الصحافة اللبنانية اليوم 28-2-2013 : السيد نصر الله لمثيري الفتنة: لا تخطئوا الحسابات

n00015389-b

موقع قناة المنار:

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 28-2-2013 رزمة من الملفات الداخلية كان ابرزها خطاب السيد حسن نصر الله امس، وتطورات ملف قانون الانتخابات، وضغط هيئة التنسيق النقابية على الحكومة عبر اضرابها المفتوح لاقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب، والجلسة الاستثنائية التي عقدها مجلس الدفاع الأعلى في قصر بعبدا لبحث التطورات الامنية، اما دولياً فتحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية.

السفير

الشـارع يختـبر قـرارات «الدفـاع الأعلـى»
نصرالله لمثيري الفتنة: لا تخطئوا الحسابات

وكتبت صحيفة السفير تقول “بقي الوضع الامني تحت المجهر، بعدما تحول الى هاجس يومي للبنانيين، والى فضيحة موصوفة للدولة التي حاولت مرة أخرى الحد من خسائرها واستعادة المبادرة الأمنية، عبر قرارات وُصفت بـ«الحازمة» اتخذها مجلس الدفاع الأعلى في جلسته الطارئة أمس.

أما على الصعيد السياسي، فقد استمر الأخذ والرد حول قانون الانتخاب، وبدا ان كل طرف لا يزال يغني على ليلاه، مع تكاثر المشاريع المتعارضة، بينما سحب الرئيس نبيه بري من التداول صيغته التوافقية، ليسجل في المقابل تقدم لفكرة لبنان دائرة واحدة على اساس النسبية، مع قوة الدفع التي تلقتها من الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بعد العماد ميشال عون، في وقت تابع النائب وليد جنبلاط العزف على أوتار مشروع الحكومة، وواصل «تيار المستقبل» سعيه الى بلورة نظام مختلط يكون قادرا على منافسة «الأرثوذكسي» في نيل الأكثرية النيابية.

رسائل نصر الله
في هذه الأثناء، أطل السيد نصر الله، مساء أمس عبر قناة «المنار» ليدحض بالصوت والصورة كل الشائعات التي تناولت وضعه الصحي، واضعا إياها في خانة الحرب الاعلامية التي تشن على «حزب الله».

وفي موقف لافت للانتباه، قال نصر الله بلهجة هادئة ولكن تنطوي على رسائل لمن يعنيه الأمر: نحن حريصون جداً جداً وحتى ينقطع النفس على عدم الانجرار الى الفتنة، لكن لا يجب على أحد أن يخطئ في حساباته معنا. وأضاف: لا نريد أن ندخل بيتا أو مسجدا أو نعتدي على أحد، نحن مشغولون في الليل والنهار لمواجهة ما يعده العدو الاسرائيلي لنا، لكن في الوقت عينه لا يأخذنا أحد الى مكانٍ آخر.

وحذّر نصر الله من أن هناك من يدفع لبنان، وبشكل متسارع، الى اقتتال طائفي ومذهبي، وخصوصا سنيا – شيعيا، معرباً عن اعتقاده أن «هناك من يريد ان تكون بيننا وبين الفتنة ايام قليلة»، ومنبها الى أن الفتنة السنية ـ الشيعية ليست من مصلحة لبنان، ومرفوضة بكل المعايير.

ووصف نصر الله ظاهرة الخطف بأنها إجرامية وخطيرة، داعيا الى رفع الغطاء عن أي خاطف أو مجموعة خاطفة، «وأيّا كان، يجب أن يُلاحق ويُداهم ويُعتقل، ولا يوجد أي مكان مغلق على الجيش وعلى الاجهزة الأمنية، ويجب أن يتم القضاء على هذه الظاهرة بشكل حاسم و قاطع.»

«الدفاع الأعلى»
أمنيا، عقد مجلس الدفاع الأعلى جلسة استثنائية، في قصر بعبدا، حيث ركز على اربعة عناوين، هي: الخطر الاسرائيلي جنوبا، الاحداث على الحدود اللبنانية السورية، عمليات الخطف في مقابل فدية مالية، والتحركات التي تهدد الوحدة الوطنية.

وقال مصدر واسع الاطلاع لـ«السفير» ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان شدد على وجوب ان يردع المجتمع الدولي اسرائيل عن المضي في خروقها الاستفزازية المتكررة للسيادة اللبنانية وآخرها التوغل البري في منطقة الوزاني.

كما تناول سليمان الوضع على الحدود اللبنانية السورية وشدد على وجوب التزام كل الأطراف اللبنانية بـ«إعلان بعبدا» لجهة النأي بالنفس. وركّز على وجوب وضع حد نهائي لظاهرة الخطف مقابل فدية والتي تعرض هيبة الدولة لأفدح الخسائر.
وتم الاتفاق على عقد اجتماع لمجلس الامن المركزي غدا بتكليف من المجلس الاعلى للدفاع «لوضع خطة بين كل الاجهزة الامنية تؤدي الى معالجة جذرية لموضوع الخطف».

وأشار المصدر الى ان المجلس اتخذ اجراءات رادعة لمنع الفتنة، وطلب من الاجهزة المعنية «العمل وفق ما ينص عليه الدستور والقوانين المرعية الاجراء لمنع الفتنة واثارة النعرات الطائفية، لا سيما في ضوء ما وصلت اليه حركة الشيخ احمد الاسير من تصعيد».
وسيكون الاختبار الأهم للدولة ولقرارات مجلس الدفاع في صيدا، يوم الجمعة المقبل، الذي حدده الشيخ الأسير موعدا لاطلاق «انتفاضة الكرامة».

وعلم ان إجراءات أمنية استثنائية ستتخذ الجمعة في صيدا، لمنع أي انفلات أمني، بينما أبلغ مرجع كبير قادة الاجهزة العسكرية والامنية خلال اجتماع مجلس الدفاع بوجوب اتخاذ كل التدابير اللازمة للجم تجاوزات الشيخ أحمد الأسير، بعدما تعدت كل الحدود.
وفي سياق متصل، علمــت «السفير» بــأن قيادة حزب الله تواصلت مع مرجعيات رسمية وأبلغتها ان هناك أمورا وصـــلت الى الخط الأحــــمر، وعلى الدولة ان تتحمل مسؤوليتها. وسجل في هذا الإطار، اتصــــال هاتفـــي بين معاون الامين العام للحـــزب حسين خليل والرئيس نجيب ميقاتي.

الملف الانتخابي
وفي مستجدات الملف الانتخابي، أطلق الرئيس نبيه بري أمس إشارة واضحة الى استيائه من طريقة التعامل مع «أرنب التسوية» الذي أطلقه على قاعدة المناصفة بين النظامين الاكثري والنسبي، فنفض يديه منه، بعدما لمس ان قوى «14 آذار» لم تتجاوب مع هذا الطرح، وراحت تشكك في خلفياته، وتحمّله ما لا يحتمله من تأويلات واجتهادات، من دون ان يلقى قبولا في الوقت ذاته لدى العماد عون.

وأبلغ بري النواب في «لقاء الاربعاء» انه لاحظ «هجوما على اقتراحه من 8 و14 آذار». وقال: أصبح الاقتراح غير مقبول لا بل موضع خلاف، لذلك أنا أوفر على الجميع وأقول: لا قبلتم به ولا أتيتم بغيره موضع وفاق، ومرة أخرى «الأرثوذكسي» أمامنا او الذهاب الى تطبيق المادة 22 من الدستور، مع احترام المناصفة، اي مجلس نواب على أســاس غير طائفي ومجلس شيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية.

الى ذلك، كان لافتا للانتباه ان قوى بارزة في الأكثرية أعادت ترتيب إحداثياتها الانتخابية، فاحتفظت بـ«الارثوذكسي» في يد، ورفعت باليد الأخرى مشروع لبنان دائرة واحدة على اساس النسبية.

وفي هذا السياق، أكد نصر الله أن «الاقتراح «الارثوذكسي» سيبقى قائما ومتقدما بحسب التصويت في اللجان المشتركة، ولكن الكل الآن يبحث عن بدائل». وتوجّه إلى «14 آذار» بالقول: أنتم تقولون ان الغالبية الشعبية معكم، فتعالوا إلى قانون الدائرة الواحدة، الذي يعتمد على النسبية، واصفاً هذا القانون بأنه «عادل ويحقق المســــاواة والاندماج الوطني ويحمي البلد ويفرض على الطــــوائف والمذاهب والقوى السياسية التحالف، وهذا يقوي خيارات الاعتدال ويضعف التـــطرف، وأيضاً، عندما نعتمد النسبية الكل يتمـــثل ويأخــذ حجمه الطبــيعي فلا يلغي أحد أحداً».

اضاف: الآن هذه فرصة ليتحقق هذا الحلم الوطني، ولذلك نحن ندعو بشكل جدي إلى دراسة هذا الاقتراح وسنقوم بخطوات قانونية على هذا الصعيد.

وأكد أن «من مصلحة «حزب الله» أن تجري الانتخابات بموعدها، وفق قانون جديد»، مشيرا الى أن «من لديه ازمات مالية وتصدع في تحالفاته، وينتظر تغيرات في سوريا، من مصلحته تأجيل الانتخابات».

جنبلاط: زمن «الارثوذكسي» انتهى
وقال النائب وليد جنبلاط لـ«السفير» ان زمن اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» قد انتهى، بفعل موقف رئيس الجمهورية ومستقلي قوى» 14 آّذار»، الذين عطّلوا هذا المشروع الانتحاري، الذي ما كان ليقوم لولا المزايدة المارونية ـ المارونية. أما أبرز إنجازات هذا الاقتراح، فهو تخلي «تيار المستقبل» عن رفضه النظام النسبي.

واعتبر ان مشروع الحكومة «يحتاج إلى بعض التعديلات، المتصلة بنقل بعض المقاعد وتركيبة الدوائر الانتخابية»، لافتا الانتباه إلى ان حركة المشاورات بدأت تأخذ مكانها، لتدوير زوايا هذا المشروع، حيث يشكل الرئيس نبيه بري محور هذا الحراك بصفته رئيساً لمجلس النواب.

وشدد على وجوب إجراء الانتخابات في موعدها، مؤكداً أنّ إنشاء مجلس للشيوخ قد يجيب عن هواجس الأقليات، وقد يسمح حينذاك بانتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي.

واضاف جنبلاط: الرئيس سليمان ونحن مصـــرون علــى تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات، لأنـنا لن نقبل بتأجيل الاستحقاق.

مؤتمر روما اليوم .. وتبادل أدوار بين كيري ولافروف يتبلور في 6 آذار
الأزمة السورية: واشنطن تمتحن الحل الروسي .. وخيار السلاح

محمد بلوط

لا تصور أميركيا خاصا بالحل السياسي في سوريا، ولكن الأميركيين يركنون أكثر فأكثر إلى مقاربة روسية لإطلاق العملية السياسية في سوريا.

وبحسب خبير مقرّب من وزارة الخارجية الروسية، تعزز في اللقاءات الأميركية ـ الروسية الأخيرة، الاتجاه الديبلوماسي الأميركي لإطلاق يد موسكو في محاولة اختبار حل سياسي في سوريا، يستند إلى اتفاقية جنيف وتعديلات قد تلحق بها، إذا ما تأكدت أنباء عن قرب اجتماع فريق ديبلوماسي أميركي ـ روسي في جنيف في السادس من آذار المقبل، لتحديد إطار تحرك مطلوب والتحضير لاجتماع مجموعة العمل الدولية حول سوريا.

وبحسب مصادر روسية فقد توافق وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، في لقاء برلين أمس الأول، على توزيع الأدوار في المرحلة المقبلة، لتشجيع أطراف المعارضة السورية المقربة من الطرفين على الجلوس حول طاولة مفاوضات، كما توافقا على الضغط عليها لتشكيل وفد مشترك يمثل جميع أطرها، وهو ما تفضله موسكو، وتتوقعه جهات سورية معارضة بدأت اتصالات لبلورة تفاهم مع «الائتلاف الوطني السوري» والتيارات المؤيدة لخيار الحل السياسي والتفاوض مع النظام.

ونقل مصدر معارض سوري عن ديبلوماسيين أميركيين في باريس قولهم إن واشنطن باتت مقتنعة انه من الممكن العمل على حل سياسي في سوريا، إلى جانب الروس، وانه لم تعد هناك إمكانية أو مصلحة في حسم عسكري في سوريا بسبب مخاطر صعود «الجهاديين» فيها، وأن العمل مع الروس، كخطوة أولى، سيبدأ بدفع المعارضة إلى التقارب بين أطرافها في «الائتلاف» وهيئة التنسيق بشكل خاص، التي تلقت، للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل عامين، دعوة رسمية لإرسال وفد إلى الخارجية الأميركية في 13 الشهر المقبل.

وكانت واشنطن قد عملت مع «أصدقاء سوريا» على حصر شرعية تمثيل المعارضة بـ«المجلس الوطني السوري» قبل أن تجعل من «الائتلاف» ممثلا شرعيا للشعب السوري. ونقل المعارض السوري عن الديبلوماسيين الأميركيين أن دولا إقليمية تعمل على عرقلة الحل السياسي لتحقيق مكاسب في سوريا. وتوقعت المصادر الديبلوماسية الأميركية تغييرات قريبة ستصيب تركيبة «الائتلاف» لإنجاح الحل السياسي.

وظهرت مؤشرات واضحة على ذلك، في رفض «المجلس الوطني» الممثل بـ26 عضوا في «الائتلاف» حضور مؤتمر «أصدقاء سوريا» في روما اليوم. وقال الرئيس السابق للمجلس عبد الباسط سيدا لـ«السفير» إن «الأمانة العامة ارتأت ذلك لنقل رسالة الى المجتمع الدولي ان المؤتمرات السابقة لم تخرج بأي نتيجة، الا ان المجلس لم يعترض على مشاركة الائتلاف».
وتعهد الوزيران الأميركي والروسي في برلين العمل معا لحث الأطراف السورية المعارضة، من «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» وبعض الجماعات المسلحة المعتدلة على تسمية ممثلين لها إلى حوار مع النظام السوري، ولكن أي لقاء لن يعقد في دمشق تحت عناوين التفاوض.

ونقل خبير في موسكو عن الخارجية الروسية أن لافروف، الذي التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي عاد إلى دمشق عن طريق مطار بيروت، يتحفظ على اختيار دمشق مكانا لأي لقاء بين المعارضة والنظام، لأنه لم يعد يثق بالضمانات التي يقدمها النظام السوري في هذا الإطار، لحفظ سلامة أي من المتفاوضين القادمين من الخارج، بعد اعتقاله المعارض عبد العزيز الخير في أيلول الماضي.

وفي باريس، أعاد وزير الخارجية الأميركية جون كيري، بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تأكيد الخيار السياسي قبل ساعات من انعقاد مؤتمر «أصدقاء سوريا» اليوم في روما.
ووجه كيري، من منبر مؤتمر صحافي في باريس إلى جانب نظيره الفرنسي لوران فابيوس، رسائل للمجتمعين في روما بأنه «يجب تسريع الحل السياسي، لأنه أفضل الطرق إلى السلام ووقف المذابح وحفظ مصالح الشعب السوري، ولكن ذلك يتطلب أن يغير الرئيس (السوري بشار) الأسد حساباته، وان لا مخرج من خلال العنف». وقال إن «الوقت الذي كان على الرئيس الأسد أن يستمع فيه لصوت الشعب السوري قد تجاوزه الزمن».

ويتبين في تصريحات كيري الباريسية أن شيئا لم يتغير في المواقف الأميركية بعد استنكاف «الائتلاف» عن حضور مؤتمر روما ثم العودة عنه. وكان «الائتلاف» أعلن مقاطعته اجتماع اليوم في روما، بعد سلسلة من المؤتمرات ووعود غربية بتسليحه، لم ترق إلى المستوى المنتظر، فيما ينتقد الغربيون «الائتلاف» لإخفاقه في تحقيق الغاية التي تشكل من اجلها، بتعديل ميزان القوى داخل المعارضة المسلحة لمصلحة «الجيش الحر» والمعتدلين وعزل القوى الجهادية، لا سيما «جبهة النصرة» التي تحقق تقدما متزايدا في سيطرتها على العمليات الميدانية.

وقال كيري «نحاول توحيد المعارضة لكي تتمكن من الاستجابة لتطلعات الشعب السوري، وسنتوجه بمساعداتنا مباشرة إلى المناطق المحررة». وذكر بأن على المعارضة أن تعزل الجهاديين والمتطرفين في صفوفها، محددا نقطتي التقاطع الرئيسيتين مع الروس «على المعارضة أن تساعد الشعب السوري على مقاومة إغراءات اللجوء إلى العنف، وعليها أن تحفظ مؤسسات الدولة». وتشكل النقطة الثانية محط تفاهم روسي ـ أميركي لمنع انهيار أجهزة الدولة السورية الضرورية لعملية انتقالية سلسة، والأهم الإبقاء على الجيش السوري وجزء من الأجهزة الأمنية فعّالة في مواجهة خطر «الجهاديين».

ولا يبدو التوافق مع الروس على حل سياسي في سوريا رهان واشنطن الوحيد. ويبقي الأميركيون على الحسم العسكري ورقة محتملة، ليس بسبب استمرار الخلاف مع الروس على مصير الأسد أو تمسك هؤلاء ببقائه في منصبه حتى العام 2014 وربما ترشحه إلى انتخابات رئاسية، وإنما بسبب الحاجة إلى تحسين شروط التسوية في سوريا، لمصلحة واشنطن وحلفائها، وفرض حقائق ميدانية وعسكرية تجبر النظام على تقديم المزيد من التنازلات.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «نحن نراجع باستمرار طبيعة المساعدة التي نقدمها للشعب السوري في صورة مساعدة إنسانية وللمعارضة السورية في صورة مساعدة غير قاتلة».

وفي هذا السياق تمتنع واشنطن عن استخدام نفوذها لدى حلفائها القطريين والسعوديين والأتراك لوقف عمليات التسليح. ولا يتوقف الرهان العسكري على تحسن المساعدات من الأسلحة غير الفتاكة، من دروع أو عربات مصفحة أو أجهزة اتصال أو مناظير ليلية أو تدريبات عسكرية، إذ لم تعترض واشنطن سبيل أي صفقة أسلحة كبيرة عقدتها السعودية مع كرواتيا، كما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أو صفقة أخرى يحاول الأتراك عقدها مع أوكرانيا لتزويد المعارضة بمدافع وأسلحة روسية يفضلها المقاتلون السوريون.

أما الروس فلا يبدون أي تغيير في مواصلة تسليح النظام من جهتهم. ونقلت صحيفة «الكانار إنشينه» الفرنسية أمس عن مصادر في الاستخبارات الفرنسية والأميركية، أن موسكو بدأت بتسليم سوريا طائرات «ياك ـ 130». وتشتمل الصفقة على 36 طائرة من هذا النوع المعد لتدريب الطيارين.

وتقول مصادر الاستخبارات الأميركية والفرنسية إن الروس اجروا تعديلات على الطائرة لتحويلها إلى طائرات مقاتلة ومخصصة لمعاضدة الجيش في مسارح العمليات في حرب العصابات. وبإمكان المقاتلة الروسية المعدلة المزودة بمدفع حمل 3 أطنان من الذخائر والصواريخ والقنابل، وهي تحلق على ارتفاع 12 ألف متر ولديها قدرة على المناورة، ما يجعلها متقدمة على مثيلاتها من طائرات «ميغ» و«سوخوي» الموجودة لدى سلاح الطيران السوري.

النهار

المجلس الأعلى للدفاع: الحكومة تعترف بعجزها
نصرالله يتوعّد: لا يقوم أحد بحسابات خاطئة معنا

وكتبت صحيفة النهار تقول “مجلس الوزراء لا يخرج بأي قرارات استثنائية تلامس الأوضاع الحدودية والتحركات النقابية.
والمجلس الأعلى للدفاع لا يتفق على أي اجراءات حاسمة للحؤول دون استمرار عمليات الخطف.
ولقاء الأربعاء، مع حركة الاتصالات الواسعة النطاق، لا يتفقان على مشروع لقانون الانتخاب العتيد.
ومجلس القضاء الأعلى يطلع بمشروع تشكيلات لن يحظى بموافقة وزير العدل شكيب قرطباوي.
بعض عناوين يمكن أن تلخص الوضع الحالي في مواجهة عجز رسمي بدا جلياً في مناقشات المجلس الأعلى للدفاع برئاسة الرئيس ميشال سليمان.
ففي معلومات خاصة بـ”النهار” ان اعضاء المجلس لم يتوصلوا الى اتفاق على اجراءات حاسمة في شأن الملفات الأمنية الساخنة، ورأى وزير معني “أنه اذا لم يتوافق السياسيون قريباً، فإن البلاد ذاهبة الى الخراب الحتمي، وستسيطر الأفكار المتطرفة والمتعصبة لدى كل الطوائف والمذاهب على ساحاتها”.

لكن مصدراً حكومياً أبلغ “النهار” أن الأجهزة الأمنية أوقفت عدداً كبيراً من الخاطفين مقابل فدية في اليومين الأخيرين (والذين أشارت اليهم “النهار” السبت) أو ربما جميعهم، إذ بلغ عدد الموقوفين 38، ويجري التحقيق معهم.
وفيما كان المجلس الأعلى للدفاع مجتمعاً، أصدرت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بياناً أعلنت فيه انها أحبطت عمليتي خطف، الأولى تستهدف المغترب علي الصباح، والثانية تستهدف نجل أحد أصحاب الأفران من آل المير في طرابلس والمطالبة بفدية قدرها مليون دولار. وقد أوقفت المديرية المتهمين موسى حرب وزياد الجمل.

كذلك أعلنت شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي عن إجراءات مماثلة شملت عدداً من الخاطفين في صور وبيروت.
وقد تطرق الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في اطلالته مساء أمس الى ظاهرة الخطف، فلاحظ أن “هذه الظاهرة باتت خطيرة ومزعجة جداً”، داعياً الى “تعاون وطني”، وقال: “من مسؤوليات الدولة أن تبذل أقصى الجهود في هذا الاطار. ونحن ندعو الى رفع الغطاء عن أي خاطف، ويجب أن يعتقل. وليس هناك أي مكان مغلق على الجيش، ويجب القضاء على هذه الظاهرة بشكل قاطع، وندعو المواطنين الى التعاون مع الدولة، فهذا من الواجبات الوطنية والدينية والشرعية. وأقول لبعض الخاطفين إن المال الذي يجنى من هذه الوسيلة من أبشع المال الحرام، فهذا أمر يدمر العائلات والبيوت، فيجب أن نتعاون جميعاً لمواجهة هذه الظاهرة”.

نصرالله والفتنة
الى ذلك، بدا السيد نصرالله متهيباً الاحتقان المذهبي السني – الشيعي في أكثر من منطقة وخصوصاً في صيدا مع تنامي ظاهرة الشيخ أحمد الأسير (من غير أن يسميه) مما ينذر بحوادث قد تكون الشرارة لانتقال تداعيات الأزمة السورية الى لبنان.
وقال نصرالله: “يريدون اختراع معركة اعلام ويافطات ومعركة شقق ومعركة مجمعات، السؤال لأهل صيدا ألا يوجد عقلاء وحكماء ومن يتحمل المسؤولية؟ ألا يوجد دولة تتحمل المسؤولية؟ هل المطلوب جرّنا الى قتال؟ كل الشواهد تدل على ذلك ونحن نصبر. أقول إن هناك أشخاصاً يجب أن تتحمل مسؤولياتها ونحن حريصون جداً جداً جداً، ولكن لا أحد يقوم بحسابات خاطئة معنا، لا نريد الدخول الى منزل أحد ولا الى مسجد أحد ولا نريد أن نهدد أحداً، ونحن مشغولون للاحتفاظ بجهوزيتنا لمواجهة اسرائيل ولا أحد يأخذنا الى مكان آخر أو يقوم بحسابات خاطئة معنا”.

وهذا الكلام اعتبره عضو كتلة “المستقبل” النائب احمد فتفت “تهديداً خطيراً لا يمكن أن يوجهه رئيس مقاومة بل ينطوي على عقل ميليشيوي”.

الحدود مع سوريا
وفي شأن أمني متصل، وبناء على موعد طلبه، زار أمس الرئيس فؤاد السنيورة قصر بعبدا، وحمل الى الرئيس سليمان تصوراً من قوى 14 آذار يجري العمل على بلورته من اجل حماية الحدود مع سوريا.
وقالت أوساط السنيورة لـ”النهار” انه أوضح للرئيس سليمان “أن الوضع الامني على الحدود مع سوريا بات يتطلب عملا عاجلا لضبطه من خلال نشر الجيش لمنع الفيضان الامني السلبي هناك من التدفق على سائر المناطق ويقتضي ذلك وقف تهريب السلاح وارسال المقاتلين”.
وأثار السنيورة ايضا موضوع التفلت الامني وكسر هيبة الدولة وأعمال الخطف التي يقوم بها أشخاص معروفون ويتمتعون بالحماية.

الانتخابات
أما في شان قانون الانتخاب، فأشارت أوساط السنيورة الى أنه قدّر للرئيس سليمان تمسكه بالاصول الدستورية، ورفضه الكيدية، وأكد أن “تيار المستقبل” منفتح للنقاش على ما يطرحه الآخرون من أجل اجراء الانتخابات في موعدها.
أما السيد نصرالله، فأكد تفضيله اعتماد النسبية في لبنان دائرة واحدة، وعدم استبعاده مشروع اللقاء الارثوذكسي، فيما اعلن الرئيس نبيه بري سحب مشروعه “التوافقي” القائم على المناصفة في المقاعد بين الاكثري والنسبي.

وأفادت معلومات ان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يستمهل لدعوة الهيئات الناخبة الى الاقتراع، فاسحا المجال للاتفاق قبل انتهاء الاسبوع الاول من آذار. وعلمت “النهار” ان لقاء جمع مساء الثلثاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط الى عشاء في منزل وزير الاقتصاد نقولا نحاس بدا بمثابة استكمال للقاء سابق بينهم في قصر بعبدا. وعلم ان كل الملفات الساخنة طرحت في هذا اللقاء من قانون الانتخاب والاستحقاق الانتخابي كلاً، الى المطالب الاجتماعية، الى الوضع الامني، وكان هناك تناغم في المواقف بين الاركان “الوسطيين”.

التحرك النقابي
معيشياً، دعا ميقاتي هيئة التنسيق النقابية الى التهدئة لأن “أحدا ليس ضد سلسلة الرتب والرواتب ونحن في صدد جوجلة نهائية للايرادات”.
وعلمت “النهار” ان رئاسة مجلس الوزراء لم تتسلم بعد تقرير المجلس الاعلى للتنظيم المدني عن طابق الميقاتي، على رغم اعلان وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ان وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي رفعه بعد انجازه قبل أسبوعين.

التشكيلات القضائية
وعلمت “النهار” مساء أمس ان مجلس القضاء الاعلى انجز مشروعا للتشكيلات القضائية شمل ملء عدد من المراكز الشاغرة وتعيين 14 قاضيا جديدا تخرجوا من معهد الدروس القضائية.
وفيما يعرض رئيس المجلس جان فهد المشروع على وزير العدل شكيب قرطباوي اليوم، من المتوقع ان يعترض عليه قرطباوي لعدم شموله كل المواقع. وقد أعطى القانون وزير العدل حق ابداء ملاحظاته على المشروع المعد من مجلس القضاء الاعلى.

واشنطن وأوروبا لتوسيع دورهما في سوريا
المالكي يخشى حرباً طائفية في العراق ولبنان

تقترب الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون من قرار بالتدخل المباشر في النزاع السوري، من طريق خطط لارسال وجبات طعام وأجهزة طبية وأنواع اخرى من المساعدات “غير القاتلة” الى المعارضة السورية التي تقاتل لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، فيما اعلن نائب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” رياض سيف ان الائتلاف سيطلب من اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” المقرر في روما اليوم، دعما عسكريا نوعيا لمساعدة هذه القوى في قتالها لاطاحة الاسد.
ولا تخطط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا لتقديم أسلحة وذخائر الى “الجيش السوري الحر”. بيد أن ثمة تحركات قائمة لتعزيز المساعدات الغربية سياسيا وعسكريا للمعارضة السورية.

وكشف مسؤولون اميركيون وأوروبيون في روما ان بريطانيا وفرنسا متحمستان لتزويد الثوار وسائل لحماية أنفسهم من هجمات القوات النظامية بما فيها صواريخ “سكود” التي استهدف بها النظام السوري في الايام الاخيرة مدينة حلب. وأوضحوا ان المساعدات الغربية يمكن ان تشمل مصفحات قتالية وعربات عسكرية وتجهيزات أخرى لا تعتبر هجومية ويمكن ان تشمل تدريبات في مجال العناية الصحية ووسائل أخرى لحماية حقوق الانسان.

وتوشك ادارة الرئيس باراك أوباما ان تتخذ قرارا بتزويد مقاتلي المعارضة السورية وجبات طعام جاهزة وأجهزة طبية. ومن المحتمل ان يعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن المساهمات الاميركية الجديدة في مؤتمر روما اليوم، فضلا عن تخصيص عشرات الملايين من الدولارات لتعزيز حكم القانون وبرامج تدريب على ادارة الحكم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ويمثل هذا التغيير في الاستراتيجية جزءا من عملية خطوة بخطوة وصولا الى المساعدة العسكرية المباشرة لعناصر مختارة بعناية من “الجيش السوري الحر” اذا استمر النزاع الذي مضى عليه ما يقرب من السنتين.

وصرح كيري عقب لقائه في باريس الرئيس فرنسوا هولاند ونظيره الفرنسي لوران فابيوس بان الولايات المتحدة وفرنسا تدرسان “وسائل التعجيل في العملية الانتقالية السياسية” في سوريا. وقال إن هذا الأمر سيطرح اليوم في روما خلال اجتماع لـ”اصدقاء الشعب السوري”. وأضاف: “اعتقد ان المعارضة السورية في حاجة الى مزيد من المساعدة. نعتقد ان من الأهمية بمكان أن يصل مزيد من المساعدة الى المناطق المحررة”.

وفي واشنطن، قال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: “نحن نراجع باستمرار طبيعة المساعدة التي نقدمها للشعب السوري في صورة مساعدة انسانية وللمعارضة السورية في صورة مساعدة غير قاتلة… سنواصل تقديم المساعدة للشعب السوري وللمعارضة السورية وسنواصل زيادة مساعدتنا سعياً الى نقل سوريا الى ما بعد الأسد”.

أوروبا نحو التسليح
وفي نيويورك أفاد ديبلوماسيون غربيون أن الإتحاد الأوروبي باشر درس “تخفيف” حظر السلاح المفروض على سوريا لتمكين المعارضة هناك من الحصول على “مساعدات عسكرية” في مواجهة نظام الرئيس الأسد.
وقال ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه إن “مهلة العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، والتي تجدد كل ثلاثة أشهر، تنتهي نهاية الشهر الجاري”، وأن “بعض الدول، كفرنسا وبريطانيا، يجادل بأن هذه العقوبات، وتحديداً حظر السلاح، يمكن أن تراجع عوض تجديدها تلقائياً”. وأضاف أن “المقترح هو تخفيف الحظر المفروض على المساعدات العسكرية”. بيد أنه لاحظ أن “دولاً أخرى، كايرلندا وبولونيا، تريد إبقاء الحظر وحصر المساعدات للمعارضة السورية بالتجهيزات غير المميتة”. واستدرك قائلاً: “نحن لا نقول إنه ينبغي تزويد المعارضة السورية السلاح بدءاً من الأسبوع المقبل”. وإذ شدد على أن “كل ما نقدمه سيكون قانونياً”، توقع حسم هذه المسألة في نهاية الأسبوع الجاري.

مليون لاجئ
الى ذلك، استمع أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة الى ثلاث إفادات وصفت بأنها “قاتمة ومفزعة” من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس والمفوض السامي للاجئين أنطونيو غوتيريز والمبعوثة الخاصة للمنظمة الدولية للعنف الجنسي في النزاعات زينب هاوا بانغورا.

ونقل ديبلوماسي حضر الجلسة عن آموس أن “ثمة ضرورة لايصال المساعدات الإنسانية وتحويل الوعود المقدمة في الكويت الى أفعال”. أما غوتيريز، الذي تحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، فقال إن عدد اللاجئين السوريين بلغ 936 ألفاً، بينهم 315 ألفاً مسجلين لدى مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية والمعونة الطارئة، علماً أن المجموع مع غير المسجلين يصل الى 400 ألف لاجىء.
وأكدت بانغورا أن السلطات السورية “تستخدم العنف الجنسي منهجياً، وتحديداً ضد المعتقلين”. وأشارت الى أنها لا تملك معلومات موثقة عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وعلق المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري على هذه الإفادات بأنها “غير واقعية” و”تتبنى وجهة نظر جهات لديها أجندات معروفة ضد سوريا”.

سيف
وقبل ساعات من اجتماع روما، صرح نائب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” رياض سيف: “نطلب من اصدقائنا تقديم كل عون يمكننا من تحقيق مكاسب على الأرض ويسهل عملية الحل السياسي من مركز القوة وليس من مركز الضعف… نتوقع ان يكون الدعم سياسياً اغاثياً ونوعاً تسليحياً”.

مواقف دولية
واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في المنتدى الخامس الذي تعقده منظمة الأمم المتحدة لتشجيع الحوار بين الأديان والشعوب في فيينا، انه من المستحيل دعم النظام “الغاشم” لبشار الأسد بحجة افتقار المعارضة السورية الى زعيم يجمعها. وقال إن “بعض البلدان يتساءل من سيخلف الأسد عندما يتنحى عن السلطة. أقول دوماً إن الأحداث الجليلة والثورات الكبرى تأتي بقادتها”.
وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في خطابه الى الوضع في سوريا، فأبدى “قلقه البالغ من خطر أعمال العنف الطائفية وعمليات الانتقام الجماعية اذا ما استمر تدهور الوضع”.

واتهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الموجود أيضاً في العاصمة النمسوية، النظام السوري بارتكاب “ابادة”، وخلص الى ان حكومة بشار الأسد فقدت “كل شرعية”.

تحذير المالكي
وفي المقابل، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة مع شبكة “إي بي سي نيوز” الاميركية للتلفزيون من أن يتسبب تحقيق المعارضة السورية انتصارا في حربها ضد الأسد، بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وقال إن ذلك من شأنه أن يوجد ملاذا جديدا داخل الشرق الأوسط لتنظيم “القاعدة”، الأمر الذي قد يتسبب بزعزعة استقرار المنطقة قاطبة. وأضاف أن انتصار المعارضة السورية سيجلب حربا طائفية في بعض دول المنطقة ومنها العراق ولبنان.
ولفتت الشبكة إلى أن التحذيرات التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي تعد الأقوى حتى الآن من عدم الاستقرار الذي من الممكن أن يتبع فترة سقوط حكم الأسد في سوريا.”

الاخبار

نصر الله: لا تحسبوا خطأً معنا

وكتبت صحيفة الاخبار تقول “نفى السيد حسن نصر الله بالصوت والصورة الشائعات التي تحدثت عن اعتلال صحته، مدرجاً إياها في إطار الحرب النفسية التي تشن على حزب الله، كما نفى الاتهامات التي تحمّل الحزب مسؤولية عدد من الحوادث، وتطرق إلى مواقف الشيخ أحمد الأسير، من دون أن يسمّيه، محذراً من الفتنة والحسابات الخاطئة

نبّه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله إلى وجود «من يريد أن يكون بيننا وبين الفتنة أيام قليلة»، مشيراً إلى أن هناك أشخاصاً يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم «ونحن حريصون جداً، ولكن ما حدا يقوم بحسابات خاطئة معنا». وعرض نصر الله في إطلالة تلفزيونية له مساء أمس، استهلها بنفي الشائعات التي تناولت صحته، الاتهامات التي تطلق ضد حزب الله وتحميله مسؤولية كل ما يجري من أحداث في لبنان.
وتطرق إلى الحوادث على المنطقة الحدودية في ريف القصير والهرمل، ولفت الى أن «أحد الأخبار الشائعة هو أن الجيش السوري الحر قصف مواقع لحزب الله، مثل خبر التعرض لموكب لحزب الله وإصابة نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وكل هذه افتراءات».

وأشار الى أن «بعض وسائل الإعلام نقلت عن السفيرة الأميركية وهي لم تنف، أن هناك مشروعاً بين حزب الله والنظام السوري لاحتلال عدد من القرى السنية في ريف القصير أو السيطرة عليها، لوصل القرى التي يسكنها شيعة داخل سوريا بالقرى التي يسكنها علويون ضمن مخطط تقسيمي، وعندما حصلت الأحداث منذ بضعة أيام وُضعت الصدامات في هذا السياق، هذا أمر جديد وخطر، ولم يبق مسؤول في المعارضة السورية إلا هدّد وعقّب على الأحداث».

ورأى أن «أهم ما نحتاج إليه لنعرف الحقائق وأخذ موقف صحيح هو الاطلاع على الوقائع». وجزم بأن «ما قيل عن وجود مخطط من هذا النوع كذب وافتراء وعار من الصحة، والمعطيات الميدانية تؤكد العكس، حيث في تلك المنطقة لم يقم السكان اللبنانيون والذين يوجد بينهم من ينتمون إلى حزب الله، لم يقم هؤلاء حتى هذه اللحظة وليس هناك مشروع في المستقبل بالسيطرة على أي قرية سنية أو يسكنها سنّة، بل ما حصل هو العكس، إذ إن المعارضة المسلحة قامت في الأشهر الماضية بالسيطرة على قرى يسكنها لبنانيون شيعة وقامت بتهجيرهم، مثلما حصل في قرية أم الدمامل».

وأوضح أن «هناك حملة عسكرية واسعة من المسلحين للسيطرة على هذه القرى وتهجير أهلها. وما يجري هناك أن بقية سكان هذه البلدات حملوا السلاح منذ البداية للدفاع عن أرضهم وبيوتهم، ومن قُتل في هذا السبيل هو شهيد».

ولفت الى أنه «يتم نقل الجرحى من جانب المسلحين الى المستشفيات اللبنانية عبر قرى يسكنها شيعة، وكان يدخل أحياناً وسطاء من المنطقة ويقومون بمصالحات، لكن مسلحين من خارج المنطقة كانوا يعطلون أي هدنة وأي إمكانية تصالح»، مجدداً الدعوة إلى سكان المنطقة لتوظيف «أي فرصة للتصالح وللحفاظ على الأنفس أو الاستفادة منها، وقطع الطريق على كل من يريد قتالاً أو فتنة في هذه المنطقة».

وتساءل «ماذا فعلت الدولة لـ 30 ألف لبناني في تلك المنطقة؟ لا أقول أن يدخل الجيش اللبناني الى الأرض السورية للدفاع عن اللبنانيين، هؤلاء المسلحون تمون عليهم السعودية وقطر والولايات المتحدة، فما الجهود التي حصلت؟ الكل يعرف أن هذه المعارضة ممسوكة، هل قام أحد على مستوى الدولة ببذل جهد لوقف هذا الاعتداء وهذا التطهير العرقي والمذهبي الذي يحصل في القرى الحدودية؟». وأكد الإصرار «على أن تبقى سوريا موحدة ومتماكسة، ولسنا مع تقسيمها».

وإذ لفت إلى أن «هناك من يدفع لبنان وبشكل متسارع الى اقتتال طائفي ومذهبي يأخذ طابعاً سنياً شيعياً، وكل الوقائع تؤكد هذا الأمر»، نبه إلى أن «الفتنة السنية الشيعية ليست من مصلحة لبنان»، مؤكداً أن «أي اقتتال طائفي أو فتنة داخلية أمر خطير ومرفوض بكل المعايير، وأقول لمن يفرحون بهكذا اقتتال لا تفرحوا لأن هذا يدمر البلد ولا مصلحة لأحد فيه».

وأعرب عن اعتقاده بأن «بعض النواب في الطائفة السنية وبعض المشايخ يأخذون منحى تصعيدياً خطيراً جداً، وإذا كان ما يقولونه حقائق فلنرَ كيف نعالجها، لكن هناك جزءاً مبنياً على اتهامات وتؤسس لاحتقان، وكل أمر صغير أو كبير ولا يكون لحزب الله وحركة أمل علاقة به يقولون فوراً الشيعة وحزب الله»، وسأل «الى أين سيوصلنا ذلك؟».

وعرض نصر الله الاتهامات التي وجّهت للحزب بشأن أحداث الشمال وعرسال واغتيال اللواء وسام الحسن وكمين تلكلخ، مؤكداً أنها افتراءات تفتقر إلى الدليل. وأعرب عن اعتقاده بأن «هناك من يريد أن يكون بيننا وبين الفتنة أيام قليلة، وهذا يحتاج الى مكاشفة وحقّ».

وغمز من قناة إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، من دون أن يسميه. وأشار الى أن هناك آلاف العائلات الشيعية في صيدا، متسائلاً «هل بات السكن في صيدا يحتاج إلى إذن ويقول أنا أسمح بأن تأتي عائلات شيعية للسكن في هذا المنزل أو ذاك؟». وقال: «نحن جزء ممن قاتلوا لتحرير صيدا والجنوب، لدينا مراكز وشقق وبيوت ومساجد في صيدا منذ عشرين وثلاثين سنة، لدينا مراكز في عبرا قبل أن يقام مسجد ومصلى، هناك أناس قاموا ببناء مسجد قرب مكاتبنا». وأضاف: «لن نرد على شتائم ولن يقوم أحد برد فعل ميداني على شتائم»، مؤكداً «على كل جمهورنا حرمة القيام بأي رد فعل على شتائم لأنه يؤدي الى الفتنة».

ورأى «أن هناك أشخاصاً يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم ونحن حريصون جداً، ولكن لا أحد يقوم بحسابات خاطئة معنا، لا نريد الدخول الى منزل أحد ولا إلى مسجد أحد ولا نريد أن نهدد أحداً، ونحن مشغولون بالاستعداد لمواجهة إسرائيل ولا أحد يأخذنا الى مكان آخر أو يقوم بحسابات خاطئة معنا». كلنا يجب أن نبذل كل جهد للمحافظة على البلد، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤولياتها».

وفي الشان الانتخابي، تناول نصر الله الاعتراضات على الاقتراح الأرثوذكسي وسحب رئيس المجلس النيابي نبيه بري اقتراحه. وأوضح أنه «يوجد البديل الذي يُعالج كل هذه الملاحظات دفعة واحدة وهو ليس بديلاً جديداً، سنعمل بكل جدية لهذا الخيار، وسيبقى الاقتراح الأرثوذكسي قائماً ومتقدماً، بحسب التصويت في اللجان المشتركة. ولكن الجميع الآن يبحث عن بدائل».
واعتبر أن اقتراح لبنان دائرة واحدة مع النسبية هو قانون عادل ويحقق المساواة والاندماج الوطني ويحمي البلد ويمنع التطرف. ودعا الى «درس هذا الاقتراح وسنقوم بخطوات، وهذا بديل وطني من الأرثوذكسي»، لافتاً الى أن «قوى 14 آذار تقول إن الأغلبية الشعبية معها، فلتأت إذاً الى قانون الدائرة الواحدة».

وعن سلسلة الرتب والرواتب وتظاهرات الهيئات النقابية، دعا نصر الله إلى حسم هذا الأمر والدعوة الى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لهذه الغاية.
ورأى أن ظاهرة الخطف باتت خطيرة ومزعجة جداً، داعياً الى «تعاون وطني»، ومعتبراً أن «من مسؤوليات الدولة أن تبذل أقصى الجهود في هذا الإطار»، ورفع الغطاء عن أي خاطف واعتقاله.

وكان نصر الله قد استهل كلمته بالشائعات عن اعتلال صحته، نافياً بالصوت والصورة صحتها، معتبراً أن «هذا يقدم نموذجاً عن مثال عن الحرب الإعلامية التي تشن على حزب الله». وقال: «إذا صدرت شائعات جديدة عني فسأطلّ عليكم مجدداً».

الغرب يفتح باب السلاح والمال لمقاتلي المعارضة السورية

عودة إلى الميدان. باريس وواشنطن تدرسان دعم المعارضة «في المناطق المحرّرة» عشية لقاء روما اليوم، بالتزامن مع تجديد الدعوة إلى عملية انتقالية وتنحّي الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت أكدت فيه المعارضة المسلحة وصول شحنات أسلحة جديدة.
يتوجّه البيت الأبيض للحاق بركب الدول «المانحة عسكرياً» للمعارضة، في وقت لم يبتعد فيه هذا المنحى عن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لباريس، في خطوة تزامنت مع تتابع التقارير عن وصول شحنات أسلحة متطورة للمعارضة المسلحة.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في ختام محادثاته مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره لوران فابيوس، أنّ الولايات المتحدة وفرنسا تدرسان «وسائل تسريع العملية الانتقالية السياسية» في سوريا. وأوضح أنّ هذا الأمر سيبحث اليوم أثناء اجتماع «أصدقاء الشعب السوري». وقال كيري «أعتقد أن المعارضة السورية بحاجة إلى مزيد من المساعدة. نعتقد أن من الأهمية بمكان أن يصل مزيد من المساعدة إلى المناطق المحررة».

وتابع كيري قائلاً إنّ واشنطن تريد تقديم المشورة للمعارضة السورية بشأن كيفية الاسراع بحلّ سياسي. ومضى يقول «قد يتطلب منا ذلك تغيير الحسابات الحالية للرئيس (بشار) الأسد. ينبغي أن يعرف أنّه لا يستطيع حلّ الأزمة عسكرياً، ومن ثم نحن في حاجة إلى إقناعه بذلك». بدوره، أشار فابيوس إلى أنّ «الوضع في سوريا غير مقبول»، معتبراً أنّ «على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل».

وبعد زيارته الباريسية، وصل كيري إلى روما للمشاركة في «الاجتماع الوزاري المصغر» بشأن سوريا. وأشار بيان لوزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ «الاجتماع سيضمّ ممثلين عن 34 دولة، بينهم 23 وزير خارجية، وبحضور الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، والمنسقة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون».

وفي تقرير جديد حول توجّه واشنطن لدعم المعارضة المسلحة، قالت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، إنّ البيت الأبيض يدرس تغييراً في سياسته تجاه الصراع الدائر في سوريا، وأنّه قد يرسل سترات واقية من الرصاص ومركبات مدرعة إلى مقاتلي المعارضة، وربما يقدّم تدريباً عسكرياً. وأضافت الصحيفة أنّ من المتوقع أن يناقش الوزير جون كيري التغيير المقترح في السياسة مع مسؤولين أثناء جولته الحالية في عواصم أوروبية وعربية. وبعد مجمل التقارير التي أكدت وصول شحنات أسلحة جديدة إلى المقاتلين المعارضين، أبلغ عدد من قادة المعارضة ومقاتليها وكالة «رويترز» أنّ شحنة وصلت إلى سوريا عبر تركيا الشهر الماضي، اشتملت على معدات تحمل على الكتف وعتاد محمول آخر، بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات والدروع وقذائف هاون وقواذف صاروخية. وأشار معارضون مسلحون إلى أن الأسلحة _ إضافة إلى أموال لدفع رواتب للمقاتلين _ يجري توزيعها من خلال هيكل قيادة جديد في إطار خطة للداعمين الأجانب من أجل مركزية السيطرة على وحدات المعارضة، وكبح الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة. لكن في علامة على صعوبة توحيد الجماعات المقاتلة المتباينة، قال بعض المقاتلين إنهم رفضوا الأسلحة ورفضوا الخضوع للقيادة الجديدة.

إلى ذلك، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، باتريك فينتريل، عن قلق بلاده من وجود «عناصر متطرفة» في صفوف المعارضة السورية. وأضاف «أوضحنا أننا سندعم المعارضة الديمقراطية التي تعمل من أجل سوريا معتدلة، وطبيعي أننا سوف نحيّد العناصر المتطرفة التي تنظر إلى مستقبل سوريا من زاوية مختلفة تماماً».

في موازاة ذلك، أعربت بغداد عن قلقها من انتقال عدوى الصراع في سوريا إلى أراضيها. وحذّر رئيس الوزراء، نوري المالكي، من أنّ انتصار المسلحين الذين يقاتلون النظام سيؤدي الى اندلاع حروب طائفية في العراق ولبنان، وإلى ظهور تربة خصبة لـ«القاعدة».
وأشار المالكي، في تصريح إلى وكالة «أسوشييتد برس»، إلى أنّه «لا يرى الضوء في نهاية النفق في حال لم يتفق العالم على دعم الحل السياسي عبر الحوار». في السياق، قال وزير النقل هادي العامري، في حديث إلى وكالة «رويترز»، إنّ دعم تركيا وقطر للمعارضة المسلحة في سوريا يرقى إلى حدّ إعلان حرب على العراق الذي سيعاني من تبعات صراع تتزايد صبغته الطائفية إلى جواره. من ناحيته، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، أنّ بعض القوى الخارجية تمارس سياسة خاطئة تجاه سوريا عبر استمرار تقديم الدعم للإرهابيين، معتبراً أنّ «الديمقراطية هي أساس الحل في سوريا من خلال آليات ديمقراطية يعترف بها الجميع، عبر حوار داخلي وانتخابات».

في غضون ذلك، واصلت أنقرة هجومها على النظام السوري، إذ رأى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان «أن من المستحيل دعم النظام الغاشم لبشار الأسد بحجة افتقار المعارضة السورية إلى زعيم يجمعها». وأكد أن «المقاومة التي تخوضها المعارضة مهمة ومن الضروري تقديرها».

من جهته، أشار وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال، سميح المعايطة، إلى أنّّ «الأردن لم يصنع الأزمة السورية بل هو أحد ضحايا هذه الأزمة، وهو من الجهات التي تدفع ثمن هذه الأزمة على أكثر من صعيد، وليس في موضوع اللاجئين السوريين فقط».
إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن موسكو مستعدة لعقد مؤتمر بشأن اللاجئين السوريين. وأضاف أنها تجري اتصالات مع كافة الأطراف المعنية لحل هذه القضية.

ميدانياً، سقطت قذائف عدة على المجمع الأمني وعلى بناء القضاء العسكري في منطقة التوجيه بالقرب من حيّ كفرسوسة بدمشق، فيما تجدّد القصف على حيّ جوبر، ودارت اشتباكات في داريا بريف دمشق، كما تواصلت الاشتباكات في محيط مدرسة الشرطة ببلدة خان العسل بريف حلب. وأفادت «لجان التنسيق المحلية» عن تعرّض «حيّ الخالدية وأحياء حمص القديمة للقصف، كما استهدف قصف من الطائرات الحربية منطقة تل التبابير في ريف حمص، كذلك تجدد القصف على مدن الرستن والحولة».”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.