(البيت الإيراني) جَامِعُ الجَمِيع

موقع إنباء الإخباري ـ

الأكاديمي مَروان سُوداحْ* ـ الشَّيخ مُحمد حَسن التَّويِميِ**:

 

كان الحَفل في (بيت إيران) وفي ضيافة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في العاصمة الاردنية عمّان، سعادة السيد مُجتبى فردوسي بور المُكرّم، بمناسبة حُلول عيد رأس السنة الإيرانية (نوروز) وبداية العام الإيراني الجديد، مُصِاحِباً بدلالات طقسية وجيوسياسية منها، وداع الشتاء وبداية الاعتدال الربيعي، فإطلالة دورة حياتية حيوية جديدة، وحلول الصفاء في الطبيعة، والى جانبها تجيّش الشعب الايراني الشقيق بروح شعارها (الاقتصاد المُقاَوِم: إنتاج وعمل)، وتحقيق نجاحات على كل الأصعدة المحلية والقارية والعالمية.

نجح الجُهد الجَمعي الإيراني للجميع في (بيت إيران)، فقد كان الحفل بروحية السفير (بور) صاحب الابتسامة الجميلة والمُمَيَّزة، لطيفاً، جَمِيلاً وبَهِيجاً وجامعاً مختلف الشخصيات ذات التوجّهات المُتباينة، وربما المتناقضة والمُتَخالفة أحياناً، فلم تكن المهمة جَمع الأصدقاء والحُلفاء فقط، إنّما جَمع الجَميع وفق جَوامع إنسانية وثقافية، ونجح السفير بذلك، ونجحت بلاده أيضاً بها، وهي التي ترى في الاتفاق مع الجميع شعاراً ترفعه ولا تُنِزله أبداً.

الحَفل الذي تم إحياؤه مساء يوم الإثنين، الـ20 من مارس/أذار الحالي، وقُدّمت رِقاع الدعوات للاردنيين من الجنسين لحضوره، اشتمل على عدة فقرات، لعل أطيبها وأجملها الفرقة الغنائية الموسيقية(Naghme Saz Iranian Music Band) التي وزّعت شعارها “السلام والصداقة في إحتفال نوروز”على المُحتفين، وعزفت مقطوعات موسيقية إيرانية جذّابة، نالت سرور ورضى وتصفيق ضيوف السفير، الذي عدّد في كلمته التي ألقاها في الإحتفائية أسماء الدول التي تحتفل هذه الأيام بهذا العيد، ومُضيفاً على مَسامعنا شيئاً من تاريخه، ومُرحّباً بالأصدقاء الاردنيين من نساء ورجال، وإعلاميين وصحفيين وبحّاثة سياسيين، ورؤساء تحرير، وزملاء السفير (مُجنبى فردوسي بور) الكُثر، من السفراء والدبلوماسيين المسلمين والعرب والأجانب، الذين لبّوا الدعوة الكريمة، وقد كان تسيير السفير البهجة إلى قلوب زملائه ِميزة ملازمة له، تحوز على التقدير والإعجاب من جانبهم وتضفي على الحفل أجواء السرور والُألفة.

لقد كان واضحاً ومَرئياً للجميع في الحفل، أن للسفارة الإيرانية في عمّان رغبة لجَمع كل مَن يرتدون ألواناً مُتباينة ومختلفة دون استثناء أحد منهم، فليس بينهم ولا فيهم الأصدقاء والزملاء والحُلفاء فقط، بل وهناك في أوساطهم أيضاً مّن يَختلفون فِيما بين بعضهم  البعض في السياسة والتوجّهات والأديان التي يَعتقدون بها أو يُؤمنون. و (لعمري)، فإن هذا النهج الإيراني يريد – وكما لَمسنا ونعتقد – أن يَقول شيئاً مُهمّاً وتاريخياً لنا وللمنطقة وللعالم، لاسيّما في الأوضاع العربية والشرق الأوسطية والشرقية والدولية الحالية والدقيقة للغاية والخطرة والمتوتّرة، وهذا الشيء هو على الأغلب، أن إيران تطالب الجميع أن يجتمعوا على كلمة سواء، من أجل الانتماء لمنطقتنا، والتعاون والتآخي والتضامن والصداقة، فلا مَخرج غير هذا المَخرج لاستعادة الكرامة والأرض والتاريخ واحترام البشر لنا، والأهم من أجل نيل إحترام أجيالنا المقبلة لنا أيضاً.

إحتفائية نوروز في (بيت إيران) هي برأينا عَملٌ وجهد كبير وناجح للوصول الى إجتراحات أخرى مُتجدِّدة، ولإيصال رسالة مهمّة نفهم منها: أننا في إيران نريد أن نكون أصدقاءً للكل وليس فقط للمسلمين عموماً ولمسلمينا خصوصاً.. إنما لكل الكل مِمَن يُريدون صَداقتنا والعلاقات معنا.. فبيتُنا الإيراني جامعٌ لجميع مَن يَهتم بالجَسر والجَمع والتوفيق والاعتراف بالآخر الشقيق والصديق والإنساني ومصافحته والحديث إليه ومعه عن أطيب العلاقات معه والتمنيات له.

وفي هذا المَنحى الإحتفائي، عَدّدَ السفير السيد مُجتبى في كلمته القصيرة في حضرة جميع الحضور، أسماء تلك الدول الشقيقة والصديقة التي تفعّل إحتفالاتها هذه الأيام بعيد (نوروز)، وهي بمعظمها آسيوية وعريقة ضاربة جذورها في تاريخ أممها والحضارة والثقافة والعلوم البشرية. فهذا العيد قدِيم قِدم الحَضارة الآسيوية ذات الثقافات المتعدّدة والغنيّة بنتاجات شعوبها الكثيرة. فآسيا هي قارّة تشتهر منذ الإنسان الأول فيها، بتوليد الحضارة والاختراعات الكثيرة التي أَثرت البشرية ومَسيرتها الإنسانية وتآخي أممها وشعوبها.

وبهذا التعداد لأسماء الدول الصديقة والشقيقة من لدن سفير يُمثّل خير تمثيل فخامة رئيس دولته الإيرانية، ودولته إيران نفسها وشعب بلاده الإيراني لدى دولة شقيقة يعمل فيها هي الاردن، تأكيدٌ واضح وشفّاف ومباشر بأن إيران الاسلامية تقيّم إيجاباً وبمحبّة واحترام علاقاتها العربية والآسيوية والدولية، وتَحتفي مع تلك الدول ومُمَثّليها بإحتفاءاتها، و (تُعيّد) معهم وإلى جانبهم، لأن طهران مُشابهة لعواصم تلك البلدان بإنتمائها للبشرية والقارة القديمة الكبيرة والعالم والإنسانية وللمَهام الجَمعية الجَليلة التي تنشغل بها الشعوب.

بقي أن نُؤكد أن الإحتفائية بنوروز الإيراني في الاردن وبين الاردنيين وبمعيّة المواطنين الإيرانيين، هو نسخة مطابقة للحَضرنية الإيرانية المُستقبِلة العام الجديد بروحية أممية أَخوية لتأكيد المَحبّة والإخاء في كل الإتجاهات.

لذا، هَلَّ نوروز علينا بتقاليده الإصيلة وسلوكيات قويمة من لدن المُحتفين به من الإيرانيين، وهو كذلك أصيلٌ لإشراكه المواطنين الأجانب باحتفال جَماعي يُعبّر عن الجَماعة الإنسانية الواحدة والموحَّدة بالأولويات والمُشتركات الإنسانية في تمنياتها وتطلعاتها السلمية، وفي تطبيقاتها الحضارية والثقافية العريضة.

*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

**مسؤول ديوان المطبوعات والنشر والإسلاميات في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.