على حساب تخريب هذه البلدان وحرمانها من فرص التنمية وإعادة البناء.

خطط آل سعود ولا زالوا عبر عملائهم وأزلامهم لحرمان مصر من بناء علاقات متكافئة ومتوازنة ببلدان العالم تمكنها من تنويع مصادر الدخل، كما خططوا أيضا لإبقاء الهيمنة الوهابية على الساحة المصرية من خلال الضغط لمحاصرة الحالة الشيعية بكل ما لدى آل سعود من أدوات تعمل وفق إمرتها.

حرب آل سعود الأخيرة التي قرروا خوضها إذا ليست قاصرة على الساحة اليمنية بل هي صراع ممتد عبر ساحات واسعة ومترامية يستميت آل سعود عبر سلاحهم (الأمضى) وهو الرشى فضلا عن سلاح الترويع والتكفير لإبقاء الكون تحت هيمنتهم ونحسب أن أسلحتهم قد فقدت مفعولها ودليلنا على ذلك مجزرة الدبابات الأبرامز التي فقد منها أربع دبابات في عاصفة الصحراء بطولها وعرضها وفقد منها اثني عشر في يوم واحد في وادي جارة.

عن الإمام الصادق عليه السلام: إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فانكسرت، فقال حين سقطت: هاه شبه الفزع، فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه. وقال أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة: إن الله عزوجل ذكره قدر فيما قدر وقضى وحتم بأنه كائن لابد منه أنه يَأخذ بني أمية بالسيف جهرة، وأنه يأخذ بني فلان بغتة.

(كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ * أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) الشعراء 200-207.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.