الانتخابات الايرانية: رسائل القوّة

موقع العهد الإخباري-

مختار حداد :

فيما يقترب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الاسلامية الايرانية (في 18 يونيو/حزيران الجاري)، وبينما تحتدم المنافسة بين المرشحين لكسب أكبر عدد من أصوات الناخبين، وفي وقت تتعرّض فيه ايران لمؤامرات عديدة تريد النيل من وحدتها ودورها العالمي المحوري، يتساءل العديد من المتابعين عن أهمية ماراثون الانتخابات الرئاسية الايرانية في هذه الفترة على وجه الخصوص.

تكمن أهمية السباق الرئاسي الايراني في كونه يأتي في ظلّ حرب ضروس جائرة تتعرض لها الجمهورية الاسلامية الايرانية على كافة الصُعد السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الاجتماعية من جانب الأعداء، لدورها الكبير في “قطع رأس المؤامرة” التي كانت تستهدف المنطقة برمتها بغية تقسيمها الى دويلات متناحرة تسهّل على الكيان الصهيوني تحقيق مشروعه الإرهابي العنصري.

فالإقبال الشعبي الواسع ومن كافة الأطياف على صناديق الاقتراع بعد أقل من أسبوع واحد على انطلاق السباق الانتخابي، سيُلجم أفواه من يضمر الشر للجمهورية الاسلامية ولشعبها المقاوم، وسيضرب المشروع “الاميركي الغربي الصهيو-رجعي”.

لكن لو أردنا تسليط الضوء بشكل أقوى على أهمية الانتخابات الرئاسية الايرانية بدورتها الثالثة عشرة هذا العام، لا بد لنا عندها من تناول الموضوع من كافة جوانبه، وبالارتكاز على خطابات قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي بشأن الدورات الاثنتي عشرة السابقة من الانتخابات في هذا الصدد.

لا تنحصر أهمية الرئاسيات الايرانية في دورتها الثالثة عشرة بحدّة المنافسة بين المرشحين السبعة للرئاسة، إنما تبعث رسائل عديدة للقاصي والداني، حيث تؤكد أن الجمهورية الاسلامية ستثبط بقوّة واقتدار جميع المحاولات التي تهدف للنيل من وحدتها وعرقلة مسار تقدمها، وستتمكن عبر الاستحقاق الشعبي من استكمال تجربة الديمقراطية الاسلامية المعاصرة بكامل رونقها.

وستقدّم هذه الملحمة الانتخابية للعالم الشكل المبتكر والمتطوّر والمبدع لنظام الجمهورية الاسلامية الذي أسسه الامام الخميني (قدس)، فسيادة الشعب الدينية بما تتضمنه من حضور موحّد للشعب، ومنافسة جادة، إلى جانب المعايير الاسلامية والالهية، هي المزيج الرائع الذي ما انفك يبهر الأنظمة السياسية بمختلف تركيباتها في العالم، وبات أنموذجا يُحتذى به في العديد من الدول.

ولا بد لنا من التأكيد أن قوّة ايران من الداخل ستنعكس على المنطقة ومحيطها الاقليمي، خصوصاً بالتزامن مع حضورها المُقتدر والحاسم في رسم المعادلات الدولية.

إضافة الى العديد من الانتخابات الأخرى، تعدّ الانتخابات الرئاسية من أبرز الأحداث التي تجري كل أربع سنوات في الجمهورية الاسلامية، إلاّ أنه الماراثون الرئاسي الأهم في ايران لعدّة أسباب:

أولًا، ينتخب الشعب الايراني بجميع فئاته أعلى مسؤول تنفيذي في البلاد، فالرئيس على الصعيد السياسي هو الشخص التنفيذي الأول في الجمهورية الاسلامية ، وتعود إليه القرارت التنفيذية وفقا للدستور.

ثانياً، سيضع الشعب الايراني مصير البلاد في كافة المجالات بيد رئيس جديد لمدّة أربع سنوات، لذا فإن هذه الانتخابات مهمة للغاية بسبب نطاق السلطة الواسعة التي سينجم عنها.

ثالثاً، تجرى الانتخابات الرئاسية لهذا العام وسط تسارع وتيرة المفاوضات في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الذي أدخلته اميركا في حالة موت سريري منذ عدّة سنوات، ورغم تأكيد جميع المرشحين على ضرورة المضي بالمفاوضات قدمًا إلى أن تحقق مصالح البلاد المتمثلة برفع الحظر عنها، إلاّ أن الرئيس الذي سينتخبه الشعب سيكون له دور بارز في دعم الاقتصاد الوطني وتثبيط العقوبات.

في الختام لا بد أن نعيد للأذهان تأكيد الامام الخامنئي مراراً وتكراراً على أهمية الانتخابات الرئاسية، وأنه لو أراد الشعب أن تحلّ المشاكل التي يواجهها، كل ما عليه هو أن يختار بإرادته حكومة شابة ثوريةً ومخلصة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.