الجعفري: دول عربية استغلت الاوضاع المضطربة التي تمر بها بعض دول المنطقة لاختطاف آليات صناعة القرار العربي في الجامعة

بشار الجعفري

وكالة سانا السورية للأنباء:

دعا الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الجامعة العربية إلى التحرر من سيطرة البترودولار والعودة الى الاحتكام للعقل والقانون الدولي واحترام ميثاقها ونظامها الداخلي موضحا أن دولا عربية في مقدمتها قطر والسعودية عملت على تسخير مؤسسات الجامعة لخدمة اجندات خارجية معادية لاتصب في صالح الدول العربية وشعوبها.

وأكد الجعفري في بيان سورية الذي ألقاه خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن أمس حول “التعاون بين الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية وما دون الاقليمية في حفظ السلم والامن الدوليين” أن تكامل جهود الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية في القضايا المشتركة وفي مقدمتها حفظ السلم والامن الدوليين كفيل بتحقيق قيمة مضافة لعملهما بيد أن النجاح في ذلك يقتضي اتساق الجهود المبذولة مع القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الامم المتحدة واحكامه ذات الصلة.

وأوضح مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة أن الميثاق أرسى إطارا قانونيا للتعاون بين منظمة الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية والتي اثبت بعضها أهمية دورها في عدة مناح خدمة لمصالح دولها الاعضاء مثل ممارسة جهود الوساطة ومنع نشوب النزاعات وتسوية مانشب منها بالطرق الودية إضافة إلى الدفاع عن مصالح أعضائها وتوطيد التعاون فيما بينهم في شتى المجالات لافتا إلى أن هذا يقود إلى الحديث عما تم الإشارة إليه من دور لجامعة الدول العربية بوصفها منظمة إقليمية في حفظ السلم والامن الاقليميين والمساعدة في ايجاد حلول سلمية لقضايا المنطقة العربية ومنها الأوضاع الراهنة التي تعيشها سورية.

سورية عضو مؤسس وأصيل في جامعة الدول العربية وأدت عبر تاريخها دورا محوريا في العمل العربي المشترك

وبين الجعفري أن سورية عضو مؤسس وأصيل في جامعة الدول العربية وأدت عبر تاريخها دورا محوريا في العمل العربي المشترك ودافعت عن قضايا الامة العربية والتزمت باتفاقية الدفاع العربي المشترك وكانت المصلحة القومية العليا هي المنطلق في توجهات السياسة الخارجية السورية الامر الذي عرض سورية لكثير من الضغوط والاعتداءات التي القت بظلالها على معيشة الشعب السوري ورفاهيته.

وأكد الجعفري أن سورية أمنت بعمقها العربي ورحبت بانخراط جامعة الدول العربية في الجهود الرامية لتسوية الأزمة في سورية ظنا منها أن الجامعة ستلعب دورا ايجابيا في كشف الابعاد الحقيقية للوضع والمساعدة في وقف العنف ودعم الحوار الوطني الذي أطلقته الحكومة السورية. وقال الجعفري: “وفي هذا الاطار تعاونت الحكومة السورية مع الامانة العامة للجامعة والتزمت بتنفيذ خطة العمل التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين وشرعت أبوابها للمراقبين العرب بيد أن دولا عربية في مقدمتها قطر والسعودية استغلت الاوضاع المضطربة التي تمر بها بعض دول المنطقة لاختطاف آليات صناعة القرار العربي في الجامعة وفرض إملاءات دول اخرى بالتهديد حينا وباغراءات “دبلوماسية دفتر الشيكات” أحيانا اخرى وعملت هاتان الدولتان على تسخير مؤسسات الجامعة لخدمة أجندات خارجية معادية لاتصب في صالح الدول العربية وشعوبها وبدلا من أن تتعاون الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على البر والتقوى أضحت في ظل هيمنة البترودولار عليها تتعاون على الاثم والعدوان.

وأضاف الجعفري: “إن بداية الانحراف تمثلت في إجهاض أمانة الجامعة لمهمة بعثة المراقبين العرب والتعتيم على نتائجها أمام مجلس الامن وذلك لكون هذه البعثة قد أبرزت منذ بداية الازمة وجود مجموعات مسلحة ترتكب أعمال عنف وإرهاب في العديد من المناطق السورية وتستغل المطالب الاصلاحية المشروعة لتنفيذ أجندات خارجية تهدد أمن واستقرار سورية وامتد الامر اثر ذلك لإصدار جملة من القرارات غير القانونية التي لاتهدف فقط للتلاعب بدور المنظمات الاقليمية والتهرب من مسؤوليات الجامعة بل لتدويل الازمة في سورية واستجرار التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية السورية وكان آخر هذه القرارات قرار جامعة الدول العربية القاضي بالتعامل مع طرف من أطراف المعارضة الخارجية الممولة قطريا وسعوديا واعتباره دون غيره ودون أي وجه حق ممثلا للشعب السوري الأمر الذي ينتهك بشكل سافر ميثاق الجامعة ومبادىء القانون الدولي وابجديات العلاقات العربية والدولية .

قطر والسعودية قامتا بالضغط لتمرير مشروع قرار يتيح للدول العربية الراغبة تقديم السلاح للمعارضة السورية والمجموعات الارهابية المسلحة

وأوضح مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة أن قطر والسعودية قامتا بالرغم من اعتراض دول عربية أخرى بالضغط لتمرير مشروع قرار يتيح للدول العربية الراغبة تقديم السلاح للمعارضة السورية والمجموعات الارهابية المسلحة التي ترعاها الحكومة التركية وتسلحها وتسهل عبورها للحدود المشتركة الأمر الذي شكل تقويضا لمهمة المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي واعترافا صريحا من بعض دول الجامعة بوقوفها في جانب تسليح المجموعات الارهابية المسلحة وعدوانها على الدولة والشعب والمؤسسات في سورية بما يخالف قراري مجلس الامن 2042/2043 اللذين يؤكدان على ضرورة التوصل الى حل عبر عملية سياسية بقيادة سورية ويجهض المساعي المبذولة لعقد المؤتمر الدولي حول سورية.

وأضاف الجعفري: “إن هذا يخالف بشكل فظ التزامات الدول العربية الاعضاء في الجامعة بموجب اتفاقية الدفاع المشترك وأحكام ميثاق الجامعة علاوة عن كونه انتهاكا فاضحا لمبادىء القانون الدولي وأهداف ومقاصد الامم المتحدة وخاصة ماتضمنته المادة الثانية من الميثاق من مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتسوية السلمية للنزاعات والامتناع عن استخدام القوة كما ان هذا القرار يمثل تعديا على دور مجلس الامن في حفظ السلم والامن الدوليين بموجب المادة 24 من الميثاق وسلطته الحصرية وفقا للمادة 53 في الاذن للمنظمات الاقليمية بالقيام بأي تدابير قمعية”.

وبين الجعفري أن من شان مثل هذه القرارات تأجيج اوار الازمة في سورية وعرقلة الجهود الرامية لايجاد حل سياسي لها والحاق المزيد من الاضرار بالدولة السورية والشعب السوري ودعم الارهاب الذي اتفقت دول العالم على ضرورة مكافحته.

ودعا الجعفري الجامعة العربية إلى أن تكون جزءا من الحل السياسي السلمي لا ان تكون جزءا من مشاكل المنطقة وتأزيمها خدمة لاجندات خارجية تضر بمصالح الشعوب العربية وتروج لما يسمى بظاهرة الربيع العربي الذي هو في الحقيقة اقرب ما يكون الى فصل شتاء قارس يعصف باستقرار وسلامة ورفاهية الشعوب العربية.

كما دعا الجعفري الجامعة الى التحرر من سيطرة البترودولار والعودة الى الاحتكام للعقل والقانون الدولي واحترام ميثاقها ونظامها الداخلي والابتعاد عن المصطلحات الرنانة التي استنبطها آخرون لتدمير لحمة وسيادة الدول العربية وسلامتها الاقليمية والعمل لخدمة القضايا العربية وفي مقدمتها انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.