أمريكا والإسلام السياسي (2)

anti-islam-protests

صحيفة العرب اليوم الأردنية ـ
بقلم المفكر العربي موفق محادين:

مقابل الإسلام السياسي الجهادي الوطني ضد الاستعمار القديم كما مثله القسام والمختار وابن باديس والخطابي.. مرت الطبعات الاستعمارية للإسلام السياسي بعدة مراحل أساسية، تناوب عليها الإنجليز والأمريكان والفرنسيون:
·       أولا: بريطانيا والإسلام السياسي: كان أول عهد الاستعمار البريطاني مع هذا النمط من الإسلام، هو ما قام به ضابط المخابرات البريطانية، همفر، حيث التقط مؤسس الوهابية القادم من نجد (محمد بن عبد الوهّاب)، في البصرة وسلمه إلى المخابرات البريطانية في أصفهان لتتولى إعداده وذلك عام 1710، وكان لا يكترث بالأئمة الأربعة ويدعو لهدم الأضرحة.
·       أما المحطة الثانية فكانت مع ضابط المخابرات البريطانية فيلبي (الأب) الذي عرف بالحاج عبدالله قبل أن ينقل بندقيته إلى المخابرات الأمريكية وشركة أرامكو.
·       المحطة الثالثة كانت مع كرومر الحاكم البريطاني لمصر الذي كانت تربطه علاقة وثيقة بالشيخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا الذي كان بدوره حلقة أيديولوجية وسياسية وسيطة بين الوهابية وبين حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين..
ويذهب رفعت السعيد في اتهاماته للبنا بأنه أسس مشروعه في الإسماعيلية 1928 بدعم من شركة قناة السويس البريطانية ثم إسماعيل صدقي رئيس الوزراء المصري المقرب من المخابرات البريطانية التي اصطدمت مع الملك فاروق في بدايات الحرب الثانية، واتهمته بالتعاون مع هتلر، وذلك قبل تدبيره اغتيال البنا في إطار احتدام الصراع الإقليمي والدولي على مصر بعد انتهاء تلك الحرب.
ثانيا: فرنسا والإسلام السياسي
بعد ثورة المصريين على المشايخ الذين تعاونوا مع نابليون لم تظهر فرنسا الاستعمارية ثانية بقوة في المشهد الإسلامي إلا عبر (مؤتمر باريس 1913)، ودور مشايخ مثل الزهراوي الذين روجوا لفرنسا الصديقة وبرروا استعمارها للشرق العربي. وبعد احتلالها لسورية شكل الشيخ تاج الدين الخطيب (جد رئيس المعارضة السورية الحالية) حكومة سورية صادقت على ضم الإسكندرون السوري إلى تركيا، واعتمدت عَلَم (المعارضة الحالية) عَلَماً لها، وترمز نجماته الثلاث إلى ثلاثة كيانات طائفية (المسلمون (السنّة) والمسيحيون والعلويون).
ثالثا: فيما يخص النظرة الأوروبية الجديدة للإسلام السياسي، فالأبرز هنا دراسة اليكسي غلني الصادرة عن (الجزيرة) 2010 تحت عنوان (جسور لا جدران)، ومما جاء فيها:
1 – أهمية الحوار مع جماعات الإسلام السياسي مع تفهم رؤيتها للديمقراطية مقابل القواسم المشتركة المهمة في مجالات السوق وفلسفته وفي مجال القيم الدينية المشتركة.
2 – ترجمة هذا الحوار في استراتيجيات عمل لا سيما في ضوء استنزاف الأنظمة العربية لنفسها وعجزها عن تجديد دورها.
وحسب دراسة أخرى لـ فيلدمان فإن الغرب بحاجة إلى مشروع (مارشال)، وصحوة إسلامية تستبق صحوة الدب الروسي في قلب العالم (أوراسيا).

تعليق 1
  1. سفيان يقول

    من أين تأتون بكل هذه المعلومات؟
    سوف تحاسبون على كل كلمة تكتبونها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.