أسواق الأسهم العالمية تحقق مكاسب طائلة مدفوعة بفوز بايدن ولقاح فيروس كورونا

ارتفعت أسواق الأسهم العالمية بشكل حاد يوم الاثنين مع بداية تعاملات الأسبوع، بعد أن تم تعيين “جو بايدن” رئيسًا للولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وزادتمكاسبهاإلى مستويات قياسية عقب الأخبار الواعدة عن لقاح فعال لفيروس كورونا.

لقد كانت الانتخابات الرئاسية من أكثر الانتخابات اثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة والتي أثارت حالة من عدم اليقين في الأسواق، لكن التأكيد الذي طال انتظاره على فوز بايدن مهد الطريق لمزيد من المكاسب للأسهم العالمية، وبالرغم من ذلك، يبدو أن مجلس النواب الديمقراطي المتوقع ومجلس الشيوخ الجمهوري على الأرجح سيحدان من مقدار التغيير الدراماتيكي في السياسة التي يمكن أن يسنهابايدن كرئيس.

كيف كان أداء الأسواق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

كان 2020 عامًا مليئًا بالكثير من الأحداث الكبيرة التي أثرت بشكل كلي في جميع الأسواق المالية، فجائحة فيروس كورونا والركود الاقتصادي الذي تسببت فيه والمخاطر المحيطة بالانتخابات الرئاسية جعلت الأسواق في حالة من عدم اليقين، حيث شهدت أسواق فوركس وأسواق تداول الأسهم ارتفاعات جديدة على الإطلاق وأسوأ المستويات المنخفضة في سنوات خلال هذا العام.

اتفق خبراء على أن فوز المرشح الديمقراطي “جو بايدن”بالرئاسة سيكون له تأثير سلبي على سوق الأسهم، بينما اعتقدأخرينأنه سيكون سلبيًا على بعض القطاعات ومحايدًا على قطاعات أخرى، فيما رأي محللون أن إعادة فوز ترامب لولاية ثانية سيكون له تأثير إيجابي على الأسواق.

تاريخيًا تتراجع أسعار الأسهم في المتوسط ​​في الأشهر الثلاثة الأخيرة التي تسبق الانتخابات وتتراجع أيضًا كلما خسر الحزب السياسي الحالي لكنها ترتفع إذا فاز الحزب الآخر، هذا بغض النظر عما إذا كان الرئيس جمهوريًا أم ديمقراطيًا، فعلي مدار التاريخ لم يكن أي حزب سياسي جيدًا أو سيئًا على وجه الخصوص للأسواق.

من هو الأفضل للمستثمرين؟ رئيس ديمقراطي أم جمهوري؟

ومع ذلك، يشير تحليل على المدى الطويل إلى أن الأمور ليست واضحة تمامًا، على الرغم من الاعتقادبأن الرؤساء الديمقراطيين هم أسوأ بالنسبة لأسواق الأسهم إلا أن الأدلة تشير إلى عكس ذلك.

لا يعتبر أي من الحزبين السياسيين جيدًا أو سيئًا للأسواق، بدلاً من ذلك، ما يهم أكثر هو السياسات التي يختارها الرؤساء لسنها وتأثيرها الصافي، على سبيل المثال: على الرغم من أن التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب كان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تطور إيجابي للأسواق، إلا أن تعامله مع قضايا السياسة الخارجية والتجارة كانت لها تأثير معاكس.

إن المكاسب الأخيرة في أسواق الأسهم جاءت على خلفية الآمال المتزايدة بإقرار صفقة التحفيز الضخمة لدعم الاقتصاد الأمريكي من أضرار جائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى توصل شركة فايزر الأمريكية إلى لقاح أثبت فعاليته بأكثر من 90% لفيروس كورونا.

سياسات بايدن الرئيسية وأثرها على أسواق الأسهم

من أكبر المخاطر التي قد يتعرض لها أسواق الأسهم خلال فترة رئاسة بايدن هي زيادة الضرائب على الشركات الأمريكية، لقد قام الرئيس ترامب بتخفيض قيمة الضرائب في عام 2017 من 35٪ إلى 21٪، الأمر الذي صب في صالح الشركات حيث ارتفعت عوائد السهم وارتفعت أسعاره، في حين قال بايدنفي برنامجه الانتخابي أنه سيعمل على عكس هذه السياسة بشكل جزئي في بدايةالعام المقبل،بما سيكون له نتائج سلبية على المستثمرين في الأسهم.

يقول بنكUBS أنه إذا تمزيادة معدل الضريبة إلى 28٪ على سبيل المثال إلى جانب التغييرات الضريبية المقترحة الأخرى فمن المتوقع أن تتراجع أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 8٪.

كما يعزمبايدنعلى زيادة الحد الأدنى للأجور بما قد يؤثر سلبًا على أرباح الشركات،يعتبر محللو الأسواق أن اتخاذ مثل هذه القرارات ستزيد من جاذبية الأسهم غير الأمريكية بعد سنوات من الأداء المتميز للأسهم الأمريكية على جميع دول العالم.

لكن كل هذا بالطبع مشروط بحصول الحزب الديمقراطي على أغلبية في الكونجرس الأمريكي والتي بدونها من غير المرجح أن يمرروا تشريعات ضريبية رئيسية، إلى جانب ذلك، هناك فرصة كبيرة لأن يتراجع الإصلاح الضريبي للشركات في السنة الأولى لبايدن في منصبه بينما يتم إعطاء الأولوية لحزم الإنقاذ الاقتصادي.

من المتوقع أن يحتفظ الحزب الديمقراطي بسلطته على مجلس النواب، ومن غير المرجح أن يستولي على مجلس الشيوخ، لذلك قد يقيد الكونجرس المنقسّم قدرة إدارة بايدن على تقديم حزمة تحفيز اقتصادي أكبر والإنفاق العام وإصلاح الضرائب أو الصحة والتشريعات المتعلقة بالمناخ.

حروب تجارية أقل ومزيد من المفاوضات التجارية

جاءت انتخابات عام 2020 بعد أربع سنوات صعبة للعلاقات الدولية في ظل حكم الرئيس الحالي “دونالد ترامب” الذي أشعل حربًا تجارية مع الصين وخلافات متعددة مع أوروبا.

ولكن ستشهد رئاسة بايدن نهجًا أكثر ليونة وأكثر تعاونًافي العلاقات التجارية العالمية،وقد يعني ذلك على الأرجح تقلبًا أقل في سوق الأسهم مع حروب تجارية أقل وربما مزيد من المفاوضات التجارية، وهذا من شأنه أن يخلق بيئة عمل أفضل للشركات التي تزدهر على اليقين.

المخاطر

أحد أكبر المخاطر بالنسبة للأسواق هو استمرار وصول حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا إلى أرقام قياسية في الولايات المتحدة، كما أن الطبيعة الاستقطابية بشكل خاص لهذه الانتخابات قد تؤدي إلى تقلب الأسواق.

قد تؤدي الفوضى أو التداعيات المطولة أيضًا إلى تمديد هذا التقلب إلى ديسمبر وربما حتى يناير، فالرئيس الحالي “دونالد ترامب” لم يتنازل عن أي أذونات ويمضي قدمًا في الطعون القانونية ضد نتائج التصويت.

لقاح فعال لفيروس كورنا

لقد كانت أخبار لقاح فايزر ضد فيروس كورونا بمثابة محفز قوي للأسواق، حيث سجلت الأسهم العالمية واحدة من أكبر التحركات في يوم واحد منذ فترة طويلة، وسجل كل من مؤشر Dow Jones و S&P 500 مستويات قياسية جديدة، نظرًا لأن اللقاح الناجح سيمهد الطريق بشكل فعال لإعادة النمو الاقتصادي على مستوى العالم.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.