أبناء منطقتنا..البقاع: حذار من نفث إبليس في نار عصبياتكم..

ahmad-ismael-bekaa

موقع إنباء الإخباري ـ
الشيخ أحمد اسماعيل:
ها هو الشيطان يزين لأشاوس الزواريب سوء ما يقترفون، وشر ما يضمرون بحق أهلهم، وهو يريد لهم أن يجددوا حروب داحس والغبراء لقضايا تافهة لأبطال فارغين، خاصة حينما تكون حادثة مستنكرة يخطئ فيها الطرفان، وتكون ردة الفعل فيها أسوء من الفعل..
فلم الإصرار على الإيغال في العصبيات وجعل منطقتنا الحبيبة رهينة العنتريات والرصاص والقذائف؟
وهل يحق لأحد كائنا من يكون أن يفرض على عائلته أو بلدته أو منطقته قضية سخيفة تبدأ بسخافة وتستمر فصولها سخيفة مهما زخرفت بعناوين براقة تشرعن القتل؟
ولا أدري والله أين هو محل الشرفاء في مثل هكذا قضايا؟ فهل علينا أن نستسلم لأفكار من تختلط عليهم الأمور فيظن أن عدوه هو ابن العائلة المقابلة؟
فتعسا لهكذا عقلية جهنمية يفتي فيها إبليس بقتل الأخ لأخيه، ويزين فيها سوء عمل القتل الذي هو قتل للناس جميعا، فلا ابن العائلية الفلانية عدو لابن العائلة الأخرى ولا هذا هو صراعنا وقضيتنا، ومن يريد أن يكرس هذا الواقع فهو عدو للإنسانية جمعاء ولا ينتمي إلى البشر الأسوياء.
من هذا المنطلق ندعو الغيارى لوضع حد لارتكابات الصبية ممن يهددون أمن منطقتنا ويجعلونها عرضة لأهواء الذين ضيّعوا البوصلة لتكون على شفير الهاوية في أي لحظة غضب وعصبية، وكأننا انتهينا من كل أعدائنا.
فهنيئا لمن لا يلوّث يديه بدم أخيه الإنسان، وهنيئاً لمن يفر بدينه وينأى بنفسه عن هكذا باطل، وأقولها وأنا مرتاح الضمير: من يقتل أو يُقتل فهو إلى جهنم وسيحمل بعد مقتله أوزار من لحق ممن صدق أكذوبة أن معركته محقة وقضيته عادلة.
أرجوكم يا أبناء منطقتنا التي قدمت الشهداء ولم تبخل بالعطاء أن لا تسيئوا بحق من بذل الروح من أجل أن نحيا بكرامة، لا أن نبني متاريس الذل لنحصد الهوان.
لا تجعلوا عناتر الأزقة والزواريب يرسمون مستقبلكم. أفيقوا من سباتكم.. انهضوا من غفوتكم التي تنسف تاريخكم المشرف الذي يفيض بالكرامة. فمن لا يحمله رأسه ظناً منه أنه يمتلك شجاعة وبسالة فميادين الجهاد مشرعة الأبواب تناديه : حي على الجهاد..
وأختم بحديث نبوي قال فيه (ص):
(من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية)
وهنا نحن أمام خيارين: إما أن نكون تحت عباءة من بُعث رحمة للعالمين، وإما تحت عباءة أعراب الجاهلية كأبي سفيان وأبي لهب وأبي جهل ونحشر معهم.
والأمر أظهر من الشمس في رابعة النهار.
فهلا اتقينا الله أم أننا سنصرّ على عصبياتنا التي هي مفتاح جهنم؟
أسأل الله أن يلهمنا جميعاً الحكمة والبصيرة..
فالحياة السعيدة تليق بالعقلاء، فهم يستأهلون حياة عزيزة وكريمة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.